عائد من إنجلترا على طائرة العالقين يروي تفاصيل رحلته: مصر خايفة علينا
بيتر: خضعت لتحاليل الحجر الصحي.. وأردت رؤية أسرتي
أحد العائدون من إنجلترا على طيارة مصرية يروي تفاصيل رحلته
أضحى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، غولا يهدد حياة البشر، وشبحا تخشاه دول العالم، وضيفًا ثقيلًا يتمنون أن يرحل عن أوطانهم، بعدما تسبب في العديد من الإصابات والوفيات في العديد من البلاد، وبينها إنجلترا التي يعيش بها مصريون كثيرون، كان بينهم عالقون يتمنون العودة لأرض مصر.
من بين هؤلاء المصريون، تواجد بيتر بهاء في العاصمة الإنجليزية لندن، بعدما سافرت أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وابنته في منتصف الشهر الحالي، لتسير خطته التي كانت تقتضي بأن يسافر إلى مصر في تلك الأيام، ليحضر معهما إجازة عيد القيامة يوم 12 أبريل المقبل، قبل أن تعلق مصر رحلات الطيران حتى 15 أبريل، وتلغى رحلته التي حجزها.
أيام صعبة عاشها الشاب الثلاثيني، بعيدًا عن أسرته، لم يكن يعرف متى سيرى زوجته وابنته، فالوضع يتفاقم سوءًا، والعمل أصبح من المنزل لأجل غير مسمى، والرؤية للأحداث لا تزال ضبابية، هل سيسافر إلى مصر قريبًا؟، أم سيظل حبيس كورونا في بلاد الغربة؟.
الرد على أسئلة بيتر جاء من الحكومة المصرية، التي قررت إرسال طائرات لإجلاء المصريين الموجودين في إنجلترا، وهو أمر كان أشبه بالحلم بالنسبة لـ"بيتر" بحسب حديثه لـ"الوطن": "حسيت إن البلد خايفة علينا وإن إحنا فارقين ولينا قيمة".
حاول الشاب الثلاثيني أن يتأكد من خبر وصول طائرات لإجلاء المصريين، بعدما سمع المعلومة من وزيرة الهجرة عن طريق الانترنت، فأرسل شخصا مقربا منه إلى مكتب حجز التذاكر، وجاء الرد بالتأكيد، فسارع لحجز مقعده، وكل ما يجول في خاطره حينها كان الوصول لابنته وزوجته فقط.
الطائرة أقلعت من مصر في يوم 26 مارس، وجهتها مطار "جاتويك" في لندن، وفتح المطار للرحلتين العائدتين إلى مصر، ودخلت إلى المطار في الساعة الرابعة، ثم دخل المصريون الطائرة، وبينهم "بيتر" إلى مصر، بعدما وزعت عليهم الماسكات وجلسوا على مسافات متباعدة، ووصلوا فجر يوم 27 مارس.
وصل المصريون في تمام الـ3 صباحًا، وقت حظر الحركة في الشوارع، لكن بيتر أشاد بتفاهم رجال الأمن للأمر وتسهيل الأمور، حتى تمكن من الوصول للحجر الصحي المؤقت: "عملولنا فحص دم ليروا الأجسام المضادة وكشف درجة حرارة، ووزعوا علينا أوراق فيها معلومات عن المرض ونتعامل معاه إزاي، لحد ما وصلنا الجوازات، وملينا كارت بيانات، وأخدوا أرقام تليفوناتنا وعناوينا عشان يتابعوا معانا لو ظهرت أعراض".
"أشعر بالأمان في مصر".. كان المنشور الذي كتبه "بيتر" بعد عودته إلى بلده، وعقب الإجراءات الصحية التي سعد لرؤيتها، والآن يعيش في بيته ولا يخرج منه: "بجد كنت حاسس بأمان وفخور وأنا بقولهم في لندن إن مصر حركت طيارات عشان تجيب ولادها، شكرًا مصر وشكرا لسيادة الرئيس ووزيرة الهجرة".