لماذا 85% من إصابات المصريين بـ كورونا لا تحتاج لدواء؟
خبراء: مصر ليست الوحيدة.. والفيصل جهاز المناعة
الدكتور محمود عز العرب
في تصريحات تليفزيونة، خرج الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، ليقول إن 85% من إصابات المصريين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) لا تحتاج لأي نوع من الدواء من أجل الشفاء، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الأسباب التي تكمن خلف هذه النسبة، وما هي العوامل التي تجعل عدد كبير من مصابين بالفيروس ليسوا في حاجة إلى دواء بينما يحتاجه آخرون.
بداية يقول الدكتور محمد عز العرب، استشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إنه ليس المصريين وحدهم هم أصحاب هذه النسبة، وإنما في الأساس، ومن واقع أكبر الدراسات التي أجريت بخصوص هذا الموضوع والتي كانت في الصين، أثبتت أن نسب الشفاء من فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) تتخطى الـ 85%، دون الحاجة إلى أي علاج نوعي، وحوالي 14% فقط هم من كانوا في حاجة إلى دخول مستشفيات العزل من أجل مراقبة حالتهم وبعض العلاجات التجريبية، ومن بينهم 5% فقط هم من كانوا في حاجة إلى دخول العناية المركزة، وأقل من 2% منهم احتاجوا الوضع على جهاز التنفس الصناعي، فهذه هي تقسمية الحالات، بحسب "عزالعرب"، بالإضافة إلى نسب الوفيات. مشيرا إلى أن معظم المضاعفات والوفيات كانت لدى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
ويضيف عزالعرب، لـ"الوطن": "فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) إلى حد ما نسبة الإمراض الخاصة به وسطي، ففي البداية كانت 3%، وحتى الآن، وبعد ما حدث في إيطاليا وبعض الدول الأخرى، وصل إلى ما بين 4% إلى 5%، وبالتالي رغم ذلك، هو أقل إمراضا من بعض الفيروسات الأخرى مثل (السارس) الذي كانت نسبة الإمراض به 10% رغم ضعف معدل انتشاره، كما أنه أقل بكثير من فيروس (ميرس) والذي بلغت نسبة الوفيات به إلى 35%، وبالتالي فهو يعتبر فيروس ضعيف، والفيصل فيه هو جهاز المناعة".
ويوضح عز العرب أن المؤشر الأقوى في متابعة فيروس كورونا المستجد يكون من خلال المتابعة الأسبوعية وليس اليومية، أي دراسة المنحنى الوبائي أسبوعيا بحسب ما جرى الاستقرار عليه في معظم دراسات مدى الخطورة من مضاعفة الحالات، ففي حال تضاعف الحالات في أقل من اسبوع يصبح المؤشر خطر جدا، وإذا كانت أكثر من أسبوع وأقل من أسبوعين يكون المؤشر خطر، وإذا كانت أكثر من أسبوعين يكون المؤشر مقلق، ولو كانت الحالات فردية تدل على أن الفيروس مُتحكم به، مشيرا إلى أنه بحسب السيناريو الإيطالي كان الأسبوع السابع والثامن هما الأكثر انتشارا للفيروس، وأننا الآن في الأسبوع الثامن، لذلك تصبح دراسة الأمر على مدار الأيام القادمة سيكون في غاية الأهمية مع مزيد من الإجراءات الاحترازية، بحسب قوله.
الأنصاري: 3 عوامل رئيسية في العلاقة مع كورونا.. و5 أصول للحفاظ على المناعة
من جانبه، يقول الدكتور محمود الأنصاري استشاري المناعة، إن هناك 3 عوامل رئيسية في العلاقة مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، العامل الأول يعود إلى الظروف البيئية من ناحية الحرارة والرطوبة والكثافة السكانية وما إلى ذلك، والعامل الثاني هو التوحش الفيروسي، أما العامل الثالث فهو المناعة، مضيفًا: إذا تحدثنا عن نسبة الشفاء دون دواء التي تتخطى حاجز الـ 85%، هو أمر خاص في معظم بلاد العالم، وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط نتيجة هذه العوامل المختلفة التي ذكرتها، فعلى سبيل المثال عندما دخل الفيروس أوروبا كان ظهوره جائح قاتل، بينما لم يكن ظهور الفيروس في بلادنا بهذه الصفة، وهو الأمر الذي له عوامل وأصول مهمة جدا يجب أن نفهمها.
ويوضح "الأنصاري"، لـ"الوطن"، أنه في ظل غياب الأمصال والأدوية لمثل هذه الفيروسات يكون اللجوء الأوحد دائما إلى جهاز المناعة، وهو الجهاز الذي نهمله طوال الوقت ولا نتذكره إلا في مثل هذه المواقف، لذلك هناك 5 أصول يجب اتباعها في الحفاظ على جهاز المناعة لا يمكن الاستغناء عنه، بحسب "الأنصاري"، أولها النوم الكافي، والذي لا يقل عن 6 إلى 8 ساعات للبالغين، وبالنسبة للأطفال تكون من 8 إلى 10 ساعات، وكذلك لا تقل عن 10 ساعات لكبار السن، الأمر الثاني هو الاهتمام بالنظافة الشخصية، فالنظافة الشخصية "لا تقي فقط من الفيروسات وإنما أيضا تقوي جهاز المناعة ومن ضمنها الاستحمام بالماء البارد والذي يعد أحد أهم العوامل في تقوية جهاز المناعة"، الأمر الثالث هو الابتاعد عن التجمعات قدر الإمكان في مثل هذه الأوقات التي نمر بها، النقطة الرابعة، وهي في غاية الأهمية، على حد تعبير "الأنصاري"، تتمثل في التغذية الصحية الجيدة والابتعاد عن الأكلات السريعة وأكل الشارع، أما الأمر الخامس والأخير فهو الابتاعد عن الضغط النفسي والعصبي والمجتمعي لما يفرزه من هرمون الكورتيزول، وهو هرمون مثبط لعمل جهاز المناعة وهو الأقوى والأشرس على الإطلاق ويعطل جهاز المناعة عن عمله تمامًا ومن ثم يكون الإنسان عرضة لتلقي أي فيروس بسهولة.
ويوضح "الأنصاري" أنه في حالات الأمراض المزمنة أو أصحاب الأمراض التي تؤثر سلبا على جهاز المناعة، يجب أن يكون لديهم اهتمام بأمرين: الأول هو ممارسة الرياضة والتي تعمل على تقليل الضغط النفسي والعصبي للشخص بنسبة كبيرة، والأمر الثاني الاهتمام بالتغذية السليمة والصحية، لأن أصحاب هذه الأمراض لا يمكن أن يتوقفوا عن أخذ علاجهم فمن ثم لا يكون أمامهم سوى هذين الأمرين.