رضيع يكشف لغز مقتل والدته
لم ينقطع بكاء الرضيع فى تلك الليلة بقرية هربيط التابعة لمركز أبوكبير بينما كانت زوجة عمه وعشيقها منهمكين بضراوة فى تسديد الضربات لرأس أمه لإخراسها للأبد، حتى لا تفضح علاقتهما الآثمة.
انتهت حياة الأم هبة السيد، 26 عاماً، واختفى الرضيع وبقيت جثة الأم مهشمة الرأس فى شقتها، حتى تم العثور عليها لتسود حالة من الفزع بين الأهالى، لكن السؤال حول لغز اختفاء الرضيع قاد الشرطة إلى كشف لغز الجريمة، حيث تبين أن المتهمين اختطفا الرضيع تخلصاً من صرخاته.
لا تزال ظلال الجريمة تحيط بقرية هربيط وفى بيت ريفى بسيط لا تزال والدة القتيلة تبكى ابنتها: «أنا عاوزة حق بنتى يرجع، منهم لله اللى قتلوها ويتّموا عيالها»، بتلك الجملة بدأت فاطمة محمد سعيد حسين عاملة بمدرسة هربيط الابتدائية الجديدة، والدة المجنى عليها حديثها معنا، وتابعت قائلة: «بنتى قالت لى من حوالى سنة إنها بتشوف واحد بيتردد على شقة سلفتها اللى ساكنة فى الدور اللى فوق شقتها، وقالت لجوزها بس هو قالها ماتتكلميش عشان مايحصلش مشاكل بين أخوه ومراته، وهددها بالطلاق». وصمتت الأم لتنخرط فى البكاء: «بس موتوها برضه، حسبى الله ونعم الوكيل».[SecondImage]
تستجمع الأم قواها لتحكى: «قبل الحادثة بحوالى 4 أيام، بنتى كانت قربت تولد، وفى يوم خرجت تتمشى بالليل وصادف وهى بتفتح باب الشقة لقيت الشخص اللى بيتردد على بيت سلفتها فاتح البوابة وطالع على فوق، فقالت له (سلام عليكم)، فماردش عليها، فقالت له (عاوز حاجة يا عم محمد؟)، فرد عليها وقال لها (هى منار فين؟)، فقالت له (فوق)، فقال (أنا طالع لها)».
وتكمل الأم: «بعد ما طلع، بنتى خافت ودخلت شقتها وقفلت على نفسها، وتانى يوم قالت لى على اللى حصل، وقالت إنها مش عاوزة تقعد لوحدها فى البيت، خصوصا بعد ما نظر لها نظرة كلها شر».
وتتابع: «بعد اللى حصل ده بيومين، بنتى ولدت فى مستشفى أبوكبير المركزى وأنا أخدت أجازة من الشغل عشان أخدمها، وبعد ما ولدت رجعنا البيت، وتانى يوم أنا سبتها وروّحت أخلص حاجة فى الشغل عشان الأجازة، وفجأة لقيت بنتى التانية بتكلمنى وبتقول لى (إلحقى هبة مخبوطة على راسها وفى غيبوبة)».
تنخرط الأم فى بكاء هستيرى، قائلة: «طلعت أجرى على المستشفى، وأول ما دخلت لقيت بنتى غرقانة فى دمها، والدكاترة مش عارفين يعملوا حاجة، وحجزوها بالعناية المركزة، وكانت فى غيبوبة لمدة 3 أيام لحد ما ماتت».[ThirdImage]
وتصف «أم محمد» ربة منزل لحظة اكتشاف الجريمة قائلة: «أنا كنت ماشية فى الشارع، وكانت (هبة) لسه والدة طفل من كام يوم وقبل ما أوصل بيت (هبة) طلبت منى إحدى السيدات مساعدتها توصل لحد البيت عشان تبارك لها على المولود، وبمجرد ما وصلنا وجدت (منار) -المتهمة- وصاحبتها (رشا) نازلين من على سلالم البيت و(رشا) معاها حقيبة سوق ماعرفتش فيها إيه، وسلمت عليهم وقولت لـ(منار) تنادى على (هبة) عشان فيه واحدة عاوزاها، فقالت (أنا مابكلمهاش، روحى انتى قولى لها)».
