"السريري": لا أحصل على مساعدات.. وعلاجي يتخطى 800 جنيه شهريا
«السريرى» يتحدث لـ«الوطن»
هاجم المرض جسده فأصبح الشيخ الستينى عبدالفتاح السريرى قعيد الفراش، لا يقوى على فعل شىء، فداخل أحد المنازل المتواضعة بمنطقة المرج بمحافظة القاهرة كان «السريرى» يرقد فوق أريكة صغيرة بصدر الشقة يراقب حركات قطته التى أحضرها معه من محافظة طنطا التى استقر بها عند حضوره إلى مصر قادماً من ريف دمشق بسوريا قبل ثلاث سنوات. «السريرى» الذى فرّ من الحرب رفقة زوجته وولديه لم يحصل إطلاقاً على مساعدات سواء مادية أو غذائية من مفوضية اللاجئين: «أول ما جينا مصر رُحنا قعدنا فى طنطا وسجلنا لجوء بمقر مفوضية الأمم المتحدة اللى فى الإسكندرية وحصلنا على كارت اللجوء واتواصلنا بعدها مع المفوضية بس ما قدرنا ناخد مساعدات رغم حالتى الصحية الحرجة وأطفالى الصغار اللى فى مدارس وما بيقدروا يشتغلوا».
"عبدالفتاح": "فكرت أعمل مطعم صغير لكن ما ظبط معى الحال"
منذ سنوات بعيدة وقبل أن تفتك الحرب بأهالى سوريا كان «السريرى» يمتلك مطعماً شهيراً للمشويات فى دمشق، ذاع صيته حينها بين السكان إلا أن الصواريخ والبراميل التى استهدفته كانت على قدر شهرته، ليحمل الشيخ معه أثناء فراره رائحة المكان وخلطاته ومذاقه فى الطبخ ليحاول مجدداً إعادة التجربة ولكن هذه المرّة فوق أرض مصرية: «فكرت أعمل مطعم صغير هون عشان أساعد فى المصاريف وخاصة إننا ما بنحصل على مساعدات ولكن ما ظبط معى الحال»، يقوم «السريرى» وزوجته بعمل وجبات فردية للأشخاص الذين يتواصلون معهم بهذا الشأن: «يعنى مثلاً فيه ناس بيطلبوا مننا وجبة أو اتنين مشاوى وتومية وهيك، فأنا بدى زوجتى المكونات والطريقة كونى شيف أصلاً وهى بتطبخهم وتغلفهم وتبيعهم»، لا يكاد ثمن الوجبة يكفى لشراء علبة دواء واحدة، حيث يعانى «السريرى» من تآكل فى العمود الفقرى وحصوة على الكلى والمرارة، الأمر الذى دفعه إلى بيع معظم أثاث منزله لتوفير ثمن الدواء الذى يتخطى مبلغ الـ800 جنيه شهرياً، كما يقوم الرجل وزوجته فى بعض الأحيان ببيع بعض الخضراوات للجيران ليتمكنوا من توفير تكلفة وجبة الغداء لصغارهم؟!.