الأمانة العامة لكبار العلماء بالأزهر تنعى "زقزوق" وتوضح سيرته العلمية
الدكتور زقزوق
نعت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الدكتور محمود حمدي زقزوق، وجاء في بيانها: "بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، تحتسب عند الله تعالى، العالم الجليل والمفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ووزير الأوقاف الأسبق، الذي وافته المنية اليوم عن عمر ناهز 87 عامًا".
وأكدت الأمانة العامة أن التاريخ سيظل يذكر فقيد الأزهر والأمة العربية والإسلامية بعلمه وفكره الوسطي ومؤلفاته التي ظل يطوف فيها حول الوجه الحضاري للإسلام، وتجديد الفكر الإسلامي، وتخليص الدين مما علق به من شوائب، وما وجه إليه من شبهات.
وبدأ الفقيد رحلته في الكشف عن الوجه الحضاري للإسلام، وتنقيته مما علق به من شبهات منذ بدء تكوينه العلمي، حتى استبانت أفكاره في مجموعة من المؤلفات العلمية القيمة، ومن أهمها: الإسلام وقضايا العصر، حقائق الإسلام في مواجهة حملات التشكيك، مقاصد الشريعة الإسلامية وضرورات التجديد، الشك المنهجي بين ديكارت والغزالي، الإسلام في تصورات الغرب، دراسات في الفلسفة الحديثة، الفكر الديني وقضايا العصر، الحضارة فريضة إسلامية، وكثير من الكتب الفلسفية والإسلامية إضافة إلى كثير من الأبحاث وأوراق العمل، وقد ترجمت كتبه إلى كثير من اللغات الأجنبية.
ولد الدكتور محمود حمدي زقزوق بقرية الضهرية مركز شربين محافظة الدقهلية في شعبان 1352هـ، 1933 م، وتدرج منذ نعومة أظافره في التعليم الأزهري حتى حصل على أعلى الدرجات العلمية.
وحصل زقزوق على الشهادة العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية عام 1960م وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من ميونخ بألمانيا عام 1968م، وكان موضوعها المنهج الفلسفي عند الغزالي وديكارت دراسة مقارنة.
وفي مؤتمر الأزهر للتجديد في الفكر الإسلامي الذي عقد في فبراير الماضي كرم رئيس الجمهورية الفقيد الراحل لجهوده في تجديد الفكر الإسلامي.
بدأ الفقيد الراحل حياته العملية مدرسا للفلسفة بكلية أصول الدين، وترقى في مناصب جامعية عديدة حتى اختير وزيرا للأوقاف عام 1996م واستمر يدير الوزارة باقتدار حتى عام 2011م لمدة 15 عاما كاملة، كما شغل العديد من المناصب، وظل مع هذه المسؤوليات بعلمه وقلمه مفكرًا وفقيهًا ومتكلمًا وفيلسوفًا.
وأعربت هيئة كبار العلماء عن حزنها وألمها لرحيل المفكر الكبير، متقدمة بخالص العزاء إلى العالم الإسلامي وكل العلماء والباحثين وطلاب العلم، ولأسرة الراحل، مع الدعاء الخالص أن يتغمد الله تعالى الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".