دبلوماسية المهام الصعبة
سامح شكرى
على عاتقه يحمل المهمة تلو المهمة والأزمة عقب الأخرى، لا يكل ولا يمل.. يقود وزير الخارجية سامح شكرى دبلوماسية مصر فى ظرف بالغ الحساسية، قضايا وأوضاع ساخنة فى المنطقة على مدار السنوات كُتب على مصر أن تواجهها، وتتولى دوراً قيادياً فيها، فكان صاحب البشرة التى تحمل لون الأرض جاهزاً على قدر المسئولية.
فى أزمة «سد النهضة الإثيوبى» استقر الملف كله فى يد وزير الخارجية، المهمة هذه المرة تتعلق بحقوق مصر المائية، الحاجة هنا بارزة إلى الخبرات القانونية والدبلوماسية وهى خبرة يمتلكها الرجل الذى يقترب من عقده السابع، فهو خريج كلية الحقوق، وعين فى وزارة الخارجية فى بداية مشواره ليتدرج لاحقاً فى عدد من المناصب، حتى شغل منصب سفير مصر فى «واشنطن» فى الفترة بين عامى 2008 و2012، وهو موقع له مكانته فى الدبلوماسية المصرية، فعلم وخبر بواطن الأمور وأصقل معرفته بالتعامل مع الكبار والملفات المعقدة، حتى وقع الاختيار عليه ليتولى وزارة الخارجية عام 2014، خبرات تتعرف عليها ببساطة فى تجاعيد وجهه التى تراكمت عليها تلك الخبرات.
منطقة مضطربة تشهد تحديات تهدد الأمن القومى المصرى، ودول معادية وأخرى متربصة تحاول تشويه صورة مصر وثورة شعبها العظيم فى الثلاثين من يونيو، كان هذا هو التحدى الأبرز أمام الوزير، الذى عمل مندوباً لمصر فى مقر الأمم المتحدة فى «جنيف» فى الفترة ما بين 2005 و2008، بالإضافة إلى شغله منصب سفير مصر فى عدد من الدول الأجنبية، مثل النمسا وغيرها من الدول الأخرى، فاكتسب علاقات ومهارات جعلته يعيد كتابة صفحة جديدة فى علاقات مصر الخارجية ويجلى الغبار الذى وضعه الإعلام المعادى ضد مصر، فتصبح «القاهرة» قوة لا غنى عنها لدى القوى الكبرى تكسب ود واحترام الجميع.
الآن يتحرك «شكرى» فى جولات مكوكية بين الدول العربية وأوروبا وأفريقيا، حاملاً قضية مصر والمصريين الأولى وهى «سد النهضة» الإثيوبى، يوضح حقيقة ما يجرى فى المفاوضات ويكشف التعنت الإثيوبى، وبخطوات محسوبة يعرف كيف يقتنص دعم الدول فيأتى التأكيد تلو الآخر داعماً وسنداً لـ«القاهرة» وحقوقها التاريخية.