محت أميتها وربت ابنتها وأبناء شقيقها.."عازة" أم مثالية مكافحة بمطروح
الأم المثالية الأولى بمطروح لـ"الوطن": أمنيتي أحج بيت الله
الأم المثالية الأولى على مستوى محافظة مطروح
عاشت "عازة يوسف حامد جبريل" 60 سنة، الأم المثالية على مستوى محافظة مطروح، يتيمة، واجهت قسوة الحياة، ترعى ابنتها الوحيدة، وأمها وأبناء شقيقها بعد وفاته، وتحدت العادات والتقاليد البدوية، وعلمت ابنتها تعليم عال، وظلت تعمل وتكافح، حتى حصلت على شهادة محو الأمية.
وتروي عالية حميدة عبدالواحد ابنتها الوحيدة، لـ"الوطن"، قصة كفاحها، ولدت أمي يتيمة الأب، وعاشت فى خيمة بدوية، فى قرية أبو لهو غرب مطروح، هى وأشقاءها الستة 4 ذكور و2 إناث، وعند عامها السادس عشر، زوجها أخواتها لإبن عمها المتزوج، ولم يستمر الزواج قرابة عام، حيث طلقها، بعد ميلادي، والسبب أنها أنجبت فتاة.
وعادت لتقيم مع جدتي وخالي، وكان صياد سمك بأدوات بدائية، ويعيش مع أسرته، وبدأت تصنع المنسوجات اليدوية، "الجرد البدوي"، الذى يرتديه الرجال على الزى البدوى، وكانت تصنعه من الصوف، بجانب تصنيعها "الكليم"، الذى كان يصنع من صوف الأغنام وشعر الماعز، وتبيعها لتصرف على البيت.
وعندما طلبت نفقة، رفض أبي، وطلب منها أن أعيش معه، وتدخل عواقل القبيلة، كى يتركنى لها، نظير أن تتنازل عن النفقة، واستمرت فى تربيتي، وكانت تتابع صحتها لمرورها بظروف صحية، تحتاج لتدخل طبى، وذلك مع الدكتور ميخائيل وديع، من أقدم أطباء مطروح، الذى شجعها على أن تعلم ابنتها، وأعطاها الدافع، وواجهت الظروف الصعبة، فى المجتمع المطروحى، فى ذاك الوقت، منذ أكثر من أربعين عاما.
وأعطاها شقيقها غرفتين، وعاشت مع والدتها، فى العزبة السنوسية بمطروح، واعتمدت على نفسها، واشتغلت فى ثمانينيات القرن الماضى، فى الجمعية المركزية الزراعية فى حلب الأبقار، وكانت تخرج قبل أذان الفجر، تبحث عن لقمة العيش، حيث يباع الحليب فى البدرية، وتعود فى السادسة من صباح كل يوم، تجهز الإفطار لوالدتها.
وكانت تبلغ من العمر وقتها 65 عاما، وكانت أمية ومريضة سكر، تقوم بتنظيف البيت، وتجهيزى للذهاب للمدرسة، وعقب خروجى كانت تذهب لتتعلم فى فصل محو الأمية، حتى تمكنت من القراءة والكتابة، وحصلت على شهادة محو الأمية عام 1994 توظفت بها فى نفس العام، بديوان عام محافظة مطروح.
وطالبت والدي بمصروفات المدرسة، ولم تستطع الحصول عليها، وتوفت والدتها عام 1995، وعكفت على تربيتى، ليتوفى شقيقها عام 2000، فاحتضنت أولاده الثلاثة ردا للجميل، وكانوا فى أشد الحاجه للرعاية والتربية، حتى كبروا وتزوجوا جميعا.
وتخرجت عام 2000 في كلية التربية، وحصلت على ليسانس آداب وتربية، وزوجتنى، وانضمت بعدها لإحدى الجمعيات الأهلية، "جمعية تكاتف وكرامة المشهرة عام 2011 لتشارك فى العمل العام متطوعة، وعندما مرض والدى، عام 2010، وكانا منفصلين عن بعضهما، أوصتنى أن أذهب إليه ورعايته، والجلوس معه فى المستشفى، وتقديم الطعام له، والسهر على راحته، ليتوفى عام 2012.
وقالت الأم المثالية الأولى على مستوى محافظة مطروح: "الحمد لله أديت رسالتى وأعاننى الله على ذلك، وما أتمناه أن يحقق الله لى، أمنيتى فى الحياة أن أحج بيت الله".