أمل الجمل: حياته درس للشباب.. وترددت في التواصل مع أسرته خوفاً على حريتي
أمل الجمل
حرصت الكاتبة أمل الجمل على الاحتفاء بمئوية ميلاد الفنان فريد شوقى، بشكل خاص، وذلك من خلال كتابة كتاب يحمل اسم «فريد شوقى وحش الشاشة.. ملحمة السينما المصرية»، حيث تناولت فيه مسيرة الفنان الراحل، والسينما المصرية بشكل عام والأحداث التاريخية التى شهدتها مصر خلال الفترة الزمنية التى عاصرها، فقد طُرح ضمن إصدارات دورة هذا العام من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، التى عُقدت مطلع الشهر الجارى.
والتقت «الوطن» الكاتبة أمل الجمل، للحديث عن كتابها وكيف تناولت حياة الفنان فريد شوقى وربطها بتاريخ مصر والمصادر التى اعتمدت عليها لتأليف الكتاب.. إلى نص الحوار:
صاحبة كتاب "وحش الشاشة.. ملحمة السينما المصرية": أحمد زكى وصفه بـ"رئيس جمهورية التمثيل" وعادل إمام زعم بين زملائه أنه أحد أبنائه
فى البداية.. نود التعرّف على تفاصيل رحلتك مع الكتاب؟
- ليست لدىّ إجابة محددة عن حجم قدرتى على سرد الكثير من التفاصيل المرتبطة بحياة فريد شوقى، لأنى أترك نفسى للعمل، لكن بالتأكيد كان لدىّ هدف واضح على المستوى الشخصى، وهو فهم واستيعاب رحلة صعوده وكذلك قدرته غير العادية على تجاوز المحطات الصعبة والتحديات التى واجهته، وتحويلها إلى صالحه فى أحيانٍ كثيرة، وكان يراودنى دائماً سؤال كيف صنع من نفسه نجماً سينمائياً رغم عدم امتلاكه مواصفات البطل الوسيم، حتى اكتشفت أنه كان يعمل على شكله، وهيئته، واهتم بتفاصيل أزياء الشخصيات التى يجسدها والإكسسوار، والباروكة وممارسة التمرينات الرياضية.
وماذا عن كواليس اختيار اسم الكتاب كونه يجمع بين تاريخ السينما المصرية بوجه عام وفريد شوقى؟
- حينما بدأت العمل على الكتاب، لم أكن أتوقف عن طرح التساؤلات، وهذا فتح أمامى نوافذ عدّة للتفكير والخروج بنتائج غير تقليدية، فالربط بين رحلة «ملك الترسو» وتاريخ السينما المصرية، يرجع لطبيعة شخصيتى، فأنا باختصار أؤمن أن الفنان ليس نبتاً شيطانياً معزولاً عن المؤثرات التى حوله، فالفنان هو نتاج عوامل كثيرة، لذلك عندما بدأت فى تأمل ملامح السينما المصرية فى نهاية الأربعينات انتبهت أن سينما «الأكشن» كانت سائدة بعد الحرب العالمية الثانية، وظللت أسأل نفسى، من الذى قرر أن فريد شوقى يصلح لـ«الأكشن» دون غيره؟ حتى توصلت لنتيجة مفادها أن أنور وجدى كان فناناً ذكياً قادراً على التقاط أى موهبة، لذلك أعتقد أنه أدرك أن فريد شوقى شاب يمتلك موهبة قادر على تطويرها، فلم يكن مصادفة أنه بعد الفيلم الثانى لـ«شوقى» والذى قدمه مع حسن الإمام، نجد «أنور» يستدعيه ويمضى معه عقود خمسة أفلام، جميعها يجسد فيها دور الشرير، أو الإنسان الفاسد المستهتر.
حدثينا عن المصادر التى تناولها الكتاب؟ وهل هناك لقاءات مع فنانين من عدمه؟
- قُمت بمشاهدة أفلام متنوعة من أعمال فريد شوقى السينمائية والمسرحية، وكذلك حواراته التليفزيونية والإذاعية والصحفية، ومذكراته المنشورة فى «الكواكب»، فقد كان يهمنى التعرّف عليه كفنانٍ وإنسان، لا سيما أننى لم ألتقِ به من قبل، أما بشأن التواصل مع أسرته، فقد كنت مترددة فى البداية، حتى أكتب بحريتى، لا سيما أن هناك أجزاء فى الكتابة بها مناطق جدّلية، لكن عندما شعرت بعدم الاطمئنان فيما يخص توثيق اسمه كاملاً، تواصلت مع الفنانة رانيا فريد شوقى، وكانت استجابتها مُبهرة لى، وعرضت تقديم أى دعم فى المعلومات المفيدة للكتاب.
ما أبرز المحطات التى لفتت انتباهك فى مسيرة الفنان فريد شوقى خلال إعداد المادة؟
- الكتاب عبارة عن 200 صفحة، على 6 فصول، وأرى أن كل مرحلة تستحق الاطلاع، فأهمية تجربة فريد شوقى لا تكمن فقط فى معرفة ملامح السينما المصرية فحسب، بينما هى بمثابة نموذج يمكن أن يتعلم منه الإنسان المقاومة وعدم الاستسلام أبداً، ففى أثناء عملى على الكتاب وقعت فى غرامه، فهو بمثابة شخصية أسطورية، ويكفى أن نور الشريف كان يتخذّه مثلاً أعلى له، وأحمد زكى وصفه بـ«رئيس جمهورية التمثيل» وعادل إمام كان يزعم بين زملائه أنه ابن فريد شوقى.
محمود حميدة لم يقصد تشويه الكتاب.. وأتمنى ترجمته لتعريف العالم ببعض ملامح السينما المصرية
ما ردك على انتقاد محمود حميدة بأن الكتاب أغفل جانب التمثيل فى حياة فريد شوقى؟
- محمود حميدة فنان مثقف، ورأيه عن جانب التمثيل عند فريد شوقى شديد الأهمية، لكن بعض الصحفيين اختصروا رأيه بشكلٍ مُخل، وعملوا على تحريف الكلام، وكأن الهدف هو تشويه الكتاب أو التقليل من أهميته، وهذا ظلم وعدم أمانة فى نقل رأيه بطريقة سلمية، لأنه قال: «لم أقرأ الكتاب، وإنما تصفحته سريعاً.. وشعرت أن الكتاب تحدّث عن فريد شوقى الفنان بمعزل عن التمثيل».
هل هناك نية لطرح الكتاب فى الأسواق أم سيكون ضمن إصدارات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فقط؟
- أتمنى ذلك، فهناك شراكة بين مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية والهيئة العامة للكتاب، وأتمنى وصول الكتاب للجمهور البسيط، فهذا ضمن آمالى وأحلامى، كما أتمنى ترجمته، فأعتقد أن ذلك سيكون خطوة هامة لتعريف العالم ببعض ملامح السينما المصرية.