الشيخ بدار ابن "مجول".. قارئ الخلافة العثمانية وأحد أهم قادة ثورة 1919
تسجيلاته الصوتية نادرة جدا.. وتخلص من أحدها لرفضه مبدأ التسجيل
الشيخ بدار
الشيخ منصور بدار من أبناء قرية مجول مركز بنها كان قارئا للسلطان عبدالحميد قبل الثورة وكان صديقا لسعد زغلول، لقب بـ"قارئ الثورة"، اعتزل التلاوة عام 1937 م وقيل إن الشيخين عبدالباسط ومصطفى إسماعيل يتبعان طريقته في التلاوة.
"بدار" هو مؤسس الدولة التعبيرية، حيث تتميز قراءته بتعبير عن حال المتكلم فإن كان فى حالة غضب استخدم رست/جواب، وإن كان حالة حزن استخدم البياتى/جواب، وإن كان حالة يأس استخدم البياتى/قرار.
هو ثالث الكبار الذين أنجبتهم أرض الكنانة فى دولة التلاوة قال فيه الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله "كنا ونحن صغار نتفقد أخبار قراء القرآن الكريم الذين اشتهروا بين الناس بجمال الصوت حين يجودون القرآن..فإنهم في واقع الأمر كانوا نجوم المجتمعات الريفية، وكانت رؤيتنا لهم أثناء زيارتهم لإحدى القرى، لإحياء الليالي لدى الأثرياء، تسبب لنا سعادة غامرة ونظل نتحدث عن هذه المناسبة طويلا".
وأضاف الشعراوي: "في عهد تكويني كانت الأخبار تصلنا عن واحد من أهم مشاهير القراء الذين طار صيتهم في كل مكان وهو الشيخ منصور بدار الذي اشتهر باسم قارئ الخلافة العثمانية وهو صاحب الصوت الذهبي الذي سافر إلى تركيا في فترة الخلافة العثمانية أي قبل الحرب العالمية الأولى، وكان يتميز بارتدائه للطربوش والبنطلون وقد صيغت الكثير من الأساطير التي لاحقت هذه الشخصية ومنها كان ذات مرة يقرأ في أحد مساجد العاصمة التركية وتصادف أن واحدا من أكبر المسئولين عن الحكم قد حضر إلى المسجد، ودخل ثم جلس والناس ذاهلون عنه بصوت الشيخ بدار، فلم يحس أحد بدخوله، وقيل إنه كان ينظر إلى جمهور السامعين ليعرف عددهم فيرفع صوته أو يخفضه طبقا لعدد الحاضرين وقيل إن الأمراء كانوا يخصونه بالاستماع دون غيره من القراء.
وقيل عن الشيخ بدار إن السلطان عبدالحميد كان يؤثره على غيره، وكان مقربا منه ولما سقطت الخلافة العثمانية بسقوط السلطان عبدالحميد، عاد الشيخ بدار إلى مصر بعد الحرب العالمية الأولى حيث اشترى الشيخ منصور بدار عزبة قريبة من قريته شبلنجه مركز بنها وأصبح الشيخ منصور بدار صديقا للزعيم سعد زغلول الذي أحب صوته فقربه إليه في مجالسه ومؤتمراته حتى إنه سمي بقارئ سعد زغلول والذي كان يصر دائما على أن يفتتح الشيخ بدار مؤتمراته السياسية بالقرآن الكريم.
وحينما حاصرت السلطات بيت الأمة بيت سعد زغلول، وكان يكتظ بالزعماء السياسيين وبينهم الشيخ منصور بدار، استطاع الشيخ بدار الخروج والدخول إلى البيت دون أن يترك في نفس الحراس أدنى شك أو ريبة لظنهم أنه مجرد قارئ للقرآن الكريم فتركوا له حرية الحركة كيفما شاء.
ولم يدر بخلد أحد من الحراس أنه كان يخفي تحت جبته المنشورات السعدية التي كانت تتسرب من خلاله إلى جموع الشعب خارج بيت الأمة فتثير حماسهم الوطني ضد الاستعمار.
الشيخ بدار رحمه الله كان يرفض مبدأ التسجيل أساسا وهذا سبب أساسي لندرة تسجيلاته بل يقال إنه أوصى بعدم نشر تسجيلاته.
حفيد بدار قال إن أحد الناس حاول وسجل للشيخ دون أن يعلم ذات مرة وعثر الشيخ على آلة التسجيل وحطمها وكان هذا في مسجد من المساجد.
الشيخ بدار انقطع عن القراءة في المحافل العامة في الأربعينيات تقريبا إلى جانب أنه لم ينضم أساسا للإذاعة، واعتزل الشيخ التلاوة عام 1937 م.
توفى الشيخ بدار عام 1967م بعد عمر قضاه فى خدمه كتاب الله.