"خديجة" هربت من الحرب الأهلية في الصومال: 5 سنوات بلا مساعدات
تجربة العمل في المنازل توفر الحد الأدنى للمعيشة
«خديجة» تروى معاناتها لـ«الوطن»
حياة هانئة كانت تعيشها خديجة كارمل فى حضن عائلتها الصغيرة فى قريتها الهادئة بجنوب الصومال قبل أن تنقطع روابط التواصل بينهم بعد أن دمرت الحرب الأهلية التى بدأت عام 2009 -ولا تزال مستمرة حتى الآن- جميع المنشآت وخلّفت آلاف القتلى بالإضافة إلى تشريد آلاف الأسر، وقضت على مظاهر الحياة هناك. حياة أخرى أكثر أمناً كانت تحلم بها «خديجة» التى وصلت إلى مصر وحطت رحالها بمنطقة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية فى منزل إحدى الأسر اللاجئة من دولة إريتريا لحين الشروع فى تكوين حياة جديدة، بعد رحلة مضنية كانت فيها «خديجة» صاحبة الأربعين عاماً على حافة الموت مرات عديدة: «أوضاع الأسرة اللى أقمت معاهم ثلاثة شهور كانت صعبة للغاية، وخرجت من الصومال تهريب، تركت كل شىء ورائى وحتى ماقدرتش آخد حد من أهلى معايا، كل واحد كان همه ينجو بنفسه وماعرفش حاجة عن اخواتى أو عائلتى».
فى بداية وصولها إلى مصر قبل خمسة أعوام كانت «خديجة» تخشى الذهاب إلى مفوضية اللاجئين لاستخراج الوثيقة الخاصة باللجوء خوفاً من توقيفها واكتشاف أمر دخولها إلى البلاد بطريقة غير شرعية: «كنت خايفة جداً ومتخيلة إن المفوضية لو عرفت إنى جيت عن طريق مهربين هيرجعونى تانى للصومال أو على أحسن الظروف هيتم اعتقالى وهقضى حياتى كلها فى السجن»، إلا أن بعض مسئولى ونشطاء منظمات المجتمع المدنى استطاعوا الحصول على ثقة «خديجة» وطمأنتها بعد التواصل معها ومن ثم تشجيعها للحصول على وثيقة اللجوء للإقامة على الأراضى المصرية بشكل قانونى بعد ما يقارب العام من السعى خلف موظفى المفوضية.
الوعود التى حصلت عليها «خديجة» أثناء استخراج الوثيقة بالحصول على حصة من المساعدات المادية والغذائية ذهبت جميعها أدراج الرياح بعد أن امتنعت مفوضية اللاجئين عن الرد على اتصالاتها المتكررة: «بعد ما أخدت الوثيقة قالوا لى انتظرى رسالة مننا خلال شهر عشان تييجى تستلمى كارت المساعدات الغذائية وبعدها بكام يوم هيكلمونى عشان تسلم المساعدات المادية، وعدى شهر واتنين والآن صار لى خمس سنوات مأخدتش مساعدات أبداً».
عدم حصول «خديجة» على المساعدات دفعها إلى خوض تجربة العمل والخدمة فى المنازل لتتمكن من توفير الحد الأدنى للمعيشة، إلا أن تلك التجربة كانت قاسية عليها: «لو كانت المفوضية وفرت لنا فلوس مناسبة وطعام زى ما بيحصل مع اللاجئين فى بلدان كثيرة ماكناش تعرضنا لمضايقات».