الجنازة في زمن الكورونا.. "عزاء بالإشارة وصلاة الجنازة في الخلاء"
أكرم الحسيني: سلوك نتمنى أن ينتشر في أفراحنا ومناسبتنا
جنازة بلا مصافحة في زمن كورونا بالدقهلية
"بلا قبلات ولا أحضان، ولا مصافحة"، أقيمت إحدى الجنائز في قرية "أبو داود السباخ"، مركز "تمي الأمديد" بمحافظة الدقهلية، اليوم، حيث اكتفي أهل المتوفاة بالوقوف في صف واحد وهم يرفعون اليد اليمنى، ويمر المعزون عليهم واحد تلو الآخر، وهم يرفعون نفس اليد ويشيرون إليهم في هدوء مرددين "البقاء لله".
بدأت الجنازة بالصلاة على المتوفاة في الساحة الموجودة أمام المسجد، فصلى الأهالي الظهر في الخلاء، ثم الجنازة في صفوف متباعدة، وبعدها توجهوا إلى المقابر يحمل النعش 4 شباب، وشيعوها حتى مثواها الأخير.
وعقب دفن المتوفاة، وقف أبناؤها وأقاربها في صف واحد، بين كل واحد والآخر مسافة، رافعين أياديهم بالإشارة إلى المعزين الذين يمرون عليهم دون سلام باليد أو قبلات، بحسب ما اعتاد عليه الأهالي في مثل تلك المناسبات قبل ظهور كورونا.
"لما عرفت بالوفاة كان لابد من حضور الجنازة، فهي والدة صديقي تامر سعد، ولا يمكن أن أتأخر عنه في حزنه، لكن شعرت بالقلق من المشاركة خوفا من انتقال فيروس كورونا"، هكذا عبر المهندس عبداللطيف بصل، من أهالي السنبلاوين، عندما علم بخبر الوفاة، وقال "قررت أن أحضر مع أخذ الاحتياطات اللازمة بعدم الاختلاط أو التلامس، في ظل وجود تجمع كبير خلال الجنازة".
ويضيف "بصل"، لـ "الوطن"، أن الإجراء الأول كان صلاة الجنازة في الخلاء، لميدان كبير أمام المسجد الكبير بقرية أبو داوود السباخ، ثم كانت المفاجأة الأكبر بعد دفن الجثمان واصطفاف أهل الفقيدة رحمة الله عليها، لتلقى واجب العزاء من المشيعين من أهالى القرية وكذلك الضيوف من السنبلاوين والمنصورة وضواحيها، من زملاء صديقى ابن المتوفاة، والذين تفاجئوا بما يتم خلال تقديم واجب العزاء بعد الدفن لأهل المتوفاة الذين اصطفوا لتلقى العزاء، فكان العزاء بالإشارة باليد من بعيد، يقابلها نفس الإشارة من أهل المتوفاة دون مصافحة أو أحضان أو قبلات.
وقال أكرم الحسيني، أحد الحضور بالجنازة، إن ما حدث في الجنازة سلوك نتمنى أن ينتشر في أفراحنا وأطراحنا خلال الجنازات للحفاظ على الصحة العامة، وذلك بعد انتشار فيروس كورونا الذي ينتقل بالملامسة ورذاذ الأنفاس في المسافات القريبة وأماكن التجمعات المزدحمة.
وأضاف "الحسيني"، لـ "الوطن"، إن من أجمل ما شاهدت حرص أهالي المتوفاة على صحة الجميع، بإعلان أن العزاء قاصر على تشييع الجنازة رغم ملكيتهم لمضيفة كبيرة بالقرية تخص عائلة المتوفاة، وكذلك التزامهم بالصلاة في الخلاء، ثم تلقيهم العزاء بإشارة برفع الأيدي من بعيد دون مصافحة أو أحضان أو قبلات.