على مدار السنوات التسع الماضية عمل النجم أمير كرارة على تحقيق خطوات فنية وتحديداً منذ مسلسلى «المواطن إكس»، و«طرف ثالث»، ومن بعدهما بدأ يقطع خطوات أكثر جدية مع البطولة المطلقة فى «تحت الأرض»، و«الطبال»، وصار من اللاعبين الأساسيين فى دراما رمضان..صحيح لم يحقق الشعبية الكبيرة ولكنه كان يسير نحوها بثبات وثقة إلى أن قدم الجزء الأول من مسلسل «كلبش»، وكان نجاحه فى هذا العمل بمثابة القفزة نحو النجومية والشعبية، خصوصاً أن نجاح المسلسل قلب الكثير من الحسابات والموازين فى سوق الدراما التليفزيونية.
وصار سليم الأنصارى «باشا مصر» ضابط الشرطة البطل والأقرب إلى الفدائى فى العمليات التى يتولى تنفيذها أو مسئوليتها، اسم يتردد على المقاهى وفى الشوارع حتى «اللوك» الخاص بالشخصية من شكل الشارب وقصة الشعر بات الكثيرون يقلدونه.
ذلك النجاح المفاجئ والمباغت لأمير كرارة كان كفيلاً بأن يجعل توازنه يختل، ولكن «أمير» لم يتوقف كثيراً أمام تلك الضجة بل أصبح يسأل نفسه ماذا عن الخطوة القادمة سواء فى السينما أو التليفزيون، والتى استمر فى العمل عليها مع شركاء النجاح، المؤلف باهر دويدار، والمخرج بيتر ميمى، وواصل «كرارة» تألقه فى الدراما وأكد نجاحه فى الجزء الثانى من «كلبش»، ولكن الاختبار الحقيقى كان فى مدى قدرته على تصدر إيرادات شباك التذاكر فى السينما، وهو ما صنعه «كرارة» وحقق المعادلة التى يصعب على البعض من أبناء جيله الوصول إليها وهو النجاح فى الدراما بامتياز وتصدُّر الإيرادات فى السينما بل حقق أرقاماً قياسية فى أفلامه ومنها «حرب كرموز»، «وكازبلانكا».
وفى موسم دراما رمضان 2020 يخوض «كرارة» تجربة جديدة تحمل الكثير من الصعاب والتحديات فى رمضان المقبل، من خلال مسلسله «الاختيار» إنتاج «سينرجى» الذى سيعرض على قناة «ON E» فهو يقدم سيرة ذاتية من الحاضر وليس شخصية من الماضى لبطل من أبطال الجيش المصرى كان يعيش بيننا، وبعد استشهاده أصبحت سيرته معروفة للجميع وشجاعته يضرب بها المثل وهو أحمد المنسى «قائد الكتيبة 103»، الذى استشهد خلال الهجوم الإرهابى الذى وقع على كمين «مربع البرث» فى رفح بسيناء.
كل هذه التفاصيل تشكل تحدياً كبيراً للنجم أمير كرارة، فهو لا يملك مرجعية للشخصية إلا من خلال قصص أصدقائه وما يروى عنه، وهو ما سيصعب عليه الأمر فى تجسيده للشخصية، عادة ما يلجأ الممثل الذى يقدم سيرة ذاتية لشخصية معروفة أو مشهورة إلى كتب، ووثائق، وفيديوهات فى بعض الأحيان للشخص، ليقترب من روح الشخصية ومعرفة مفتاحها، وفى ظنى أن «كرارة» يدرك هذا الأمر جيداً، لذلك سيكون عليه أن يحول روايات الأصدقاء والمقربين عن الشهيد البطل إلى تفاصيل تخدمه فى رسم الشخصية وانفعالاتها الداخلية وليس فقط ملامحها الخارجية، وكيف كان «المنسى» يتصرف وهو فى الجبهة بين زملائه، وكيف كان فى حياته كزوج ورب أسرة، كما أنه لا توجد لديه مرجعية لفنان سابق سبق وقدم مثل هذا الدور، فمرجعية رجل الجيش فى الدراما المصرية نادرة قياساً للسينما حيث نجد معظمهم فى الأفلام التى قدمت عن حرب أكتوبر المجيدة ١٩٧٣، أو حرب الاستنزاف، وبالطبع المساحة الدرامية فى المسلسل أكبر بكثير من السينما، وتتحمل الخيوط الدرامية الكثير سواء عن طبيعة الشخصية وعلاقتها الإنسانية، والمهمات العسكرية على الجبهة.
وبالطبع سيلعب السيناريو والحوار لباهر دويدار وطريقة رسم الشخصية دوراً كبيراً فى مساعدة كرارة، إضافة إلى الرؤية البصرية للمخرج بيتر ميمى، الذى من المفترض أنه يخوض هو الآخر تحدياً كبيراً، لأنه بأى حال من الأحوال يجب أن يضيف «الاختيار» إلى نجومية كرارة وشعبيته.
وأتوقع أن هناك جهداً كبيراً مبذولاً من كافة فريق العمل، خصوصاً أن الشهيد «المنسى» أصبح علامة فارقة لبطولته فى الجيش المصرى سواء لمن عاصره وعاش معه أو حتى من تناقل وسمع عن بطولته تحديات على صعيد الشكل والحركة الجسدية، ويبدو من بوستر العمل أن «كرارة» سيظهر بوزن أقل كما أن هناك تغييراً فى انفعالات الوجه وشكل الشعر وحلاقة الشارب بعكس الشكل الذى حرص على الظهور به فى شخصية «سليم الأنصارى».
والتحدى المهم أيضاً الذى يخوضه «كرارة» بهذا العمل هو أن نجاحه سيفتح الباب لإنتاج الكثير من الأعمال عن سير الأبطال فى جميع الأسلحة بالجيش المصرى.