منذ أيام تفاجأت بإعادة صفحتى على الفيس بوك نشر بوست بتاريخ 26 أبريل عام 2014 كان نصه: «النهارده ظهرت أول حالة كورونا فى مصر خلّوا بالكم من غير ذعر.. خدوا الاحتياطات...النضافة والنفَس والرذاذ. تبدأ أعراض المرض مثل الإنفلونزا العادية، ويتطور إلى سعال واحتقان فى الزور وارتفاع فى درجة الحرارة، وصداع، وإسهال، وهو خطير على أصحاب المناعة المنخفضة، حيث إنه لا يوجد علاج له، ويطرده الجسم مستخدماً فقط مناعته الطبيعية، ويمكن أن يتطور إلى حدوث التهاب فى الجهاز التنفسى، «التهاب رئوى»، وتضخم فى الرئة، وقد توفى بالفعل أكثر من نصف المصابين بهذا المرض.
وينتقل المرض من شخص إلى آخر، عن طريق التنفس والرذاذ الناتج عن العطس، والتعامل المباشر مع الفيروس، حيث إن الفيروس لا يموت إذا كان خارج الجسم البشرى بل ينتقل من شخص إلى آخر، ويجب أن يعزل المريض تماماً عن الأشخاص الأصحاء، وأن يجلس الأصحاء المحاطون بالمرضى فى مكان ليس شديد البرودة أو الحرارة، مع استخدام كمامات طبية، وتهوية المنزل، والابتعاد عن الأماكن الرطبة». تذكرت الكلام الذى نسيته فقد مضى عليه 6 سنوات، ولكنه أكد لى نظرية تعاملى مع الجائحة التى تجتاح العالم وتحبس الناس وتحظر نشاطهم إلى حد تأثر 2.4 مليار إنسان حول العالم اقتصادياً، كما تقول تقارير الأمم المتحدة.
الأزمة ليست فى منشورى فهو يعبر عن طبيعتى المهتمة بمتابعة كل ما يخص حياة البشر وشرحه وتوضيحه وبخاصة فى بلادى، ولكن فى كم المعلومات التى تتجمع لديك عن تاريخ الفيروس ليس فى منشورى فقط ولكن فى عالم الكتب والدراسات أيضاًً. فكما هو واضح من كلامى فإن المنشور العائد إلى أبريل 2014 يتناول نفس الأعراض وطرق الوقاية والنتائج التى يسببها كورونا «كوفيد 19» اليوم. فلماذا لم تتحرك وقتها شركات الأدوية ومراكز دراسة الفيروسات ومكافحة العدوى فى بلاد العالم المتقدم؟ وبخاصة أن الأمم المتحدة تصدر فى كل عام قائمة بالأمراض الخطيرة التى على العالم الحذر منها واتخاذ الإجراءات اللازمة ضدها؟
بالإضافة إلى ذلك فقد نشر عالم المعرفة الكويتى ترجمة لأحد الكتب المهمة فى عام 2014 حمل اسم «الفيض - أمراض الحيوانات المعدية وجائحة الوباء التالية بين البشر»، وكان المؤلف هو ديفيد كوامن، وهو كاتب علمى معروف بكتاباته تلك. وحذر فى كتابه من جائحة يتعرض لها العالم يتسبب فيها فيروس ينتقل للبشر من القرود أو الخفافيش أو البقر أو أى حيوان. ثم ذكر فيروس كورونا تحديداً بالنص قائلاً: «على أن بعض العلماء يخشون من أن جائحة الوباء التالى التى تهدد العالم قد تنبثق عن فيروس معروف، ولكنه يكمن فى عائل خازن متربصاً للظروف اللازمة لانتشاره وانتقال العدوى للإنسان مثال ذلك فيروس الكورونا».
أى أن فكرة المرض والجائحة وإصابة الملايين ليست بالجديدة، كما أن الخوف من فيروس كورونا بالتحديد وما ينبثق تحته من مصنفات ليس بالجديد أيضاً، سواء فى أخبار سبق التعامل فيها معه كمسبب للمرض أو فى كتب عالمية وتمت ترجمتها أو كمخاوف للعلماء. إذاً من غير المنطقى التعامل مع الفيروس ومستجداته كمفاجأة للعالم. ومن غير المنطقى أن يعلن العالم أنه ما زال يبحث عن لقاح ودواء له، ومن غير المنطقى أن يتم التعامل معه وكأنه صدفة تسببت فى نشر فيروس من الصين للبشرية.
فى فبراير 2018 وضعت منظمة الصحة العالمية مفهوم المرض إكس وقالت إن وضعه يسعى للاعتراف بإمكانية حدوث وباء جديد ناجم عن مُمْرِض غير معروف وإعداد مقدرات البحث والتطوير اللازمة للاستجابة. فهل لم تكن المنظمة الدولية على علم بإكس كوفيد 19؟