البنوك المصرية تجهز "سيناريو B" لشهر الشمول المالى بعد منع التجمعات
صورة تعبيرية
زاد اهتمام البنك المركزى بتعزيز الشمول المالى خلال السنوات الأخيرة، وأطلق العديد من المبادرات التى تستهدف استقطاب المزيد من الأفراد للتعامل مع المنظومة المصرفية، لعل أهمها إطلاق أسبوع الشمول المالى فى شهر أبريل من كل عام بمشاركة جميع البنوك العاملة فى السوق المحلية، التى تتيح للبنوك الوجود خارج فروعها، فضلاً عن فتح حسابات للعملاء الجدد دون مصروفات إدارية، ودون حد أدنى لفتح الحساب تحت شعار «حساب لكل مواطن»، إضافة إلى إطلاق «المركزى» مبادرة لتمويل إسكان محدودى ومتوسطى الدخل، ومبادرة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بفوائد ميسرة تصل إلى 5%، حيث استطاعات هذه المبادرات جذب شرائح جديدة من غير المتعاملين مع القطاع المصرفى من أصحاب الدخول المنخفضة.
وعلى الرغم من النتائج الجيدة التى تحققها البنوك خلال أسبوع الشمول المالى من كل عام من خلال جذب شرائح جديدة من العملاء، إلا أن التقلبات العالمية وتفشى «كوفيد-19»، المعروف بفيروس كورونا، الذى صنفته منظمة الصحة العالمية كوباء عالمى ينتقل سريعاً بين الأفراد، والذى أصاب أكثر من ١٠٠ ألف شخص على مستوى العالم، يجعل شهر أبريل من هذا العام مختلفاً، حيث يقيد الفيروس حركة القطاع المصرفى ويعيق خططه الطموحة فى إطلاق الحملة السنوية للشمول المالى، التى تستهدف فى المقام الأول التجمعات سواء فى الأندية أو الجامعات أو المعارض، حيث قرر مجلس الوزراء إلغاء كافة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات إلى جانب الحفلات والموالد، حفاظاً على صحة الأفراد من تفشى فيروس «كورونا» وانتقال العدوى.
وأطاح «كورونا» بخطط وفعاليات البنوك فى حملة الشمول المالى ٢٠٢٠، نظراً لعدم قدرتها على الوجود خارج فروعها فى أماكن التجمعات، وهو ما دفع البنوك لوضع خطط بديلة تضمن تحقيق النتائج المرجوة من فعاليات الشمول المالى دون المساس بصحة الأفراد، وأجمع بعض قيادات القطاع المصرفى على أن السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية قد تكون بديلاً مناسباً عن الفعاليات التقليدية للشمول المالى التى تقام كل عام.
ويعزز الشمول المالى من تراكم المدخرات وتوجيهها إلى المشروعات الاستثمارية فى القطاعات المختلفة، فضلاً عن إدارة المخاطر المالية، كما أنه يحد من الفساد، الأمر الذى ينعكس على مستوى رفاهة ومعيشة المواطن ويسهم فى تقليص معدلات الفقر، لذا وضعته الدولة على رأس أجندتها الاقتصادية، واهتم البنك المركزى بفعالياته بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
والجدير بالذكر أن المؤشرات الصادرة عن البنك المركزى توضح تقدماً ملحوظاً فى قاعدة القطاع المصرفى التى تمهد لتحقيق طفرة فى مؤشرات الشمول المالى خلال الفترة المقبلة، حيث ارتفع عدد الفروع ليصل إلى ٤٣٦٥ فرعاً بنهاية سبتمبر الماضى، من ضمنها ١٢٠٨ فروع فى القرى، مقارنة بـ٣٧٦٦ فرعاً بنهاية يونيو ٢٠١٥.
كما ارتفع عدد نقاط البيع لتصل إلى ٧٩٫٩٥ ألف ماكينة بنهاية يونيو الماضى، مقابل ٥٥٫٨٧ ألف بنهاية يونيو ٢٠١٥، بالإضافة إلى زيادة أعداد البطاقات البلاستيكية لتصل إلى ٣٢٫١ مليون بطاقة بين خصم وائتمان ومدفوعة مقدمة بنهاية يونيو الماضى. وشهد عدد ماكينات الصراف الآلى ارتفاعاً ملحوظاً ليسجل ١٢٫٦٥٦ ألف ماكينة بنهاية يونيو الماضى، مقابل ٧٨٥٥ ماكينة بنهاية يونيو ٢٠١٥.
يحيى أبوالفتوح: البنك الأهلى يستخدم "السوشيال ميديا" و"الفروع الإلكترونية" فى جذب الأفراد
من جانبه قال يحيى أبوالفتوح، نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى، إن البنك دائماً ما يدعم الشمول المالى، ويستغل انتشار فروعه على مستوى الجمهورية فى استقطاب المزيد من شرائح الأفراد المختلفة غير المتعاملين مع القطاع المصرفى من قبل، وأضاف أن البنك الأهلى خلال فعاليات الشمول المالى ٢٠٢٠ سيستغل وجود الأفراد بكثافة على السوشيال ميديا والموقع الرسمى للبنك فى إطلاق حملات إعلانية قد تحمل أفكاراً جديدة تعزز من رغبة الأفراد فى التعامل مع البنوك، مشيراً إلى أنه حال رغبة الفرد فى فتح حساب خلال فترة الفعاليات سيكون من خلال الذهاب لأحد فروع البنك، خاصة الفروع الإلكترونية التى تحفز الأفراد على التعامل مع القطاع المصرفى وإتمام المعاملات بكل سهولة.
