بعد تخفف قيود العزل.. هل تعود الحياة إلى طبيعتها في أوروبا؟
باحثة في الشؤون الأوربية: تخفيف الإجراءات الوقائية لا يعني رفع الحظر
العالم لا يزال تحت رحمة الفيروس القاتل
رغم أن الصراع القائم بين دول العالم مع جائحة فيروس كورونا المستجد لم ينته، وفي انتظار إيجاد لقاح أو علاج مناسب، فإن الأوروبيين يستعدون لبدء تنفيذ أولى خطوات الخروج، وتخفيف قيود وإجراءات العزل المفروضة على المدن حتى تعود للحياة تدريجيا.
وبحسب ما ذكرته شبكة "روسيا اليوم"، أصبح بإمكان السويسريين زيارة مصففي الشعر إلى جانب فتح أبواب متاجرها، كما سمح للحلاقين والمعالجين الفيزيائيين والأطباء وصالات التدليك ومحلات الزهور ومعدات الحدائق، وكذلك دور الحضانة، باستئناف أنشطتها بشرط احترام التدابير الصحية المفروضة.
وحتى الآن، تخطت الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا 200 ألف، وعدد المصابين به 3 ملايين حول العالم، لكن تفشي الوباء ووفياته بدأ بالاستقرار في الدول الأوروبية الأربع الأكثر تضررا منه.
وسجلت تلك الدول، أمس، انخفاضا ملحوظا بعدد الوفيات اليومية، فقد سجلت إسبانيا 288 وفاة، وإيطاليا 260 وفاة، وفرنسا 242 وفاة، بينما توفي 413 شخصا في مستشفيات المملكة المتحدة، وهي الحصيلة الأدنى منذ أواخر مارس.
أما الولايات المتحدة، وهي البلد الأكثر تضررا في العالم من الوباء على مستوى الإصابات والوفيات، فقد سجلت مساء أمس 1330 وفاة إضافية، خلال 24 ساعة، وفي إسبانيا سمح للأطفال اعتبارا من الأمس بالخروج من بيوتهم بعد ستة أسابيع من الحجر واللعب في الخارج، لكن وسط قيود تفرض عدم التقارب.
وفي لندن، عاد رئيس الوزراء الذي أصيب بالفيروس، إلى العمل اليوم في خطوة ينتظرها البريطانيون بشدة، لمعرفة مشاريع رئيس وزرائهم بشأن دعم الاقتصاد والخروج من العزل، وتقدم الحكومة الإسبانية بدورها، غدا، خطتها لتخفيف تدابير العزل الذي مدد حتى 9 مايو، ويتوقع أن يبدأ تنفيذها منتصف الشهر المقبل.
ويفترض أن تعلن إيطاليا أيضا مطلع الأسبوع عن الإجراءات التي تخطط لاتخاذها اعتبارا من 4 مايو، لكن المدارس في هذا البلد تبقى مغلقة حتى سبتمبر، وتنوي الحكومة الإيطالية أيضا اعتبارا من 4 مايو البدء بحملة فحوص مصل الدم، تشمل 150 ألف شخص على الصعيد الوطني، رغم أن منظمة الصحة العالمية بددت آمال من يعتمدون على تمتع المصابين السابقين بفيروس كورونا المستجد بمناعة تقيهم الإصابة مجددا، ما قد يسهل عمليات الخروج من العزل عبر إصدار "شهادات مناعية".
من جهتها، قالت الدكتورة سارة كيرة الباحثة المتخصصة في الشئون الأوروبية، إن الدول الأوروبية كانت تعيش في شلل تام وخصوصا الدول التي ارتفعت بها الإصابات بشكل كبير مثل إيطاليا وإسبانيا و فرنسا.
وأوضحت كيرة، لـ"الوطن": "وذلك بمعني ممنوع الخروج وفي حالة خروج شخص لن يتعد 200 متر عن منزلة، فهذا القرار لا يسمي برفع الحظر، ولكن هي العودة إلى طبيعة الحياه تدريجيا".
وتوقعت كيرة أن اتخاذ الحكومات الأوروبية هذا القرار لن يعرضهم إلى مواجهة موجة ثانية من الفيروس؛ لاتخاذهم الإجراءات الاحترازية تجاه المواطنين للحفاظ عليهم، مشيرة إلى أن الدول العربية أمامها بعض الوقت لاتخاذ خطوات مماثلة، ولفتت إلى أن مصر جمعت بين السلامة العامة للمواطن والحفاظ على الاقتصاد الوطني حتى لا يتأثر بفيروس كورونا.