رشا طموم: الفنون هى روح العلم.. وموسيقى المهرجانات تحتاج دراسة اجتماعية
رشا طموم
قالت الدكتورة رشا طموم، أستاذ الموسيقى، ومقررة لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه، بالمجلس الأعلى للثقافة إن دور اللجنة هو دراسة الثقافة الموسيقية للشعب المصرى وتحليلها وفهمها، مشيرة إلى أهمية دراسة ظاهرة الموسيقى المهرجانات بشكل معمق.
مقررة "الأوبرا والباليه": نتمنى إعادة مسابقة الموسيقى فى المجلس الأعلى للثقافة لتحفيز الموهوبين
وأضافت «طموم» فى حوارها لـ«الوطن» أن التشكيل الجديد للجان المجلس يدل على أن هناك مرحلة جديدة من العمل تحت مظلة واحدة لخدمة مشروع التنمية الثقافية المستدامة لمصر، لافتة إلى أنه من الضرورى النظر للموسيقى على أنها روح العلم.
إذا غابت الأنشطة الثقافية عن المدارس فلا ننتظر تذوقاً جيداً للفنون
ما الفرق بين طريقة تشكيل اللجان هذه المرة عن ذى قبل؟
- استراتيجية المجلس الأعلى للثقافة، بدأت تنفتح على ملفات واضحة، ولم تعد قائمة على لجان نوعية، بقدر ما هى قائم على أهداف واضحة، مثل تطوير الإدارة السياسية وحماية التراث، وهى أهداف مهمة وتهم الثقافة بشكل عام، لذلك نرى اللجان تضم أعضاء من مختلف التخصصات، وهذا ما لاحظته، فمثلاً لجنة الحماية الفكرية تضم تخصصات متنوعة منها الموسيقى، كما أن لجان السياسات يتنوع تخصصات أعضائها لأنها تعمل على ملفات ملحة وشديدة الأهمية فى رسم السياسات الثقافية، وهذا ما يختلف عن ذى قبل، ومن المؤكد أن تستعين لجان السياسات بأعضاء اللجان النوعية.
وهل هذا سيؤثر على طبيعة العمل؟
- التشكيل الجديد يعطى إيحاءً بأن هناك شيئاً مختلفاً، فتركيبة اللجان ليست مقصورة على كل تخصص، وأتصور أنه سيحدث خلال الفترة المقبلة تعاون جاد بين اللجان، وأن تنتهى طريقة العمل فى جزر منعزلة، وهذا موضوع مهم، لأنه فى السابق كنا نجد فعاليات متشابهة تقام فى أوقات متقاربة نتيجة عدم التنسيق بين اللجان، كما أن وجود إدارة للمؤتمرات فى المجلس شىء إيجابى أيضاً من شأنه التنسيق وتنفيذ الفعاليات الخاصة بأى لجنة أو المجلس نفسه، فاللجنة بذلك تتفرغ لوضع التصورات دون أن تكون مضطرة لوضع التصورات الخاصة بتنفيذه.
ما أهمية العمل بهذه الطريقة برأيك؟
- لو أن كل لجنة اشتغلت على كل موضوع، واستخدمت تخصصها أداة فاعلة لتنمية الإنسان وتكوين وعيه، وربطه بوطنه والانتماء إليه فستكون مثمرة، خاصة أن القضايا التى تتتبناها لجان رسم السياسات هى قضايا تحتاج المواجهة وإيجاد الحلول، وأتصور أنه بعد الدورة، والتى ستستمر لسنتين، لا بد أن يحدث تكامل للجهود لتصل رؤية متكاملة لصالح التنمية الثقافية.
وما دور لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه؟
- دراسة الموسيقى والمجتمع المصرى مهمة اللجنة، نرصد الظواهر الفنية الموجودة فى المجتمع، والمشهد الثقافى الموسيقى فى مصر ثم نحلله بشكل قوى، ونضع له سياسة تخدم كل أطياف المجتمع، ومنذ 1997، كنت عضوة فى اللجنة كباحثة شابة وقتها، ولذلك لدىّ خبرة، من معاصرة الدكتورة سمحة الخولى والدكتور راجح داود، وكانا يريان فينا الصف الثانى وكنا نقوم بالعمل الميدانى كباحثين نرى طريقة التحاور وطرح الأفكار، ما أكسبنى خبرة واسعة.
وكيف ترين المشهد الموسيقى فى الشارع المصرى فى السنوات الأخيرة؟
- مشهد متنوع وفيه جوانب كثيرة تحتاج التأمل العميق لفهم ظروفها، لمحاولة إيجاد المسار المفترض على الدولة تبنيه، لأنه لدينا الآن مسارات متنوعة بعد الانفتاح على العالم، وتكنولوجيا الاتصالات، ما يجعل أمر وضع السياسات الثقافية الموسيقية ليس مهمة سهلة، الموسيقى جزء من تشكيل وعى المواطن المصرى، ونحن لسنا المؤثرين الوحيدين، أى أننا نواجه العديد من التحديات ونحتاج التفكير بشكل استباقى وهى ليست مهمة وزارة الثقافة وحدها، بل كل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، لمواجهة التأثيرات الداخلية والخارجية والتى تشمل الظروف الاجتماعية والسياسية والتى تؤثر فى هذه الثقافة لأن الهدف أن نكون شريكاً فاعلاً.
وماذا عن موسيقى المهرجانات؟
- موسيقى المهرجانات ضمن المشهد الموسيقى، الذى يحتاج دراسة قبل اتخاذ أى قرار، وأن تدرس ليس من الناحية الفنية ولكن كواقع اجتماعى، لأنها نتاج ظروف بعينها، ونحن معترضون على جانب فيها ونحتاج إلى طرح أسئلة من قبيل لماذا وصلت الموسيقى إلى هذا الشكل، وهذه بعض مهام اللجنة كونها منوطاً بها تحليل وفهم المشهد الموسيقى. نحن ندرس الظاهرة بشكل فنى، وقد نستعين بمتخصصين من علم الاجتماع فى اللجان الأخرى، لفهم الظواهر. لا يوجد انفصال بين الثقافة الفكرية والسمعية، لأن أى تحول يحدث فى المجتمع يؤثر على الثقافة والفنون، كما أن الظواهر الفنية أيضاً تؤثر على المجتمع.
كيف تتوقعين آلية العمل الفترة المقبلة؟
- أنا متفائلة بالأسماء الموجودة الممثلة لقامات الحركة الموسيقية، ونحن لدينا مظلة هى خطة الدولة للتنمية المستدامة، نتمنى إعادة مسابقة الموسيقى، وهى مسابقة كانت منذ عهد الدكتور ثروت عكاشة، وتوقفت، فى 2015، ونتمنى أن تعود لأنها تشجع على تعليم الموسيقى وكانت الجائزة هدفاً مشجعاً للأطفال، لخلق توازن بين الفنون الرائجة من الموسيقى والموسيقى الفنية المجردة، كل بلد يضم مجموعة متنوعة من الموسيقى، التى تتأثر بالبيئة والجغرافيا وظروف المجتمع، وبطبيعة النشاط الاقتصادى.