البحارة حول العالم
"ألزموا بيوتكم".. تحذير يطلقه الجميع في الوقت الراهن للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وأطلقه أيضا مجموعة من البحارة حول العالم والذين يمكثون بسفنهم دون مغادرة تنفيذا للإجراءات الاحترازية؛ لتوعية الجميع بمدى خطورة الموقف.
ومن بين البحارة الذين أرادوا توعية المواطنين حول العالم، كان الكابتن الفلبيني جويل ماكالالاد، المتواجد مع طاقم البحارة على متن سفينة بأحد موانئ دولة كوريا الجنوبية، رافعا هو وزملائه شعار "نحن نجلس في السفينة لحمايتكم.. أنقذوا الآخرين.. كوفيد 19".
وحول الفكرة، قال ماكالالاد، خلال حديثه مع "الوطن"، إن الجميع لا يعلمون مدى خطورة فيروس كورونا، والذي استطاع أن يصل لدول مختلفة وحصد أرواح العديد حول العالم، مؤكدا أنهم بناء على شعورهم بالمسؤولية والخطر الذي يهدد الجميع، التزموا بالتعليمات لكن على الجميع فعل ذلك أيضا دون استهتار واستهوان بحياة الآخرين.
"أتمنى من جميع حول العالم الجلوس في منازلهم حتى يجري السيطرة على الوضع".. تلك كانت نصيحة الكابتن الفلبيني، مشيرا إلى الوضع في إيطاليا وتفاقم الأزمة بسبب عدم التزام الجميع بالتعليمات، مضيفا: "لا أسوأ من معاناة الموت".
وانتقالا من متن السفينة العالقة بكوريا الجنوبية، إلى واحدة أخرى بدولة اليونان تضم عددا من البحارة المصرية، الذين التزموا بالتعليمات حفاظا على أرواح الجميع، متبعين نفس الفكرة في أهمية توعية الجميع بالتزام المنازل من أجل حماية الآخرين.
الكابتن حسين الخولي، المتواجد على متن سفينة بميناء بيرما بدولة اليونان، والمسؤول عن أمان السفينة، أوضح خلال حديثه مع "الوطن"، أنهم على الرغم من السفر وترك أهلهم إلا أنهم التزموا بجميع التعليمات من أجل الحفاظ على أرواح الآخرين، مناشدا جميع المصريين بتحمل المسؤولية، قائلا: "ياريت الرهان ميبقاش على حياته وحياتنا.. دول العالم كلها بتعاني.. التزموا بيوتكم".
ووجه الخولي نصيحة للشباب، قائلا: "أنت قاعد مع أهلك ومتوفر لك كل حاجة.. فكر إن في ناس محبوسة في البحر مَش عارفه مصيرها ايه لو الدول معرفتش تسيطر على الوضع"، مضيفا أنه يتابع جهود الحكومة المصرية الذي يدعو للشرف لكن هناك دور على عاتق المصريين حتى ينتهي ذلك الوضع.
وحول طبيعة الوضع على متن السفينة المتواجد عليها الكابتن المصري، أوضح أن الطاقم بالكامل ملتزم بعملهم ورديات لمدة 8 ساعات يوميا، مضيفا أنه يعمل يوميا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساء بين متابعة أمان السفينة والملاحة المرتبطة بتحديد الخرائط ورسمها، وبعد العمل يحاولون التخفيف من وطأة الوضع المقلق المسيطر عليهم.
وعن الحماية على السفينة بالنسبة للطاقم بالكامل، أكد الكابتن حسين أنهم طوال الوقت يعملون على قياس درجات الحرارة، فضلا عن متابعة صحة العاملين والتأكيد على النظافة بالسفينة.
وكانت السفينة المتواجد بالميناء اليوناني، تحركت 7 فبراير الماضي دون خوف حتى تطور الوضع في إيطاليا لتقرر اليونان بإقامة حجر صحي ليتلقى العاملين بالسفينة تعليمات بعدم التحرك ورفع حالة الأمان حفاظا على الجميع.
تعليقات الفيسبوك