الجامعة العربية ونوايا ضم إسرائيل للضفة.. كيف يجب التحرك دبلوماسيا؟
مستوطنات إسرائيلية
بناء على طلب فلسطين، تعقد الجامعة العربية دورة غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية؛ لبحث الخطوات والإجراءات التي يمكن للدول العربية اتخاذها حال قيام إسرائيل بتنفيذ نواياها المعلنة بضم الضفة الغربية أو أجزاء منها وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وفي بيان للجامعة العربية، أوضح السفير حسام زكي أن وزراء الخارجية سيبحثون في اجتماعهم مختلف سبل توفير الدعم السياسي والقانوني والمالي للقيادة الفلسطينية، حتى تتمكن من مواجهة تلك المخططات، وتمكين الحكومة الفلسطينية من مواجهة الأضرار الناجمة عن جائحة كورونا والإجراءات الإسرائيلية العدوانية، إضافة إلى مصادرة إسرائيل أموال المقاصة.
منظمة التحرير تدعو لخطوات عملية وفعالة ضد الانتهاكات الإسرائيلية
ورحبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، بالبيانات الصادرة عن العديد من الدول والمنظمات والهيئات الدولية الرافضة للخطط الإسرائيلية بضم الأراضي الفلسطينية، باعتبارها غير شرعية وتنتهك القانون الدولي، ووصفت هذه المواقف بالهامة والمشجعة.
وأكدت في بيان لها نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن البيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وإيرلندا وإيطاليا والنرويج، تعكس التزامًا عالميًا ومبدئيًا بالقانون الدولي الذي يحظر عمليات الضم، وتؤكد من جديد على دعم هذه الدول والهيئات لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، استنادا إلى ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، بما في ذلك 2334 و242 و338.
وفي ظل الموقف الدولي الذي يحظر عمليات الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، واقتراب انعقاد الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، كيف يجب أن تتحرك الجامعة في الفترة المقبلة؟
خبير في العلاقات الدولية: على الجامعة أن تتحرك في 3 اتجاهات
أكد الدكتور أيمن سمير الخبير في العلاقات الدولية، أن الجامعة العربية من الممكن أن تعمل بشكل دبلوماسي عن طريق بعض الإجراءات، ولكن السؤال "من سيعترف بهذه الإجراءات؟"، مشيرًا إلى أن فكرة تحصين المجتمع الدولي بعدم الاعتراف وعدم القبول بالرواية الإسرائيلية من وراءها الرواية الأمريكية هي مهمة الجامعة العربية ووزراء الخارجية العربية، والتواصل مع سفرائهم في الدول الأخرى حتى لا يكون هناك أي اعتراف جماعي من المجتمع الدولي بهذه الخطوة الإسرائيلية.
وأوضح: "لدينا سوابق على ذلك، فإسرائيل ضمت هضبة الجولان عام 1982 لإسرائيل وعلى الرغم من ذلك لم تعترف دولة واحدة في العالم بضم الجولان لإسرائيل إلا الولايات المتحدة الأمريكية، حتى دول الاتحاد الأوروبي بما فيها بريطانيا وهي دولة حليفة للولايات المتحدة، فضلًا عن بعض الدول الحليفة لإسرائيل أيضًا، لا تعترف بهذه الخطوات".
وتابع: "هذه هي الخطوة الأولى وهي الشرح للعالم أن هذه الخطوة غير قانونية وتتعارض مع قوانين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لأن فلسطين حصلت على (دولة بصفة مراقب) في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعندما اعترفوا بها كعضو مراقب اعترفوا بها على حدود 4 يونيو 1967، بالتالي أي ضم للأراضي في الضفة الغربية لإسرائيل هذا غير قانوني بموجب قرارات وافقت عليها هذه الدول بنفسها.
أما عن الخطوة الثانية التي تحدث عنها سمير في اتصاله الهاتفي، لـ"الوطن"، فكانت دعم الفلسطينيين على الأرض، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين يتعرضون اليوم لهجمة شرسة من إسرائيل حتى في زمن الكورونا، فإسرائيل تصادر أموال ضرائب السلطة الوطنية الفلسطينية حتى لا تتاح هذه الأموال لمجابهة كورونا والفيروسات، بالتالي دعم السلطة الفلسطينية والفلسطينيين في الضفة الغربية مهم جدًا.
وعن الخطوة الثالثة، فكانت دعم الصناديق المتعلقة ببقاء الفلسطيني على أرضه لأن فكرة بيع الأرض في أي وقت هي كانت المنطقة الرخوة في الرواية الفلسطينية بالضغط على الفلسطيني لبيع أرضه، ولكن إذا جرى دعم الفلسطيني سيجرى تثبيت الفلسطينيين في هذه المناطق تحديدًا سواء في القدس أو غور الأردن أو البحر الميت أو غيرها، مؤكدًا أن هذه أكبر تحول القرار الإسرائيلي ومن بعده قرار الرئيس الأمريكي دونالت ترامب لـ"حبر على ورق".
مدير "العربي للدراسات": الرد العربي سيكون رفضا تاما.. والتوقيت أزمة بسبب كورونا
من جانبه قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه الرد العربي بالطبع سيكون الرفض التام لمثل هذه الخطوة الإسرائيلية، مثلما كان الموقف العربي لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وربما يكون هناك تصعيد في المحافل الدولية سواء في الأمم المتحدة أو دعوة طارئة في مجلس الأمن.
وأضاف صادق، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، أن الأزمة الآن تكمن في التوقيت، حيث نشهد أزمة تعصف بالعالم كله وهي أزمة فيروس "كورونا"، حيث إن الكل مشغول بأزمته الداخلية بمواجهة الفيروس، مؤكدا أنه في هذا الوضع لو نفذت إسرائيل لن يكون هناك رادع لها وخصوصًا أن الشريك الرئيسي في عملية السلام الولايات المتحدة الأمريكية منشغلة داخليًا الآن بما يجري من تفشي للفيروس.
وتابع: "إذا حدث ذلك ربما يكون هناك رد فعل فلسطيني داخلي".