"برنت" ثم "الخام الأمريكي" رحلة انخفاض أسعار النفط العالمي بسبب كورونا
ارشيفية
شهدت أسعار النفط الخام، إنهيارات كبيرة، منذ أواخر العام الماضي، مع بدء أزمة كورونا في الصين، حيث انخفضت الأسعار، إلى ما يقارب الـ55 دولار للبرميل، حتى النصف الأول من مارس الماضي، بعدما كانت تصل إلى 64 دولار للبرميل.
وخلال النصف الثاني من شهر مارس، انخفضت الأسعار العالمية للنفط خام برنت، إلى أدنى مستوى لها، لتلامس حيز الـ20 دولار للبرميل، وذلك بسبب ارتفاع تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا في العالم، وتوقف العديد من الدول عن الحركة الصناعية، وهو ما أدى إلى زيادة المعروض وقلة الطلب.
وفي اجتماع أوبك قبل الأخير، رفضت روسيا قرار السعودية، بزيادة نسبة خفض إنتاج النفط حتى ترتفع الأسعار، ولكن قرار روسيا بالرفض، أدى إلى حرب أسعار بين روسيا والسعودية، وهو ما جعل السعودية، تتجه لزيادة الإنتاج وخفض السعر الرسمي للبرميل.
ولكن بعد أن وصل خام برنت لمستويات متدنية، اتفقت دول منظمة أوبك بلس، على خفض نسبة الإنتاج، بما يقدر بـ9.7 مليون برميل يوميا، وبعد هذا الاتفاق، زادت احتمالية ارتفاع أسعار النفط الخام برنت العالمي، وهو ما حدث بالفعل.
ولكن أمس، حدثت مفاجأة كبير في أسواق النفط العالمية بسبب فيروس كورونا المستجد، وهي هبوط أسعار خام غرب تيكساس الأمريكي، إلى أقل من الصفر، ما يعني دفع البائع أموال للمشتري، لكي يقوم بشراء النفط الخاص به.
ويعد خام غرب تيكساس هو الخام الصخري المتداول في أمريكا، حيث انخفضت أسعاره بدون الصفر، بسبب زيادة المعروض منه عن الطلب، خاصة بعد تسبب فيروس كورونا في غلق العديد من المصانع، وتقليل العمالة وتحول عدد كبير من المصانع لإنتاج المستلزمات الطبية، التي تستخدم في مواجهة فيروس كورونا، ما تسبب في تخمة المعروض في أمريكا.
وهو ما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التصريح بأنه سيتم تحويل الفائض من إنتاج النفط الأمريكي، إلى المخزون الاستراتيجي للدولة، وهو ما سيساعد في تقليل المعروض ومن خلاله سترتفع أسعار الخام الأمريكي مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل، حيث ارتفعت أسعار الخام الأمريكي، إلى ما يزيد عن 13 دولار للبرميل، وذلك لعقود شهر يونيو.