من الذي يعذب يوم القيامة.. الروح أم النفس؟.. شيخ الأزهر الأسبق يجيب
الشيخ جاد الحق المفتي وشيخ الأزهر الأسبق يوضح الفرق بين الروح والنفس
دار الافتاء المصرية
تستقبل دار الإفتاء العديد من تساؤلات المسلمين داخل وخارج مصر، منها ما قد يبدو غير منطقياً أو خارج نطاق العقل ومنها ما يكون شاذ الفكر.
ومن بين التساؤلات، جاء سؤال ورد للدار حول هل الروح هي النفس؟ وهل الروح هي التي تعذب أم النفس؟
وأجاب عن السؤال الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق والمفتي الأسبق، حيث قال على موقع الدار: لفظ "الروح" و"النفس" من الألفاظ التي تؤدي أكثر من معنى، وهما في الواقع متغايرتان في الدلالة بحسب ما يحدده السباق والسياق واللحاق، وإن حلت إحداهما محل الأخرى في كثير من النصوص الشرعية، لكن على سبيل المجاز وليس الحقيقة.
والروح المسؤول عنها هي ما سأل عنها اليهود فأجابهم الله تعالى في القرآن بقوله في سورة إسراء: "قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" [الإسراء: 85] فهذه الروح التي يحيا بها الإنسان هي سر أودعه الله في المخلوقات واستأثر في علمه بكنهها وحقيقتها، وهي التي نفخها في آدم عليه السلام وفي ذريته من بعده.
أما مسألة العذاب فقد ورد في السنة ما يدل على أن العذاب للنفس يكون يوم القيامة، وأن عذاب الروح وحدها يكون بعد مفارقتها للجسد بالموت، وأن الروح بعد السؤال في القبر تكون في عليين أو في سجين، وهذا لا ينافي عذاب القبر للروح والجسد لمن استحقه، كما جاء ذكره في الأحاديث الشريفة.
وفي هذا المقام يلزم التنبيه إلى أنه لا ينبغي الاشتغال بما استأثر الله بعلمه حتى لا يكون ذلك سببا في الزيغ والضلال بعد الهداية والاعتدال؛ قال تعالى "ولا تقف ما ليس لك به علم".