«اضحك كركر.. إوعى تفكر»، غنّتها القديرة ليلى مراد عام 1938، وطبّقها فى 2020 مواطنون فى أنحاء العالم، بالتغلب على مشاعر الفزع المرتبطة بأنباء فيروس «كورونا» المتلاحقة، من خلال قفشات وممارسات يومية كوميدية، فما أحلى الجلوس فى المنزل والتعليم عن بُعد والاحتفال إلكترونياً بعيد الأم.. وما أشهى الوصفات المبتكرة فى المطبخ والحلوى المستوحاة من الأحداث.. وإن ساورك القلق للحظات من زيادة وزنك، فما أكثر الأدوات المنزلية للاستمتاع بتمرين آمن.
سباحة وتنس وملابس تنكرية فى المنزل: يا حلاوة "الحظر"
مشاعر الخوف التى تسيطر على جميع المواطنين فى أنحاء العالم بفعل فيروس كورونا لم تحجِّم داخلهم روح الدعابة، فسجلوا لقطات كوميدية لكيفية قضاء أوقاتهم داخل منازلهم، رافعين شعار «لنستمتع بالحظر، ونجعل المكوث فى المنزل مرحاً».
وبحسب صحيفة «الديلى ميل»، فالعزلة الذاتية، التى صارت مفروضة على الجميع بفعل الفيروس، لم تخنق حالة الإبداع عند مواطنى الولايات المتحدة الأمريكية أو دول أوروبا، فقام مواطن من مدينة نيويورك بتحويل حمام المنزل إلى ما يشبه محطة مترو الأنفاق، وقام بارتداء ملابس الخروج، بينما يقف داخل حوض الاستحمام، وهو يحمل الهاتف المحمول بيد، بينما يمسك باليد الأخرى «ماسورة» حديدية، وكأنه داخل عربة المترو قائلاً: «يجب أن نحافظ على الروتين مهما حدث».
وقام مواطن إيطالى يعيش وحيداً فى المنزل، ولا يمكنه الخروج بسبب الحظر المفروض على السكان، بمشاركة الآخرين فيديو لنفسه، وهو يشرب النبيذ، بينما يحدِّث نفسه فى مرآة الحمام: «نخبك يا عزيزتى حتى نرى الناس».
وكمحاولة لإرضاء شغفها بفكرة التنكر، قامت امرأة كندية بارتداء ملابس الشخصية الكارتونية «إلسا» داخل المنزل، والتقطت صوراً لنفسها، وهى تشير إلى صورة علقتها فى منزلها بعنوان «أرض الخيال».
مواطن إسبانى آخر، حاول التغلب على اضطراره إلى التوقف عن ممارسة الأنشطة الرياضية التى يعشقها، فقام بتصوير فيديو لنفسه، وهو يمارس رياضة السباحة على أرضية غرفة نومه، وفيديو آخر لنفسه، وهو يقود دراجة أطفال فى صالة المنزل قائلاً: «لنتغلب على كورونا».
أما أكثر الفيديوهات كوميدية، فكانت لشابين يعيشان فى منزلين متجاورين، بينما قررا أن يلعبا رياضة التنس من خلال شرفة المنزل، وهو الفيديو الذى شاركه آلاف حول العالم.
أما موقع «vox media» فأشار إلى أن طلاباً أمريكيين استخدموا تطبيق «تيك توك» فى صنع رقصات لمدة 20 ثانية، وقاموا بمشاركتها مع زملائهم باعتبارها وسيلة مبتكرة لكسر ملل العزلة الذاتية.
بيجامة ونسكافيه وصرخات طفل.. طرائف العمل "عن بُعد"
مواقف طريفة ومحرجة تعرّضت لها سيدات وطلاب أثناء ممارسة العمل وتلقى المحاضرات عن بُعد، بنظام الـ«أون لاين والفيديو كونفرانس»، تنفيذاً لإجراءات الحد من تفشى فيروس كورونا المستجد.
رحمة محمد، 28 عاماً، منحتها جهة العمل الخاصة استثناءً بالبقاء فى منزلها لمدة أسبوعين، لرعاية طفلها الذى لم يُكمل عامه السابع، والاكتفاء بحضور اجتماعات الشركة «أون لاين»، فقامت بتحويل حجرة «السفرة» إلى مكتب، لكنها لم تتوقع أن يخترق صوت تهشّم كوب زجاجى بفعل صغيرها، حرمة الاجتماع: «كنت فى نص هدومى، سِبت الاجتماع، وجريت على ابنى لقيته كان بيحاول يجيب كوباية عصير من المطبخ ووقعت منه الكوباية فاتكسرت، ورجعت كملت الاجتماع بعد ما اعتذرت عن اللى حصل».
