"وحش الشاشة" المنتج الذى أثرى السينما المصرية والتركية
مشهد من «جعلونى مجرماً»
يعتبر فريد شوقى واحداً من عمالقة الفن المصرى والعربى، وبالرغم من نجاحه فى التمثيل وتقديمه العديد من الأدوار السينمائية والدراما التليفزيونية والمسرحيات، فإن عشقه للفن جعله لا يكتفى بالتمثيل فقط ولكن كانت له العديد من التجارب الإنتاجية لعدد من الأفلام السينمائية ولم تكن فى مصر فقط ولكنه أنتج للسينما التركية أيضاً.
أول تجربة إنتاجية للفنان فريد شوقى كانت عام 1956، حينما أنتج فيلم «رصيف نمرة 5» وكان من بطولته أيضاً، ويعد من كلاسيكيات السينما المصرية، وشارك ببطولة الفيلم عدد كبير من النجوم مثل «هدى سلطان، زكى رستم، محمود المليجى ونعيمة وصفى».
الفيلم من إخراج نيازى مصطفى وكتب القصة والسيناريو والحوار له فريد شوقى بمشاركة السيد بدير والمخرج نيازى مصطفى، ويعد من أوائل أفلام الحركة «الأكشن» فى السينما المصرية، ويدور حول قصة شاويش بالشرطة يدعى خميس يعمل بخفر السواحل وينجح فى إجهاض عملية لتهريب المخدرات، وتحاول عصابة التهريب أن تشترى ضميره حتى يسهل لهم عملية التهريب ولكنه يرفض، وحينها يقررون اللجوء إلى خطة لقتله حتى يزيحوه عن طريقهم، ولكنهم يفشلون.
وفى نفس العام تم عرض الفيلم الثانى من إنتاج فريد شوقى وتأليفه وبطولته، وهو فيلم «النمرود» وكتب له السيناريو نجيب محفوظ ومحمود صبحى وكتب الحوار السيد بدير، وسرد الفيلم قصة شاب عاطل يطارده عدد من الدائنين حتى يقرر الانتحار شنقاً، ولكن محاولته تفشل، وفى المقابل يجد أموالاً كانت مخبأة فى السقف، ليصبح غنياً وتستمر أحداث الفيلم. شارك فى بطولة الفيلم كل من «هدى سلطان، محمود المليجى، رياض القصبجى ونيللى مظلوم» وأخرجه عاطف سالم.
وفى عام 1957 أنتج فريد شوقى واحداً من أشهر الأفلام الوطنية فى السينما المصرية والتى رصدت بطولة مقاومة أهل بورسعيد فى وقت العدوان الثلاثى وحمل الفيلم اسم «بورسعيد»، كتب قصة الفيلم وأخرجه عز الدين ذو الفقار، وكتب الحوار على الزرقانى، وشارك ببطولة الفيلم كل من «هدى سلطان، رشدى أباظة، ليلى فوزى، شكرى سرحان، زهرة العلا وتوفيق الدقن».
وفى عام 1957 تعاون مع المخرج صلاح أبوسيف، أحد رواد السينما الواقعية بمصر، وقدم معه كمنتج وممثل فيلم «الفتوة» الذى ضم عدداً كبيراً من الفنانين والكتاب، قصة الفيلم كتبها فريد شوقى وشارك فى كتابة السيناريو كل من المخرج صلاح أبوسيف ومحمود صبحى ونجيب محفوظ وكتب الحوار السيد بدير، وسرد الفيلم قصة صعيدى يدعى هريدى يأتى إلى سوق الخضار يبحث عن فرصة عمل.
وتوقف فريد شوقى عن الإنتاج 4 سنوات حتى عام 1961 ثم أنتج فيلم «جوز مراتى» للمخرج نيازى مصطفى ومن تأليف محمد أبويوسف وكتب السيناريو والحوار عبدالحى أديب وفريد شوقى، والفيلم من بطولة «فريد شوقى، عمر الحريرى، صباح، حسن فايق، ووداد حمدى».
