داخل شرفة منزلها الكبيرة وقفت تحمل فرشاتها وألوانها المحددة، ولكن ليس للرسم على أوراقها المعتادة، فهذه المرة قررت تغيير شكل "طبق الدش" فيها لتحويله إلى الهيئة التي تراه في مخيلتها دائما، وهو "زهرة عباد الشمس"، لتصل إلى أذانها أصوات الجيران والمارة بالشارع فور رؤيتها وتعليقاتهم "دي بتعمل إيه.. معقولة بترسم على الدش؟.. ياخبر أبيض الحظر خلى الناس تتغير".
استغلت ريهام بركات، المقيمة في مدينة دمنهور بالبحيرة، والتي تعمل مدرسة رسم بإحدى المدارس الإبتدائية، فترة تعطيل الدراسة وفرض حظر التجوال، ومكوثها لفترة أطول بالمنزل، ما جعلها تحظى بوقت كاف لإثقال موهبتها الفنية التي رسختها بدراستها في كلية التربية النوعية بقسم الفنون.
حولت ريهام، 33 عاما، "الهوائي" إلى زهرة عباد شمس كبيرة تجمع بين اللون البني والأًصفر بدرجاتهم والبني والأخضر، لتجعلها أشبه بزهرة ضمن "شلة" زهور، تنظر إلى السماء بهيئة لامعة وقوية "ده الشكل اللي كنت بشوف طبق الدش بيه"، وهو ما استغرق منها ساعتين يوميا كل أسبوع، دون أن تخجل أو تمل من تعليقات الجيران والمارة، حيث كانت تضع أمام عينها نتيجتها النهائية المبهجة.
استغلت أيضا فترة حظر التجوال لتستفيد بالأشجار المزالة في منطقتها، بعد أن قررت الاستفادة منها وتحسينها وتطويرها إلى "شماعة" للملابس بردهة منزلها، كما أنها تخطط للاتفاق مع أصدقائها من أجل رسم جداريات بالشارع الذي تقطن فيه لإدخال البهجة على السكان بدلا من القلق والتوتر الذي يسود بينهم حاليا جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، قائلة في حديثها لـ"الوطن": "علشان الناس لما تبص للرسومات تتطمن وتتأكد أن كل ده فترة وهتعدي، هحارب الخوف بالفن".
بدأت الفنانة الشابة مشوارها منذ صغرها، حيث عشقت الرسم على الورقة، ثم اتجهت لتزيين حوائط منزلها وشرفتها به، وتجديد باب غرفتها من خلال بعض الصور الطبيعية المرسومة، "بحاول أفنن في أي حاجة قدامي"، حيث حولت من قبل علبة "مروحة السقف" إلى تصميم منزل عصافير من خلال الفوم بطريقة مميزة جعلته أشبه بالخشب.
تعليقات الفيسبوك