موقف آخر روته «رحمة» أكثر حرجاً: «لقيت ابنى دخل علينا بالبيجامة وشعره منكوش، وفى إيده سيجارة واخدها من علبة باباه، مابقتش عارفة أزعق له على تصرفه، ولا أضحك على شكلى وسط زمايلى، ومن وقتها قررت لما يكون عندى اجتماع أنيّمه قبلها، علشان مايحصليش مواقف زى دى تانى».
دينا مجدى، طالبة فى الفرقة الثالثة بإحدى الجامعات الخاصة، فوجئت أثناء تلقيها محاضرة «أون لاين» بجلوس والدة إحدى زميلاتها بجوارها أثناء الشرح، وآخر يتناول كوباً من النسكافيه، مما دفع أستاذ المادة إلى وضع بعض التعليمات والقواعد، حتى يستمر فى شرح المحاضرة، قبل أن تتعرّض شخصياً لموقف محرج: «لقيت أخويا الصغير بيعيط وصوته عالى، اضطريت أقفل الصوت، علشان زمايلى مايسمعوش، لكن أخويا نفسه دخل الأوضة علشان يشتكى من ابن عمه اللى ضربه، وشافه كل زمايلى فى المحاضرة».
أما شيماء فريد، معيدة بإحدى الجامعات الخاصة، فقد تعرضت لمواقف عديدة خلال شرحها أولى محاضراتها الـ«أون لاين» لأكثر من 35 طالباً: «فى بداية المحاضرة لقيت طلبة قاعدين بالبيجامة، وفيه اللى مشغل أغانى بصوت عالى جنبه، ده غير صوت الأمهات اللى طالع معانا فى المحاضرة، واللى فاتح الشباك وسامعة صوت جيرانه، كنت حاسة إنى قاعدة فى الشارع مش محاضرة»، مما دفعها إلى طلب إغلاق الأصوات والكاميرات تماماً من طلابها، حتى تتمكن من استكمال شرح المحاضرة، على حد قولها.
تورتة "الكمامة": انسى تحذيرات "كورونا".. واحتفل
لم يمنع فيروس كورونا المستجد، المواطنين من الاحتفال بأعياد ميلادهم ومناسباتهم الخاصة، حتى بعد القرارات الوقائية، بعدم الخروج من المنازل وغلق المطاعم والكافيهات، مما دفع محل حلوى شهير بمنطقة التجمع الخامس، لابتكار «تورتة» من وحى الأحداث، عبارة عن وجه مغطى بكمامة طبية.
وحسب بهاء أباظة، مسئول المحل، اتخذت «التورتة» شكلاً دائرياً، قطرها 24 سم، تكفى 6 أفراد، وسعرها 275 جنيهاً، أما الكمامة فتم صنعها من عجينة السكر، بنفس شكل ولون (لبنى) الكمامة الأصلية، ولاقت إقبالاً كثيفاً من المواطنين فور عرضها فى المحل: «بنعمل أكتر من واحدة، وبمجرد عرضها بتتباع، لأن ناس كتير عيد ميلادها اليومين دول، ومش عارفين يخرجوا يحتفلوا بره فى المطاعم والكافيهات، فقرّروا إنهم يحتفلوا مع أسرهم بالقالب ده».
الهدف الأساسى من عمل «التورتة»، بخلاف زيادة المبيعات، كان نشر روح الفكاهة والتفاؤل بين الزبائن، رغم قسوة الأحداث التى تمر بها البلاد حالياً، وهو ما حدث بالفعل، وفقاً لـ«بهاء»، فهناك من قام بالتقاط «سيلفى» مع قالب الحلوى، وآخر سارع بشرائها، إعجاباً بتصميمها المناسب لأزمة كورونا: «الناس فى الوقت ده بتفتش على أى حاجة تفرّحها وتساعدها على التفاؤل، وده اللى بنحاول نقدمه للجمهور طول الوقت، لحد ما الأزمة تعدى».
ابتكار تصميمات أخرى للحلوى من وحى الأحداث، هو ما يفكر به القائمون على المحل فى الوقت الحالى، ويعدون به الزبائن، حسب «بهاء»: «من أول ما طرحنا تورتة الكمامة من 4 أيام، مش ملاحقين على الطلبات».