وتابعت «رحت شقتها وكانت مفتوحة، وشفت آثار دم فى الأرض، ولما وصلت المطبخ وجدت (هبة) ملقاة على الأرض غارقة فى دمائها ورأسها مهشمة، وأول ما شفتها كده أُصبت بحالة ذهول وصرخت ودخلت سلفتها وصوتت هى كمان وطلعت تنادى على الجيران وتقول لهم (تعالوا الحقوا هبة واقعة على الأرض ومتعورة والجيران اتجمعوا، والكل بيسأل مين اللى عمل فيها كده؟)».
وأضافت «وبعدين بحثنا عن المولود فمالقيناهوش، وسألنا سلفتها فقالت (معايا)، وبعد شوية سألناها تانى فقالت (ماعرفش عنه حاجة)، وكان فى الوقت ده (رشا) اختفت ورجعت بعد شوية تدور معانا على المولود».
وقال محمد عبدالله العزب، فلاح، 58 عاماً، جار القتيلة: «أنا كنت فى البيت ومعايا زوجتى وزوجة ابنى، وفوجئنا أن رشا (وهى إحدى قريباتنا) تطرق باب المنزل، وعندما فتحت الباب فوجئت بأنه كان معاها طفل صغير، وطلبت من زوجة ابنى أن ترضعه».
وتابع قائلاً: «إحنا خوفنا ورفضنا نأخذ منها الطفل عشان مش عارفين هو مين، وشكينا إنه ابن (هبة) الله يرحمها».
والتقطت نبيلة عبدالغنى، جارة القتيلة، أطراف الحديث، قائلة: «أنا تانى يوم الحادثة شوفت (رشا) ماشية فى الشارع وتحمل حقيبة خضراوات وفجأة سمعت صوت بكاء طفل صغير داخل الحقيبة، ولما سألتها (مين العيل ده وجايباه منين؟)، قالت (ده ابن واحدة قريبتنا، وهى راحت مشوار وتركته ليا فترة وهترجع تاخده تانى)، وأنا شكيت ساعتها أنه ابن المرحومة (هبة)، وجريت على طول على بيت أهلها وقولت لهم على اللى حصل، وأخوها الصغير بلغ مركز الشرطة».
كان اللواء سامح الكيلانى مدير أمن الشرقية، تلقى إخطاراً من العميد ضياء الدين أبوالعزم مأمور مركز شرطة أبوكبير، يفيد بتلقى المركز بلاغاً من أهالى قرية هربيط التابعة لمركز أبوكبير بالعثور على المدعوة هبة السيد محمد على، 26 عاماً، مهشمة الرأس، وفاقدة الوعى وغارقة فى دمائها داخل مطبخ منزلها، وقيام الأهالى بالإسراع بنقلها إلى مستشفى أبوكبير المركزى، لمحاولة إسعافها، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة داخل المستشفى.
اتهم والد ووالدة المجنى عليها، «منار. ح. إ»، 24 عاماً، ربة منزل، سلفة المجنى عليها، و«محمد. م. ص»، 48 عاماً، عامل زراعى، بالقيام بقتلها بتهشيم رأسها باستخدام أداة حادة لاكتشافها علاقة غير مشروعة بينهما أكثر من مرة.
وتمكن ضباط مباحث المركز برئاسة الرائد رائد ربيع رئيس المباحث، وبإشراف العقيد بهاء حسين رئيس فرع البحث الجنائى لشمال الشرقية، من ضبط المتهمين، وتم تحرير محضر بالواقعة تحت رقم 6067 جنح المركز لسنة 2013، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق.