خريطة صحية جديدة للعالم: 9 شهور الحد الأدنى لعمر الأزمة.. والأمل في "البحث العلمي"
إجراءات وقائية مشددة للعديد من الدول بسبب الفيروس المستجد
أصبح العالم فى حالة إغلاق تام، فالمدن التى كانت لا تنام ليلاً ولا نهاراً وكانت شوارعها مليئة بصخب الحياة أصبحت مدن أشباح تأثراً بانتشار فيروس كورونا وفرض إجراءات وقائية مشددة من عمليات حجر منزلى وإغلاق مدارس إلى قيود السفر وحظر التجمعات العامة، لا سيما مع وصول الإجراءات الوقائية إلى حظر التجوال فى كثير من الدول، ويبقى السؤال: متى تنتهى هذه الأزمة؟ ومتى سيمارس الناس حياتهم الطبيعية؟ وماذا بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا؟ وما ملامح عالم ما بعد كورونا.
تقول الدكتورة مايسة شوقى، أستاذ ورئيس قسم الصحة العامة وطب المجتمع فى جامعة القاهرة، ونائب وزير الصحة السابق، إن العالم لأول مرة فى تاريخه كل دولة فيه تقوم بالغلق على نفسها لحماية شعبها، فيروس كورونا استطاع أن يفرض العزل على الدول إجبارياً. وأضافت لـ«الوطن» أن فيروس كورونا مختلف وطبيعته مجهولة، وكعلماء صحة نقوم بمتابعة صفاته بشكل يومى للوقوف على معلومات دقيقة عنه، فهو ليس له صفات محددة كالطاعون أو الجدرى أو الغدة النكافية لنستطيع أن نحدد العلاج المناسب له.
وأضافت أستاذ الصحة العامة أنه وفقاً للآراء العلمية فإن الأزمة سوف تنتهى خلال 9 أشهر أو 6، حيث تجرى أبحاث من أجل تطوير اللقاحات بسرعة غير مسبوقة، فالكل يتسابق لحماية شعبه ثم بعد ذلك التصدير للدول الخارجية.
وأكدت «شوقى» أن الأزمة ستجعل الدول بعد مرور الأزمة فى سلام، بالقيام بعمل أبحاث على مصابى الفيروس وخريطة العالم الصحية والطبية ستختلف وسيعملون على وجود أكثر من دواء.
وأشارت إلى أن العلماء وضعوا سيناريوهات لفيروس كورونا إما أنه سينتهى بمرور الدورة الخاصة به وهى من 6 إلى 9 شهور أو أنه سيعود مرة أخرى وسيكون كأى فيروس موسمى.
"شوقى": الفيروس أسهم فى نشر التوعية الصحية
وأوضحت «شوقى» أن فيروس كورونا ساعد فى نشر الثقافة الصحية بين الناس، رغم أنه يشكل خطورة أكبر على كبار السن والمدخنين والرجال، ومرضى الجهاز التنفسى، ومرضى السكر، والعاملين فى صناعات تؤثر على وظائف التنفس ومرضى الأورام.
وأكد الدكتور عادل العدوى، وزير الصحة والسكان الأسبق، أننا لا نستطيع أن نحدد موعد انتهاء أزمة انتشار فيروس كورونا فهى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمدى التزام الشعوب والحكومات بالإجراءات الاحترازية والوقائية.
وأضاف أنه حال الالتزام بالإجراءات نستطيع القول بأن الأزمة انتهت بشكل تام وستعود الحياة بشكلها الطبيعى، لافتاً إلى أننا إذا طبقنا إجراءات وقائية بشكل أكبر ستزيد الحماية من خسائر الفيروس.
"العدوى": الخريطة الوبائية العالمية ستشهد تغيرات مرتبطة بكفاءة النظم الصحية فى العالم
وأوضح وزير الصحة والسكان الأسبق أن الخريطة الوبائية على مستوى العالم ستحدث لها تغيرات جذرية وسترتبط بكفاءة النظم الصحية وتغير ثقافة الشعوب فيما يخص المفاهيم الصحية، مشيراً إلى أن فيروس كورونا ألقى الضوء على أهمية البحث العلمى وتركيز الدول على زيادة النفقات على قطاعى الصحة والتعليم.
وقال الدكتور عبدالهادى مصباح، استشارى المناعة، إن كورونا سيعمل على تغير الخريطة السياسية على مستوى العالم، لافتاً إلى ما يحدث فى إيطاليا وأن من يساعدها ليست أوروبا ولا أمريكا بل الصين وروسيا. وتابع «مصباح» أن صربيا أيضاً أشادت بأداء الصين الإيجابى فى الأزمة التى كشفت عن الوجه الآخر والسلبى لبعض الدول الكبرى.
وأضاف استشارى المناعة أن أزمة كورونا كشفت أيضاً عن ضعف قطاع الصحة فى كل دول العالم وكيفية مواجهته للأزمات، موضحة أن نظام الصحة الأمريكى لا يستطيع مواجهة الأزمات كما حدث مع الصين، وأن الدول الضعيفة صحياً هى التى عانت من انتشار كورونا.