ولم يقتصر اهتمام فريد شوقى على الإنتاج داخل مصر فقط بل امتد إلى تركيا، الأول عام 1965 أنتج «مغامرات فى إسطنبول» وجسد بطولته أيضاً ودارت أحداث الفيلم فى إطار درامى اجتماعى حول شابٍ يسافر إلى تركيا للعمل، لكنه يجد صعوبةً فى إيجاده. الفيلم للمخرج التركى خلقى سانر وقصة وسيناريو وحوار عبدالحى أديب، وشارك فى بطولته عدد من الممثلين الأتراك.
وفى عام 1972 أنتج الفنان فريد شوقى فيلمه الثانى فى السينما التركية وهو فيلم «الصعلوك» قصة وسيناريو وحوار عبدالحى أديب وللمخرج التركى عاطف يلماز.
ودارت أحداث فيلم «الصعلوك» حول شخص يدعى عثمان الذى يعمل ويعيش فى أحد الملاهى الليلية فى إسطنبول وحياته تقتصر بين العمل وشرب الخمر، وفى أحد الأيام تحضر راقصة جديدة تدعى ياسمين للعمل فى الملهى، وتعطف على عثمان، وتعامله بلطف حتى يحن قلبه لها من طرف واحد، ويتجرأ فى إحدى المرات على مصارحتها بحبه، ويمنعها من أن تذهب مع أحد زبائن الملهى، مما يدخله فى بعض الصراعات.
وكان آخر الأفلام التى أنتجها الفنان فريد شوقى عام 1991 فيلم «شاويش نص الليل» والفيلم تناول أزمة المخدرات التى كانت قضية مجتمعية بذلك الوقت، والفيلم من إخراج حسين عمارة الذى شارك فى كتابة السيناريو مع الفنان فريد شوقى.
طارق الشناوى: "جعلونى مجرماً" أحدث تغييراً فى القانون المصرى و"الأسطى حسن" تبنى قصة العمال
ويرى الناقد السينمائى طارق الشناوى أن الفنان فريد شوقى كان أكثر منتج فى تاريخ السينما المصرية يعرف جيداً ما يقدمه بشكل كامل، ويقدم ما يريده بشكل جاد وحقيقى، وقال «الشناوى»، لـ«الوطن»، إنه قبل ثورة يوليو 1952 أنتج فريد شوقى فيلم «الأسطى حسن»، الذى تناول قضية العمال وحياتهم، وهذا ما تبنته الثورة بعد ذلك، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً وجعل من فريد شوقى نجماً كبيراً وبعد نجاح الفيلم أطلقوا عليه لقب «ملك الترسو».
وأضاف «الشناوى» أن فريد شوقى فى عام 1954 أنتج فيلم «جعلونى مجرماً» وكان السبب فى تغيير القانون بأن السابقة الأولى للمتهم تلغى من الصحيفة الجنائية، وأكد «الشناوى» أن فريد شوقى استطاع أن يخلق لنفسه مساحة فنية جديدة عند تقدمه فى السن، ففى سبعينات القرن الماضى أنتج فيلم «ومضى قطار العمر» وحينها قدم أدوار ميلودراما، وقدم عدداً من الفنانين فى الجيل الجديد.
وعن إنتاجه لأكثر من فيلم فى تركيا، أوضح «الشناوى» أن هناك شائعات تقول إن فريد شوقى سافر إلى تركيا عقب عام 1967 ولكن هذا غير حقيقى، فقد سافر فريد شوقى عام 1966 وكان الهدف من ذلك هو أن يفتح للسينما المصرية ولأفلامه سوقاً جديدة، وأكد «الشناوى» أن فريد شوقى بالفعل حقق نجاحاً كبيراً فى تركيا حتى صار نجماً جماهيرياً.
.. ومع آثار الحكيم فى «شاويش نص الليل»