وبعيداً عن الزحام والتعاملات المباشرة مع الأفراد، وتابع أبوالفتوح أن القانون حالياً لا يتيح للبنوك فتح الحسابات إلكترونياً من خلال موقع البنك دون الحاجة للذهاب إلى الفروع، موضحاً أن البنك المركزى دائماً ما يبحث عن إتاحة كل ما هو جديد للبنوك العاملة فى السوق المحلية، وقد تحمل التغييرات الجديدة فى التشريعات إتاحة فتح الحسابات إلكترونياً.
حازم حجازى: بنك القاهرة يبتكر وسيلة جديدة للترويج لخدماته بداخل مؤسسات الأعمال
فى سياق متصل قال حازم حجازى، نائب رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة، إن البنك يقوم حالياً بتفعيل خدمات الشمول المالى طوال العام دون الارتباط بفترات الفعالية، وإن إطلاق البنك المركزى لمبادرة الشمول المالى كان تحفيزاً للبنوك العاملة فى السوق المحلية على دعم الشمول المالى بأساليب مختلفة.
وذكر أن بنك القاهرة خلال فعاليات الشمول المالى ٢٠٢٠ سيقوم باختيار مندوب من كل مؤسسة تمارس الحياة بشكل طبيعى ومنحه كروت البنك، ويتكفل مندوب المؤسسة بتوزيع الكروت على الأفراد الجدد الراغبين فى التعامل مع البنك، وبذلك يتفادى البنك أزمة عدم إمكانية الوجود فى التجمعات حرصاً على صحة وسلامة الأفراد، وأشار حجازى إلى أن بنك القاهرة قد يلجأ لتكثيف الوجود على السوشيال ميديا خلال فترة فعاليات الشمول المالى ٢٠٢٠ تعويضاً عن عدم إمكانية الوجود خارج فروع البنك نتيجة فيروس كورونا.
أشرف القاضى: المصرف المتحد يستقبل فعاليات شهر أبريل بـ"المس حلمك"
من جانبه قال أشرف القاضى، رئيس مجلس إدارة المصرف المتحد، إن فعاليات مبادرة الشمول المالى ستكون مختلفة هذا العام، حيث إن التجمعات المخصصة للتوعية بأهمية الثقافة المصرفية ستكون محدودة، نظراً لتوجهات الحكومة فى الفترة الحالية بالحد من التجمعات الكبيرة حرصاً على سلامة الأفراد، وأشار إلى أن المصرف المتحد ابتكر مجموعة حلول تسويقية أخرى تعتمد على استخدام السوشيال ميديا والمنصات الرسمية الإلكترونية للمصرف المتحد فى ظل إلغاء التجمعات حفاظاً على صحة وسلامة الأفراد من تفشى فيروس كورونا، وتابع القاضى أن فعاليات المصرف المتحد فى الشمول المالى ٢٠٢٠ ستستهدف استكمال برنامج «إلمس حلمك»، الذى تم إطلاقه العام الماضى، على أن تقدم الدعم لأصحاب الهمم من المعاقين بصرياً وتضمينهم ضمن المنظومة المصرفية، إلا أن هذا العام سيتم التعاون مع إحدى المؤسسات الكبرى، على أن يوفر المصرف المتحد جزءاً من ذوى الإعاقة البصرية تقوم المؤسسة بتوظيفهم، بنسبة ٥٪ من إجمالى موظفيها. فيما استكمل القاضى حديثه بأن المصرف المتحد يعمل طوال العام على دعم الشمول المالى وتعزيز الثقافة المصرفية من خلال مسابقة القرآن الكريم السنوية، التى انتشرت فى ١٦ محافظة، لتشجيع الشباب ومحو الأمية البنكية لدى قطاع عريض من الأفراد، على أن يحصل الفائزون بمختلف ترتيبهم على جوائز مالية يتم وضعها فى المصرف، وبذلك يتم تعامل كافة الفائزين من النجوع والقرى مع المصرف المتحد.
ميرفت سلطان: "السوشيال ميديا" و"التجمعات الصغيرة" أبرز أدوات بنك تنمية الصادرات للوصول إلى العملاء
فى سياق متصل قالت ميرفت سلطان رئيس مجلس إدارة البنك المصرى لتنمية الصادرات، إن البنك يحرص بشكل كبير على وقاية جميع العاملين بالبنك من «كوفيد-19» المعروف بفيروس كورونا، وأشارت إلى أن مصرفها يولى اهتماماً كبيراً لفعاليات الشمول المالى، موضحة أن الفعاليات خلال شهر أبريل المقبل ستعتمد بشكل كبير على الوصول للعملاء من خلال العديد من القنوات، مثل السوشيال ميديا وبعض التجمعات القليلة وليس الكبيرة فى حالة استمرار انتشار وباء كورونا.
وأضافت أن البنوك تفكر فى وضع سيناريوهات بديلة للتجمعات التى يعتمد عليها الشمول المالى، خاصة بعد تعليق مجلس الوزراء جميع الفعاليات التى تتضمن أى تجمعات كبيرة من المواطنين، أو تلك التى تتضمن انتقال المواطنين بين المحافظات بتجمعات كبيرة، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الحكومة لمواجهة فيروس «كورونا المستجد».