رئيس "البحث العلمي": نسعى بشتى الطرق لإيجاد حلول جذرية لـ"كورونا"
د. محمود صقر: أنتجنا أكثر من 300 طن مطهرات في أسبوع
الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى
أكد الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى، التابعة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، أن البحث العلمى فى مصر يسير بخطى ثابتة ومتقدمة، موضحاً أن هناك توجيهات من قبَل القيادة السياسية بتذليل جميع العقبات أمام الباحثين والمبتكرين، لافتاً إلى أن الأكاديمية تلقت الفترة الماضية أكثر من 350 مقترحاً بشأن أزمة «كورونا»، فى إطار مبادرة «طبّق فكرتك»، المموَّلة من قبَل الأكاديمية بـ30 مليون جنيه. وإلى نص الحوار.
القيادة السياسية تقدر العلم والعلماء
حدّثنا عن مجهودات الأكاديمية حالياً تجاه أزمة «كورونا»؟
- نعمل على مختلف الاتجاهات التى نمتلكها، والحديث ربما يطول عندما نتحدث عن مؤسسات ومجهودات البحث العلمى تجاه كورونا، فعلى مستوى وزارة التعليم العالى، تتمثل فى المتابعة الدورية للدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، وزياراته للمعاهد والمراكز البحثية التى تجرى حالياً دراساتها على أبحاث فيروس كورونا، حيث كانت أولى الزيارات لمعهد بحوث البترول، ثم المركز القومى للبحوث، وقريباً ستكون هناك زيارة لمدينة الأبحاث العلمية. كما تتمثل الجهود، أيضاً، فيما يتعلق بأكاديمية البحث العلمى، فالأكاديمية لديها خطة متكاملة للبحوث والتطوير بشأن الأوضاع المسببة لمرض «كورونا»، وهناك عدد من المحاور تم تحديدها لتنفيذها، تتمثل فى معاونة الدولة المصرية للتطهير الشامل لمختلف مؤسساتها، من مستشفيات أو مراكز بحثية ومستشفيات جامعية، بتزويدها بالمطهرات والمعقمات طبقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، وبدأنا التنفيذ الفعلى من خلال التحالف القومى للبتروكيماويات التابع للأكاديمية ومعهد بحوث البترول.
وما إجمالى منتجات معهد بحوث البترول من المطهرات حتى الآن؟
- أنتجنا أكثر من 300 طن من المطهرات والمعقمات فى الأسبوع الأول من افتتاح المرحلة الأولى، وساهمت فى تطهير أكثر من 5 منشآت حكومية وخاصة ووزارة ومستشفى جامعى.
وماذا عن مبادرة «طبّق فكرتك»؟
- المبادرة هى توجيه نداء لجميع القطاعات البحثية فى مصر، والعلماء المصرين سواء بالداخل أو الخارج، أن يتقدموا بحلول مبتكرة للمساهمة فى الحد من انتشار ومجابهة فيروس «كورونا» وإيجاد حلول جذرية له.
وما الهدف من المبادرة؟
- دعوة الباحثين والمبتكرين المصريين للتقدم بمقترحات بحثية مبتكرة لإيجاد حلول بديلة لنقص الإمكانيات العلاجية والصحية لمجابهة فيروس كورونا المستجد.
وكم تبلغ الميزانية المرصودة للمبادرة؟
- 30 مليون جنيه.
وما آخر موعد للتقدم للمبادرة؟
- انتهى موعد التقدم لها أمس، وسيتم بدءاً من اليوم تقييم جميع المقترحات الواردة بشأن هذا الموضوع، وتم اعتماد عناصر التقييم، والتى تمثلت فى الأساس العلمى للابتكار، والقابلية للتطبيق، والجدوى الاقتصادية، والبعد الزمنى اللازم للتطبيق الفعلى، نظراً للظروف الاستثنائية الحالية.
