كورونا يلغي معرض "أهلا رمضان" هذا العام.. وزواره: "محتاجين بديل"
مواطنون: قرار المنع سيزيد من الكثافة في الأسواق ولن تنخفض الأسعار
هناء محمد
بعد قرار وزارة التموين، منع إقامة معرض "أهلا رمضان" هذا العام، منعا للتجمعات وفقا لخطة الدولة للقضاء على انتشار فيروس كورونا، وعمل تخفيضات فى أسعار السلع بالأسواق بدلا منه، أبدى عدد من زوار المعرض استيائهم، مشيرين إلى صعوبة تحقيق العرض البديل داخل الأسواق.
"متعودة كل سنة أروح معرض أهلا رمضان أنا وعيالي، لأنه بيكون ليه فرحة تانية غير الأسواق".. بهذه الكلمات بدأت أميرة حسن، فى أوائل الأربعينات، ربة منزل، وإحدى سكان منطقة روض الفرج، حديثها عن اعتيادها على الذهاب إلى معرض "أهلا رمضان" بمدينة نصر، كل عام قبل حلول شهر رمضان الكريم، كى تشتري ما يلزمها خلال الشهر: "كنت بستنى الإعلان عن ميعاد افتتاحه، وأول يوم بكون هناك".
وأضافت "أميرة"، أن المعرض كان يضم جميع السلع والمستلزمات فى مكان واحد، وكان ذلك أكثر ما يميزه، بينما ترى أن الأسعار كانت أقل قليلا من الأسعار المتداولة داخل الأسواق: "الأسعار مش بيكون فيه فرق بينها وبين برة كبير، لكن بيجمع كل حاجة مع بعض فى نفس المكان".
أما عن قرار وزارة التموين بعدم إقامة المعرض هذا العام، وعمل تخفيضات بأسعار السلع داخل الأسواق، منعا للتجمعات، أوضحت "أميرة" أن تلك التخفيضات لم تطبق على أرض الواقع، بالشكل المطلوب، بل كل تاجر سيبيع السلع بالسعر الذى يرضيه: "المعرض عشان كان مكان واحد، كانوا قادرين يسيطروا على أسعار السلع فيه، لكن برة مش هيحصل".
وأنهت "أميرة" حديثها، بقولها: "مش عارفة الفيروس ده هيمنعنا من إيه تانى، ربنا يعديها على خير".
من جانبها تقول "هناء محمد"، 46 عاما، موظفة، وإحدى سكان منطقة فيصل، إنها ذهبت إلى المعرض العام الماضي، وكانت أول زيارة لها، إذ سمعت عنه من إحدى جاراتها التى اعتادت الذهاب إليه كل عام، وتشترى منه جميع السلع بأسعار مناسبة، ما شجع "هناء" للذهاب إلى المعرض برفقة ابنتها، فتقول: "ما كنتش أسمع عن المعرض، لحد السنة إللى فاتت، جارتى قالت لى إنها متعودة تروحه، فقلت أروح أشوف الدنيا إيه".
وتابعت "هناء"، أنها أعجبت كثيرا بمكان المعرض وتنظيمه، رغم أنها كان ممتلئا بالزوار، استطاعت الدخول وشراء جميع ما يلزمها لقضاء شهر رمضان الكريم، وبأسعار أقل من أسعار الأسواق بقليل: "المكان كان كبير وفيه كل حاجة، لكن الأسعار ما كنش فيها تخفيضات كبيرة ".
وأضافت أنها كانت تنوى الذهاب هذا العام، لكنها علمت بقرار عدم إقامته: "سمعت إنه مش هيتعمل منعا للتجمعات، مع إن كل الأسواق دلوقتى مليانة ناس، ومش هيقدروا يتحكموا فى الأسعار برة".
لم يختلف الوضع كثيرا عند "سعيد علاء"، 42 عاما، موظف، يقطن بمنطقة الخلفاوي، الذى اعتاد الذهاب مع زوجته وأولاده إلى المعرض كل عام، لشراء جميع احتياجات المنزل، إذ ينتظر موعد الافتتاح ويكون أول الحاضرين، حيث يقول: "لما عرفت خبر عدم إقامته السنة دى، قلت لمراتى لكنها كانت بتحسبنى بضحك عليها عشان ما نروحش".
يرى "علاء"، إن قرار منع إقامة المعرض هذا العام لن يمنع التجمعات، بل سيزيدها داخل الأسواق: "الزحمة موجودة فى كل مكان، ده مش هيمنعها، لإن الناس هتنزل عشان تشترى حاجتها زى ما متعودة".
وأنهى "سعيد" حديثه، بقوله: "بالشكل ده التجار جت لهم فرصة إنهم يكسبوا ويغلوا الأسعار، لأنه مش هيكون فيه رقابة عليهم زى المعرض".
فى سياق متصل، تقول سلوى محمد، فى منتصف الأربعينات، تقطن بمنطقة الجيزة، ربة منزل، أنها ذهبت إلى المعرض مرتين الأعوام الماضية، وكانت تشترى جميع مستلزماتها منه، والأسعار كانت أقل بجنيهات قليلة من الأسواق: "المعرض كان بيعلن عن تخفيضات كتير، لكن كانت بأسعار قليلة، إزاى هيقدروا يخفضوا الأسعار برة".
وأضافت أن هذا القرار سيزيد من التجمعات داخل الأسواق بجميع المناطق، لأن المواطنين يذهبون إلى الأسواق قبل حلول شهر رمضان، لشراء كافة ما يحتاجونه، ليكفيهم طوال الشهر: "تخفيض الأسعار مش بديل مناسب، محتاجين حاجة تعوض المعرض".