محمد صلاح
عاد نجم فريق ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر محمد صلاح لمشاركة جوانب من حياته اليومية مع متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليعيد بذلك خطوط التواصل بعد فترة من الاختفاء منذ أزمة انتشار فيروس كورونا وتجميد النشاط الرياضي.
وشارك صلاح محبيه ومتابعيه صوره وهو يمارس بعض التمارين الرياضية في منزله في إنجلترا، حيث يقضي فترة الحجر الصحي بعد توقف المباريات، معلقا عليها: "العمل من المنزل"، وبعدها بساعات قليلة نشر صورة أخرى لغلاف كتاب يمسكه بيده، اسمه "أمام العرش" للأديب الكبير نجيب محفوظ.
كتاب أمام العرش صدرت طبعته الأولى عام 1983، فكرة هذا الكتاب فريدة من نوعها، ولم يضعها النقاد في تصنيف معين، إذا كان رواية أو مسرحية أو غيرهما من الألوان الأدبية، وهو عبارة عن حوار مع حكام مصر عبر تاريخها، بداية من الملك مينا موحد القطرين وصولا إلى الرئيس الراحل أنورالسادات.
الحوار يشبهه الكثيرون بمحاكمة خيالية لجميع الحكام يوم القيامة، حيث يجلس كل من الإلهة إيزيس وزوجها أوزوريس وتحوت كاتب الآلهه، وينادي الكاتب على الحكام تباعا من الأقدم إلى الأحدث.
ويصف نجيب محفوظ مشهد المحكمة الثابت، في بداية كتابه قائلا: "أوزوريس في الصدر على عرشه الذهبي، إلى يمينه إيزيس على عرشها، وإلى يساره حورس على عرشه، وعلى مبعدة يسيرة من قدميه تربع تحوت كاتب الإلهة مسندا إلى ساقيه الكتاب الجامع، وعلى جانبي القاعة صفت الكراسة المكسوة بقشرة من الذهب الخالص تنتظر من سيكتب لهم الخلاص من القادمين".
وتبدأ المحاكمة بأن يعرض تحوت أفعال كل حاكم، ماذا قدم لتلك البلد في فترة حكمه؟، كيف دافع عنها ضد أعداءها في الخارج وكيف حماها من الانقسام في الداخل؟، كيف عمل على تنميتها وتطويرها؟، كيف ساعد شعبها والفقراء منهم ووفر لهم احتياجاتهم؟، ثم تنتهي محاكمة الماثل أمام المحكمة الإلهيه بأمر من اثنين، النعيم الأبدي في مقام الخالدين أو الجحيم في مقام التافهين.
من خلال محاكمة كل حاكم في تاريخ مصر، يحكي الكتاب التاريخ المصري بشكل فائق الخفة، ويهدي القارئ كما هائلا من المعلومات التاريخية، إضافة إلى ما يمنحه بناء الكتاب من لمحات إنسانية لطيفة، كما يُعد هذا الكتاب بمثابة مرجع تاريخي مختصـر.
تعليقات الفيسبوك