بعد يومين من العزل.. هدوء بالمعتمدية والأهالي يلتزمون بالتعليمات
العمدة: الأمور أهدأ لكن المشكلة في وقف حال عمال اليومية
فرق التطهير تجوب شوارع المعتمدية
"زحام في المعتمدية".. العنوان الذي واجهه الأهالي في الصباح التالي لإعلان العزل بقريتهم الصغيرة في محافظة الجيزة، قبل يومين وتوالي رواد التواصل الاجتماعي بالهجوم على أهالي القرية سواء باتهامهم بالجهل أو عدم الوعي وزاد الأمر حتى تحول لتنمر في بعض الأحيان في ظل مجتمعات ترى الوباء "عارا" دون مراعاة ما تمر به البلاد جراء فيروس كورونا المستجد، لكن وبعد يومين تحول الأمر لتصبح القرية هادئة من جديد، وسط إغلاق تام لكافة المداخل والمخارج.
وكانت محافظة الجيزة، أعلنت في 7 أبريل، أنّه حرصا على سلامة المواطنين ستفرض حجرا صحيا على قرية المعتمدية التابعة لمركز كرداسة، بناءً على التعليمات الواردة من وزارة الصحة، لمدة 14 يوما، حفاظا عليهم وذويهم، ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية، التي تتخذها الدولة، لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.
عمدة المعتمدية: الأمور أهدأ لكن المشكلة في وقف حال عمال اليومية
قال محمد زغلول الفقي عمدة قرية المعتمدية، يقول إن بعد يومين من العزل الأمور أصبحت مستقرة والأهالي يستجيبون للتعليمات وخصوصا مع توفير سيارات لصرف المعاشات ووصول بعض المساعدات سواء وجبات أو كراتين غذائية من القوات المسلحة والتضامن الاجتماعي إلى جانب من أطلق عليهم العمدة "أهل الخير".
ويتابع زغلول في حديثه لـ"الوطن" أن الشوارع هادئة ولا يرصد زحام خصوصا بعد الأمان الذين شعروا به بتوفير السلع والخدمات بالقرية، لكن المشكلة الأكبر هي للعمالة غير المنتظمة الذين يعملون يوما بيوم هم من يواجهون "وقف الحال في ظل عزل القرية صحيا، وهم من نبحث عن حلول من أجلهم".
ويضيف عمدة قرية المعتمدية، أن بالفعل تم تجميع البطاقات وتوزيع بعض السلع الغذائية لجزء منهم ولكن لا تزال المشكلة قائمة نظرا لكثرة أعداد العمال وطول المدة المضطرون للبقاء في منازلهم بها دون عمل وأجرة.
أحد المواطنين: الإعلام ركز على الجانب السيئ
ويرى أحمد يحيى، أن ما حدث خلال الأيام الماضية "متاجرة بهم" من جانب الإعلام الذي ركز على الجانب السيئ دون الحديث عن أهالي القرية وحالتهم مما أغضب الكثير من الأهالي الذين شعور بأنهم يتم التشهير بهم.
ويتابع يحيى لـ"الوطن" أن القرية تحتاج لدعم غذائي وصحي وأمني، للعبور من الأزمة والوصول لبر الأمان، فالأهالي في القرية يعيشون فترة صعبة في ظل عمل العديد منهم بـ"اليومية" إلى جانب من توقفت أشغالهم بسبب العزل، متمنيا مساندة حقيقة ليست من أجل "الشو الإعلامي" من المسؤولين في وقت هو الأهم لما تمر به القرية من أزمات.
أما فاروق عبد المنعم، يقول "عندنا كمية جهل و عدم وعي كبيرة، وقبل كورونا كنا بنحارب الجهل والتخلف والمرض بالجهود الذاتية ولم نجد أحد من المسؤولين سواء بالمحليات أو البرلمان إلى جانبنا حتى بعد اكتشاف أول حالة لم يكن هناك توعية، لكن بمجرد قرار العزل سعى الجميع لتصدر المشهد".
"الأوضاع أصبحت أكثر هدوءا وبدأ الأهالي يلتزمون بالعزل، فجميع مداخل ومخارج القرية مغلقة من يدخل لا يذهب مرة أخرى"، يقول عبد الرحمن أنور أحد أهالي المتعمدية الذين استاؤوا من الزحام في اليوم الأول للعزل لكنه يرى الأمور أهدأ كثيرا، حتى أن الناس بدئوا يعتادون على طريقة العيشة الجديدة.
سيارات لماكينات الـATM
وتابع عبد الرحمن أن العديد من الأهالي قاموا بعزل أنفسهم صحيا وأنهم في حالة من الهدوء بعد الاطمئنان على قلة الحالات، وهو ما دفع الناس للشعور بالراحة إلى حد ما.
محمد حمدي موسى، يوضح أحوال الشارع في المعتمدية اليوم، قائلا: كانت سيارة صرف الأموال تقف أمام المدرس الإعدادية بالقرية وكان الجو هادئ واستطاع كل من له معاشات صرف معاشه في ثوان قليلة دون زحام.
وتابع موسى لـ"الوطن" أن سرعة إنهاء المعاملات ببطاقة الـATM جعل الأمور أفضل حيث لم يكن هناك زحام على السيارة.
وكان أهالي المعتمدية استيقظوا على حالات زحام في السوق في ثاني أيام الحظر، ما دعا العديد من المواطنيين لتصوير الأوضاع، وخرج العمدة لتحذيرهم عبر مجموعات التواصل الاجتماعي الخاصة بأهالي القرية.