من الاحتلال إلى كورونا.. الجروح الفلسطينية تزداد وإسرائيل لا تراعي
صورة أرشيفية
بينما يشكل فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، قلقا في أنحاء العالم تسبب في قلب موازين دول كبرى كانت تشهد استقرار وازدهارا كبيرا؛ يقف الشعب الفلسطيني ضعيف الإمكانيات "بين نارين" لما يعانيه من احتلال إسرائيلي وإلى جانبه "كورونا" الذي دفع رئيس الوزراء محمد أشتية أن يدعوا شعبه إلى التقشف والاعتماد على أنفسهم ماليا وصحيا والاستعداد للأصعب.
قال أشتية اليوم؛ إن الحكومة الفلسطينية ستعمل وفقا لموازنة طوارئ متقشفة وأن الأيام القادمة ستكون صعبة لجهة الأوضاع المالية نظرا لما يعانيه العالم من تفشي الفيروس، وأن إيرادات الحكومة ستنخفض بنسبة 50%، في ضوء التطورات المتلاحقة لفيروس كورونا.
ودعا رئيس الوزراء للتقشف خلال مؤتمر صحفي اليوم قائلا: "استعدوا للأصعب ماليا وصحيا واعتمدوا على أنفسكم"؛ معلنا تسجيل إصابتين جديدتين في مدينة الخليل وبلدة قطَنّة شمال غرب القدس، ما يرفع عدد الاصابات إلى 106، مشيرا إلى تقديرات بوجود 12 حالة مصابة بالفيروس في القدس، يتم معالجتها في المشتفيات الإسرائيلية.
وقال: " تعافى قرابة 18 حالة، وأجرى 5869 لعينات مشتبه بها وجميعها سلبية وطبق الحجر الصحي على المواطنين والعمال العائدين لمدة 14 يوما".
وأضاف، أن إيرادات الحكومة ستنخفض إلى أكثر من 50% والمساعدات الدولية ستتراجع، مشيرا إلى أن رواتب الموظفين العموميين لشهر مارش الجاري سيجرى صرفها على عدة أيام تجنبا للازدحام، وسيجرى إلغاء التقاعد المالي لموظفي قطاع غزة، ابتداء من الشهر المقبل، وسيكون اختياريا، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة "معا" الفلسطينية.
وتابع رئيس الوزراء: "سيتم خلال الأيام المقبلة توظيف 51 طبيبا جديدا من اخصائيين وطب عام، لتغطية احتياجات القطاع الصحي.
وبينما تواجه فلسطين فيروس كورونا باستعدادات وإجراءات على قدم وساق؛ تظل أزمتان تلاحقا الشعب؛ فإلى جانب الاحتلال الإسرائيلي؛ يأتي الانقسام بين الصفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 2007 وتخلل هذه الفترة 3 حروب واسعة شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع وأوقع آلاف الشهداء الفلسطينيين.
أيمن الرقب: المضايقات الإسرائيلية مستمرة على الرغم من التعاون الإسرائيلي الفلسطيني ضد كورونا
وعلق الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة "فتح" الفلسطينية، قائلًا إن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس في معاناة من المزيد من الحصار الإسرائيلي، مشيرًا إلى الإصاباتالتي وقعت اليوم في بحر خان يونس، والمضايقات التي لا تزال مستمرة، قائلًا: "كنا نتوقع أن يكون فيروس كورونا المستجد سببًا في إحياء الحالة الإنسانية في المنطقة بشكل عام، وهذا للأسف لم يحدث، لأن الاحتلال لا يزال يحاصر قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، حتى الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك مستمرة".
وأضاف لـ"الوطن"، أن هناك بالفعل تعاون بين وزارة الصحة الإسرائيلية والفلسطينية، إلا أنه على صعيد الحياة بشكل عام لا يزال هناك حصارا وكثير من القضايا والمضايقات الإسرائيلية على الحواجز، وتابع: "تم طرد العديد من العمال الفلسطينيين الذين يعملون في المدن الإسرائيلية، وأصبحوا في الشوارع، دون أي مراعاة للظروف الحالية".