إن قفلوا "الجيم" اتمرن بـ"أنبوبة"
قرار غلق الصالات الرياضية «الجيم» خوفاً من انتشار فيروس كورونا المستجد لم يمنعها من ممارسة رياضتها المفضلة، للحفاظ على جسد مثالى ممشوق، فقررت التدريب فى المنزل لمدة ساعة يومياً، باستخدام الأنبوبة والطوب كأوزان ثقيلة، بدلاً من الأوزان الحديدية المتوافرة فى صالات «الجيم».
فاطمة السروى استطاعت التغلب على صعوبات غلق «الجيم»، ولم تستسلم لمشاعر الكسل والرغبة فى الأكل بشراهة، وبدأت بالفعل فى ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة والمحترفة: «معنديش أوزان تقيلة فى البيت، وما أقدرش بعد ما عملت عضلات وقسمت جسمى أبطل وما ألعبش، قلت أتصرف، ما لاقتش غير الأنبوبة قدامى، عشان وزنها تقيل، بالعب بها تقريباً كل التمارين اللى كنت باستخدم فيها أوزان تقيلة، للرجل والضهر والكتف».
كما لجأت «فاطمة» إلى حمل الطوب الخاص بالأرصفة، بأحجامه المختلفة، وجذوع الشجر، حتى تنوّع فى الأوزان التى تحملها: «ما أقدرش أبعد عن الرياضة خالص، هى هوايتى المفضلة، وصحتى بها كويسة جداً، ومناعتى قوية، صعب حياتى تتحول لقعدة فى البيت راحة وأكل ونوم».
تمارس «فاطمة» رياضة كمال الأجسام منذ 3 سنوات، ويقوم بتدريبها زوجها، ويشجعها على الاستمرار والاحتراف، للمحافظة على صحتها، والحصول على جسد مثالى: «جوزى هو اللى بيتولى تدريبى ونظامى الغذائى، وبنقوم كل يوم نتمرن ساعة قدام الشقة، لو هنشيل طوب من الشارع أو فى البيت، هو صاحب الفضل إن جسمى يبقى متوازن ومتقسم لعضلات».
تدعو «فاطمة» الجميع لممارسة الرياضة، حتى وإن لم تتوفر الإمكانيات.
"شخبط" ثوانى.. تكسب جوائز
شعور بالإحباط اعترى كثيراً من الأمهات أمام إيقاف جميع الأنشطة والاحتفالات الخاصة بعيد الأم، كإجراء احترازى لمنع انتشار فيروس «كورونا»، ففكرت «هند صديق» تنظيم مسابقة للاحتفال بالمناسبة إلكترونياً، كمحاولة لرفع الروح المعنوية للأمهات، من خلال عرض رسوم للأمهات بأيدى أطفالهن، مرفقة بتعليقات الأمهات عن مشاعرهن وكيف غيَّرت الأمومة شكل حياتهن.
«اعتدنا فى عيد الأم كل عام خروج الأبناء والأزواج لشراء الهدايا المختلفة، وتنظيم احتفالات عائلية، ولكن فى ظل الإجراءات المتبعة لتجنب انتشار فيروس كورونا، ومنع الخروج والتنزه، خطر ببالى تنظيم مسابقة إلكترونية، حاولت إشراك الأطفال فيها، من خلال رسم الطفل لوالدته، وبجانبه تكتب الأم كيف تغيَّرت حياتها بعد الأمومة، مع هاشتاج خليكى بالبيت»، بحسب «هند»، خريجة كلية الزراعة، أُم لثلاثة أبناء.
أكثر من 50 أماً شاركن فى المسابقة، بحسب «هند»، حيث قامت بتصوير لوحة طفلها، وعرضها على «جروب» خاص بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «كثير من المشاعر الإنسانية ظهرت من خلال المسابقة، فبعض المتسابقات أرامل أو مطلقات أو مغتربات خارج مصر فى دول عربية وأوروبية، ساعدتهن تلك المسابقة غير التقليدية على الخروج من حالة المشاعر السلبية، بفعل أنباء فيروس كورونا الصادمة، وشعرن أن هناك مَن يقدرهن فى هذا الكون».
وبحسب «هند» تُقدم المسابقة جوائز لأفضل 5 متسابقات: «اتفقنا مع أحد البراندات الشهيرة فى مجال صنع الحلوى فى مصر، لصنع كعكة كبيرة عليها صورة الأم وطفلها، ليتم إرسالها إلى منزلها، مع أغنية مسجلة لها خصيصاً، وبذلك نكون أدخلنا السعادة على قلوب الأمهات».
تعليقات الفيسبوك