بالفيديو.. كورونا يسيطر على عظة البابا في "أحد المخلع": أقعد في بيتك (نص كامل)
البابا: كورونا حركة من الله لإيقاظ الإنسان بعد تصدر الشر عنوان العالم
البابا خلال عظة الأحد
اعتبر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية فيروس كورونا المستجد حركة من الله لكي يستيقظ الإنسان في وقت تعيش فيه الدول في حروب ومجاعات واستعراض للقوة وتخزين للأسلحة وتنتشر التهديات وصار جمع المال والثروات ونعم الله التي أعطاها الإنسان كالبترول، جعلها الإنسان مسارا للحروب والعنف والإرهاب، فضلا عن جنوح الإنسان للضعفات الأخلاقية الفاسدة مثل الإلحاد والشذوذ الجنسي، وصار الشر عنوان للعالم ليأتي فيروس صغير ويؤثر في العالم بطريقة كبيرة جدا، حيث أصاب العالم بحالة من الهلع والخوف، وبدأت الحكومات والبلاد اتخاذ إجراءات حاسمة وضرورية.
جاء ذلك خلال العظة التي ألقاها، اليوم الأحد، من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وبثتها عدد من القنوات الفضائية المصرية، بمناسبة حلول أحد المخلع وهو الأحد الخامس في الصوم الكبير للأقباط الذي يتكون من 8 آحاد.
تواضروس: مصر محفوظة والقيادة السياسية اتخذت اجراءات قوية لمواجهة الفيروس
وقال البابا إن الوباء الذي انتشر في العالم وصارت أخباره تطغى على كل شيء يصلي لله أن يحمي العالم ومصر والكنيسة منه، وجاء بعد ان انصرف الإنسان عن الله الخالق ولم يتوقع إن فيروس صغير مثل كورونا يؤثر في العالم بهذا الشكل ويخلق هلعًا وخوفا وتأخذ الدول والحكومات إجراءات لمواجهته.
وطمأن البابا الاقباط قائلًا: كن مطمئنًا الله ضابط الكل يدير هذا العالم ومحب للبشر، مشيرا الى ان الله مازال يحب العالم ولكن لا يحب الشر الذي في العالم.
بابا الإسكندرية: تحية للطاقم الطبي خط المواجهة الأول وجنودنا البواسل
وأوضح البابا أن مصر من أوائل الدول التي تنبهت لهذا الفيروس وبدأت اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، الله أعطانا أن نفكر بالعقل، وكل الإجراءات الصحية لسنا معتادين عليها، أو ظهور وباء بهذا الحجم، والجميع عمل على مواجهة الفيروس من أول القيادة السياسية، الحكومة، وزارة الصحة، وكل الأطباء"، قائلا: "هناك بلاد لم تستطيع علاج مواطنيها، ولكن لدينا رجاء في المسيح الذي سيمد يده كطبيب حقيقي ليرفع عنا هذا الوباء المميت، والله أعطانا عقلًا لنفكر به، ومن ثم تتخذ إجراءات غير معتادين عليها وبلادنا اتخذت إجراءات حاسمة لوقف الفيروس وانتهز الفرصة لأشكر الطاقم الطبي وهم جنود بواسل لحماية الشعب من الشرور.
وطالب البابا الجميع بالبقاء في منازلهم للوقاية من الفيروس، قائلا: "من فضلك أقعد في البيت، لأن هذا يكسر سلسلة الانتشار، وهو إجراء مش واخدين عليه لكنه في غاية الأهمية، وأبعد عن أي تجمع، ويكفي تجمع أسرتك، لأن أي تجمع كفيل بنشر عدوى واسعة جدًا، متلمسش أي أسطح، حتى الكيس اللي بتمسكه، اغسل ايدك بالمياه والصابون باستمرار، وهي أأمن وسيلة دفاعية ضد الفيروس لأن ده بيساعد على إن العدى لا تنتقل، واستخدم المطهرات ولكن بحكمة".
وأضاف البابا: "المشكلة إن مفيش دواء ومفيش مكان في مستشفى ومفيش عدد كاف من الأطباء لمتابعة كل حالات والمستشفيات تعالج أمراض أخرى كثيرة، ونحن في حاجة إلى الأطباء في كل التخصصات والأمراض والرعاية الصحية الأولية والدائمة والمستدامة وكورونا مرض مضاف إلى المرضى".