وماذا عن المجالات المقترحة لمبادة طبّق فكرتك؟
- الكثير من المجالات المتعلقة بطرق التشخيص والاكتشاف المبكر السريعة لفيروس كورونا محلية الصنع، تطوير المواد المعقمة والمطهرة التى لا تعتمد على الكحول الإيثيلى «الإيثانول»، وتطبيقات أدوات التصنيع السريع واسعة الانتشار والطابعات ثلاثية الأبعاد وماكينات CNC لتصميم كمامات يمكن إعادة استخدامها، وتصميم وحدة تحكم أو جهاز تنفس صناعى بسيط منخفض التكلفة وسهل الاستخدام وسهل البناء فى إطار زمنى بسيط، وكذلك تطوير منسوجات معالجة ومضادة للميكروبات للعاملين فى مجال الرعاية الصحية لحمايتهم وتقليل انتشار العدوى باستخدام النانوتكنولوجى، وتطوير مجموعات تشخيصية للكشف عن فيروس كورونا وطرق تشخيص أخرى مبتكرة، ودعم البحوث الجارية على فيروس كورونا، ومحاولات لإنتاج لقاح للفيروس. وكذلك بعض الأشياء يتم طلب حلول لها من خلال بحوث أو دراسات على بعض الأدوية المتوفرة والمعتمدة من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء والدواء الأمريكية والتى يمكن استخدامها فى علاج فيروس كورونا المستجد، كالأدوية التى أشيع عنها الفترة الماضية كـ«الكلوركوين»، والـ«هيدروكسين»، وغيرها من الأدوية التى لها أثر فى علاج كورونا، حيث إن كل هذا معتمد على دراسات تحتاج إلى دراسات تأكيدية تثبت فاعليتها فعلاً فى العلاج، كما أننا نسعى من خلال مبادرة «طبّق فكرتك» إلى إجراء الدراسات والتحليل لجميع الأبحاث المنشورة عن فيروس كورونا المستجد، وهناك مئات من الأبحاث التى تم نشرها خلال الشهرين الماضيين بمختلف أنحاء العالم، تحتاج إلى جمع وتفسير ودراسة عن بيئات هذا المرض وما نُشر عنه وطرق انتقاله والوقاية منه، وكذلك تقييم الأثر الاقتصادى والاجتماعى لجائحة كورونا.
وماذا عن المقترحات التى ترد إليكم بشأن كورونا؟
- تلقينا بالفعل العشرات من الأبحاث والأفكار، فى برنامج «طبّق فكرتك»، سيتم بدءاً من يوم غد السبت تقييمها وفحصها، على أن تبدأ بعدها دعوة المبتكرين والمخترعين لمناقشتهم فى أفكارهم، ومن ثم اختيار الأفضل والتعاقد مع الباحث أو المبتكر لإنجازه، وفى نهاية الأسبوع المقبل سيتم الإعلان عما تم التوصل إليه.
وكم عدد المقترحات التى تم استقبالها حتى الآن؟
- أكثر من 350 فكرة لابتكار من قبَل الباحثين على مستوى الجمهورية.
"كورونا" صدمة حقيقية للعالم.. ولم يثبت علمياً أى تأثير صحى على المتعافين
وكيف تقيّم أداء المراكز البحثية فى الوقت الحالى تجاه أزمة كورونا؟
- الكل يعمل على قدم وساق لإيجاد حلول جذرية تساهم فى الحد من انتشار وباء كورونا والقضاء عليه، وهناك دعم قوى تم تقديمه للباحثين العاملين حالياً على أبحاث كورونا، ليس فى مصر فقط، بل مصر والعالم، والكل أدرك حالياً لأنه لا توجد أى مقاومة حقيقية لكورونا إلا من خلال البحث العلمى، حيث كل الدول بدأت بالعمل على ذلك، لأن كورونا كانت بمثابة الصدمة الحقيقية لجميع الدول، خاصة فيما يتعلق بالبحث العلمى.
أطالب المواطنين باتباع إرشادات وزارة الصحة
وما رسائلك لطمأنة الشعب المصرى نحو كورونا؟
- رسالتان أحب أن أوجههما للشعب المصرى، الأولى أن يلتزم بالتعليمات والإرشادات من قبَل وزارة الصحة المصرية، وجميع دول العالم تجرى حالياً اتباعاً صارماً وحازماً لجميع تعليمات الوزارة، والأمر الثانى يتمثل فى أن الدولة المصرية لديها الخبرات فى التعامل مع الأعداد الكبيرة من المرضى وتحقيق أكبر نتائج فى التعافى من الأمراض المختلفة، وخير دليل على ذلك تعاملها مع فيروس سى، وإدارة الأزمات علمياً. وبالنسبة للبحث العلمى فى مصر والتعامل مع أزمة كورونا، فشأنه شأن جميع الدول، ونسعى بمختلف الطرق أن نجد حلولاً جذرية قابلة للتطبيق فى أقرب وقت. كما أن الدراسات تجرى حالياً على جميع الأدوية التى أشيع فاعليتها فى علاج المرض للتأكد من ذلك، بالإضافة إلى التجارب والدراسات والأبحاث من مختلف القطاعات العلمية تجاه المرض ومسبباته وطرق علاجه، وكذلك لم تثبت الدراسات العلمية أن هناك آثاراً سلبية يصاب بها المريض فى حال تعافيه من المرض.
البحث العلمى يسير بخطى إيجابية
وكيف تقيّم مسيرة البحث العلمى بالمركز القومى للبحوث؟
- البحث العلمى يسير فى مصر حالياً بصورة ثابتة وفعالة وقوية، والقيادة السياسية منذ تحملها مسئولية البلاد وهى تعى وتقدر قيمة العلم والعلماء والباحثين، وهناك دعم كامل تزداد قيمته سنوياً للبحث العلمى والباحثين.