بريد الوطن.. «لا لتصحيح الخطأ» وقصص قصيرة أخرى
الموت
«وهم».. لأسباب كثيرة ترك نفسه تنساق وراء وهم كبير استولى على حياته التى لم يكن يحياها لأنه من البداية قرر أن يحيا فى الوهم.
«دوائر تدور».. ظللت زمناً طويلاً رافضاً لكل تجارب الآخرين، عاملاً على إقصائهم وإيذائهم ومعاداتهم. واليوم جاء من يرفض تجربتى ويعمل على إقصائى وإيذائى ومعاداتى. حقاً إن الدنيا دوائر تدور. «لا لتصحيح الخطأ».. قال: خمس دقائق تركنى أخى التوأم فى بطن أمى وحيداً مذعوراً، هذه الخمس دقائق أطول دقائق فى حياتى، فهى التى حددت أن توأمى سيكون الابن البكر المدلل من الجميع، ولهذا صرت أسبقه فى الخروج من كل الأماكن: من الغرفة، البيت، المدرسة، إلخ.. الجميع كان يلاحظ ذلك معتادين عليه. فى يوم من الأيام، شُغلت فخرج توأمى إلى الشارع قبلى، فدهسته سيارة مسرعة، فخرج جميع من فى البيت مذعورين، تتقدمهم أمى التى مرت من أمامى راكضة تصرخ باسمى وذراعاها ممدودتان نحو جثة أخى، وإلى الآن لم أحاول أن أصحح لها خطأها.
«مشادة اعتيادية».. بعد مشادة اعتيادية مع زوجته، دخل الحمام وهو غضبان، ليحلق ذقنه ويهذب شاربه، ضغط على أنبوب كريم الحلاقة، أخرج معجون الحلاقة، بلل الفرشاة وبدأ حك ذقنه بعصبية، توارى ذقنه خلف رغوة المعجون، وبنفس العصبية سحب شفرة الحلاقة من أعلى خده إلى أسفل، مالت يده قليلاً متجهاً نحو شاربه لتأخذ جزءاً منه، أصيب بالذعر وهو يحدق إلى المرأة بعصبية، وبسرعة أزال الرغوة عن وجهه ليرى بأم عينيه حجم الكارثة التى تسبب بها، بعد محاولات عدة غير موفقة فى ترميم شاربه، قرر بأسى حلق الشارب كاملاً، فحلقه، عندما خرج من الحمام وشاهدت زوجته منظره بدون شارب لم تستطع أن تتمالك نفسها، فتقدمت إليه سعيدة مسرورة، ووقفت تحدق إيه فرحة مذهولة، قائلة: يا الله الآن أصبحت أشبه بنجوم السينما.
صلاح عبدالستار محمد الشهاوى
دمشيت - طنطا
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com