الأطفال في مهمة لتوعية الكبار: امنعوا البوس.. السلام بالكوع.. بلاش تخرجوا
«عمر» و«يحيى» يستعرضان سبل الوقاية من العدوى
سجل عدد من الأطفال مقاطع فيديو لتوعية أقرانهم وللكبار أيضاً، بمخاطر كورونا، ينصحونهم بالالتزام فى المنازل، والامتناع عن التقبيل والأحضان. جاء ذلك اتساقاً مع خطة الدولة ووزارة الصحة، فى تنظيم حملات توعوية للحد من انتشار الفيروس، إذ استشعروا المسئولية، وحرصوا على تقديم دور للمساعدة فيها.
«عمر أحمد» 4 سنوات، يرتدى «روب» لونه أبيض، يشبه زى الأطباء، ويضع الكمامة على أنفه، ويحزم وسطه بمجموعة أدوات للتنظيف والتعقيم، هكذا حاول التشبه بالأطباء، وكانت ملامحه جادة وصارمة للغاية، حتى يستطيع توجيه رسالته ويقنع الآخرين: «ماتخرجوش من البيت اقعدوا مع أهاليكم ألعبوا وكلوا واتسلوا مع بعض، وبلاش تقربوا لبعض وامنعوا البوس والأحضان وبلاش زيارات لما كورونا تروح هنرجع نزور بعض من تانى»، ناصحاً بضرورة غسل اليدين باستمرار مع استخدام الكحول أو الكلور، وتجنب لمس الوجه بالكامل.
هذه المعلومات الثرية، عرفها من النشرات والبرامج الإخبارية، بالإضافة إلى التوجيهات الكثيرة لوالدته: «فى الأول كنت فاكر أن ده مرض زى البرد وهيروح على طول بس لقيت التليفزيون كله بيتكلم كتير جداً، بقيت بتابع كل يوم وعرفت أن المرض ده وحش، وممكن يموّت الناس اللى بنحبها فخفت وبقيت أوعى صحابى اللى زيى وحتى جدو وتيته قلت لماما مش هنروح لهم دلوقتى خالص»، مؤكداً أنه ملتزم بكل التعليمات الطبية التى تبثها وزارة الصحة باستمرار، خوفاً من الإصابة بالفيروس.
تخلى «عمر» عن الذهاب إلى النادى ومقابلة أصدقائه وممارسة رياضته المفضلة، اكتفى بالجلوس فى المنزل واللعب ومشاهدة البرامج الإخبارية، وفى آخر اليوم يشاهد أفلام الكارتون: «سمعت فى التليفزيون لو كلنا التزمنا الفيروس ده هيمشى ومش هيبقى موجود وهنرجع تانى زى الأول ونخرج ونقابل الناس اللى بنحبها فلازم نسمع الكلام عشان صحتنا وقلت للناس فى الفيديو اسمعوا الكلام عشان كلنا نخف»، ويحث غير الملتزمين من حوله على الالتزام لفترة قصيرة من الوقت، حتى تستطيع الدولة القضاء على ذلك الفيروس، وحتى لا يشعر بالملل، وضع قائمة لبعض الأفلام والهوايات التى يمكن ممارستها بالمنزل، واقترحها أيضاً على أقرانه، حتى يشجعهم على الالتزام بالمنزل: «أنا شايف أن ده وقت مناسب بدل ما كنا بنروح النادى ممكن نقعد فى البيت ونلعب مع بابا وماما، وكمان نتعلم حاجة جديدة زى أننا نقوى اللغة أو نمارس UC mas عشان ننشط الذاكرة بتاعتنا وإحنا قاعدين واللى بيحب يغنى ممكن يغنى أو يرسم، الفترة دى ممكن نطلع منها ناس شاطرة، فى حاجات كتير جداً ممكن نتمرن عليها وإحنا قاعدين فى البيت، بس مهم بردو أننا قبل ما نمسك أى حاجة نعقمها كويس وبعدين نعقم إيدينا بعد ما نخلص».
سجلوا فيديوهات قصيرة مرتدين فيها "بالطو أبيض" وفى أيديهم أدوات التعقيم
وخلال فترة الـ14 يوماً لحظر التجول، سيصور فيديوهات توعية، وأخرى ترفيهية، بهدف التسلية ومضيعة الوقت مع أصدقائه وتبادل بعض الخبرات فى مجالات فنية أو ترفيهية: «بعد كده هخلى نص الوقت للفيديوهات نتكلم عن الفيروس، وإزاى نهتم بنضافتنا ونعقم نفسنا والنص التانى أهزر فيها أنا وصحابى، وأهو نسلى بعض وإحنا قاعدين».
يبدو «يحيى محمد» 5 سنوات، جاداً ومقنعاً فى نصائحه، حيث سجل فيديو على «فيس بوك»، وهو يغسل يديه بالصابون، ثم يعقمها بالكلور جيداً، ومن ضمن نصائحه بالفيديو: «كفاية نزول من البيت واقعدوا شوية عشان الفيروس مش ينتشر بينا واغسلوا إيديكوا كل شوية عشان تنضف وقبل الأكل وبعد الأكل لازم تغسلوها على طول عشان محدش يعدى التانى»، وهو من الملتزمين بقرارات وزارة الصحة بالتعقيم والتطهير، ويغسل يديه كل ساعة تقريباً، ويضع إلى جانب زجاجة المياه الخاصة به، زجاجة أخرى للكلور، وقبل أن يمسك أى شىء يقوم بتعقيمه، حتى يتجنب الإصابة بأى بكتيريا أو فيروس، كما أنه امتنع عن اللعب مع أصدقائه أو الخروج، وأصبح من متابعى النشرات الإخبارية والبرامج كثيراً، للتعرف على أحدث الأخبار والتطورات عن الفيروس: «بعرف كل يوم أخبار الفيروس فى مصر وفى كل الدول، وعارف أن إيطاليا فيها نسب إصابة كتير جداً، ونفسى نخف ومش نبقى زيهم عشان مش نخسر ولا نبعد عن الناس اللى بنحبها وبيحبونا».
يستخدم «يحيى» طريقة بديلة للسلام، باستخدام الكوع، أو الإشارة عن بعد، حتى لا يضطر إلى التلامس مع الآخرين، وهذه الطريقة الآمنة، تعلمها بالحضانة منذ بداية تفشى الفيروس بالدول الأخرى: «قبل ما ييجى هنا فى مصر اتعلمت إزاى أتعامل مع الناس اللى حواليا صحابى أو أهلى من بعيد ولازم نسيب مسافة عشان مش نعدى بعض ونكون فى أمان»، كما لاحظ أن هناك بعض أقرانه لا يلتزمون بالتعليمات الوقائية، ولا يدركون خطورة هذا الفيروس، الأمر الذى جعله يضع على عاتقه مسئوليتهم، ويخرج لهم بفيديو ينصحهم بغسل اليدين: «قلت لماما صورينى أنا عايز أقول لكل صحابى والولاد اللى لسه باشوفهم بيلعبوا فى الشارع وبيخرجوا أن أعمل فيديو أوعيهم عشان مش يعملوا كده تانى لأن ده بيضرهم وبيضرنا إحنا كمان عشان الفيروس هيروح لما نخف الزحمة ونبطل نخرج من البيت».