في ذكرى وفاته.. تعرف على "بن لقلق" الذي وصل لكرسي البابا بالرشوة
السنكسار: البطريرك الـ75 للكنيسة باع الرتب الكهنوتية مقابل المال
غلاف كتاب السنكسار
يحيي الأقباط في صلواتهم بالكنائس الأرثوذكسية، اليوم الاثنين، بحسب "السنكسار الكنسي"، ذكرى وفاة البابا كيرلس البطريرك الـ75 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، المعروف بـ"ابن لقلق".
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الإثنين، 14 من شهر برمهات لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم 1243 ميلادي توفي البابا كيرلس البطريرك الـ75 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، المعروف بـ"ابن لقلق".
ويذكر السنكسار أن هذا البطريرك الذي جلس على الكرسي البابوي في عام 1235 ميلادي، كان هناك معارضة لاختياره في البداية ثم انتهى الاختيار بالإجماع عليه، حيث إنه بعد وفاة البابا يؤانس السادس، ظل الكرسي البطريركي شاغرًا مدة عشرين سنة تقريبًا، بسبب الظروف التي أحاطت بالبلاد نتيجة الحروب الصليبية وبسبب خلافات الأقباط فيما بينهم في شأن من يصلح للبطريركية، وظهر 3 مرشحين للبطريركية لكل منهم فريق من الأراخنة يناصرونه، واستعملوا أساليب رخيصة في الدعاية لهم بعيدة عن أوامر الكنيسة وتقاليدها، وكان هؤلاء المرشحون هم: "القس بولس البوشي، القس داود بن لقلق الفيومي، الأرشيدياكون أبو شاكر بطرس ناظر كنيسة أبو سرجه بمصر القديمة".
ويشير السنكسار إلى أنه التجأ فريق آبى شاكر بطرس إلى وسائل غير مشروعة، وقدموا مبالغ طائلة لبيت المال والسلطان نفسه، ومع ذلك لم ينجحوا فيما أرادوا، أما القس بولس البوشى والقس داود بن لقلق، فظلا متلازمين يشتركان ويتعاونان في وضع الكتب الدينية دفاعا عن الدين، وظل القس داوود بن لقلق طوال هذه المدة مثابرا في اغتنام كل فرصة تواتيه للوصول إلى تحقيق مأربه وهو كرسي البطريركية، أما القس بولس البوشى فلما رأى المنازعات على أشدها، وأخذت شكلًا يتنافى مع الدين، سحب نفسه من هذه المنافسة كما انسحب الأرشيدياكون بطرس، وهكذا أخلا الميدان للراهب القس داود بن لقلق الفيومي.
ويوضح السنكسار أن "بن لقلق" عمل محاولات كثيرة لرسامته بطريركا حتى كان له ذلك بدفع رشوة كبيرة إلى السلطان، وقام بجمع تلك الرشوة ببيع الرتب الكهنوتية إلى الأقباط مقابل المال المعروفة في المسيحية بـ"السيمونية"، بل وفي سبيل جمعه لمزيد من الأموال أمر أن تتبع جميع الأديرة للبطريركية، بعد أن كان كل أسقف مسؤول عن ديره، كما أنشا مطرانية قبطية على بيت المقدس وبلاد الشام، ورسم لها أسقفًا يرعى شؤون الأقباط هناك باسم باسيلوس، وكان هو أول بطريرك يرسم أسقفا للقدس، وظل هذا البابا على الكرسي المرقسي لمدة سبع سنين وثمانية أشهر وثلاثة وعشرين يوما.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.