وقدم البابا نصائح للوقاية من الفيروس قائلا: " إنّه من تحنن الله على الإنسان، أنّه جعل انتصاره على فيروس كورونا بأمور بسيطة مثل التزام المنزل، وغسيل اليدين، وعدم وضع اليد على الوجه، متلمسش عنيك لأن الفيروس ممكن يتنقل، متلمسش أسطح، ابعد عن التجمعات، وعن الإنسان اللي شاكك إن ممكن يكون عنده أعراض، والانعزال في حالة الشعور ببعض الأمراض فيه حماية للأسرة، أخلق مسافة متر ونصف أو مترين بينك وبين الأخر، وإصابة كورونا لا تظهر إلا خلال 14 يوما ورغم بساطة هذه الإجراءات ذات أهمية بالغة ولا يوجد أغلى من الصحة فلا فائدة من وجود مجتمع مرضى بلا عمل أو حياة أو إنتاج، وأدعو لكم جميعًا بالصحة، ونشكر الله، أننا في زمن توجد فيه التكنولوجيات الحديثة، لدينا وسائل التواصل وقنوات التلفزيون، ووسائل متعددة نستطيع التواصل من خلالها".
تواضروس: قرار غلق الكنائس ودور العبادة صعب ولكن ضروري
ووصف البابا تواضروس، قرار غلق الكنائس للوقاية من انتشار الفيروس بالقرار الصعب، قائلا: قرار غلق الكنائس ودور العبادة صعب ولكن ضروري للحفاظ على صحة الجميع، أنا شخصيًا قرأت كتب التاريخ لمعرفة الإجراءات المتخذة في ظل هذه الظروف وقرأت في بعض القرون، إن الكنائس ودور العبادة كانت تغلق لفترة طويلة جدًا، وأرجوكم نتحمل قليلًا من أجل الوقاية"، لافتا الى أن بعض الكنائس تمارس سر الاعتراف بالتليفون وبعض اجتماعات الصلاة والتسبحة تتم "اون لاين".
وأردف البابا: "واثقين في الله، وأن بلادنا محفوظة، ولا تنسوا الوعد بأن مصر محفوظة ومباركة، تاريخها وجغرافيتها محفوظتين في يد الله القوي، الله يحفظكم جميعًا وينهي هذه الأزمة عاجلًا وسريعًا وواثقين أنه ضابط الكل ويدبر كل الأمور، ونصلي من أجل المسؤولين والأطباء والمستشفيات وكل من له علاقة بالحقل الصحي، أن يقويهم على هذا العمل، وكل ما نقعد في البيت يقدروا يمارسوا شغلهم، ولو كسرنا هذا الشرط الضغط هيبقى عليهم تقيل ومش هيقدروا يقوموا بالدور المنوط بيه، وأرجو للجميع السلامة والوقاية".
ووجّه البابا، التحية والتقدير للأطباء والممرضين والعاملين بالمجال الصحي، مؤكدًا أنّهم خط الدفاع الأول وجنود بواسل في مواجهة فيروس كورونا وحماية الشعب منه.
وتحدث البابا خلال الكلمة عن معجزة المسيح لشفاء مريض يعاني من مرض الشلل منذ 38 سنة، في وقت لا يوجد فيه مستشفيات او أطباء أو تمريض، مشيرا إلى أن تلك القصة فيها عبر وعظات كثيرة منها: إرادة الإنسان هي أساس أي نجاح، وأن أحد اسباب الصوم أن الإنسان تتقوي إرادته، ويقف أمام الخطية، فضلا عن صبر المريض، وطاعته للمسيح، وان الستر والصحة قمة حياة الإنسان، وان الله يستطيع شفاء أي إنسان.
وأوضح البابا ان العقلية الحرفية والضيقة لليهود وقفت عند أن المعجزة حدثت يوم السبت الذي يتم تقديسه للرب عندهم، ولكن المسيح اراد ان يرفع من حرفية عقل اليهود وأن يواجه العقلية الضيقة وان يعلمهم ان السبت للإنسان وليس الإنسان للسبت، لافتا إلى ان معجزة الشفاء رفضها اليهود بسبب الناموس وارادوا قتل المسيح.
واذاعت قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (أون تي ڤي، دي إم سي، سي بي سي، الحياة) كلمة البابا في ظل الإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، كما من المقرر ان تنقل ذات القنوات الي جانب الفضائيات المسيحية عظة الأربعاء الأسبوعية للبابا على الهواء مباشرة.
وكانت الكنائس المصرية "الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية والروم الأرثوذكس" أعلنت إغلاق مبانيها وإيقاف القداسات وكل الأنشطة الاجتماعية والروحية والكنسية لمدة أسبوعين أو لحين إشعار آخر لمواجهة فيروس كورونا.