مكتشف فضيحة أمريكا في العراق: هناك الكثير من الألغاز حول التعذيب في سجن أبو غريب
ما حدث في سجن "أبو غريب" لم يكن مفاجأة.. وتقرير "تاغوبا" كشف الحقيقة
لست متفائلا بتقرير الاستخبارات الأمريكية عن التعذيب في معسكرات الجيش
سيمور هيرش، الصحفي الاستقصائي الأمريكي، أول من اكتشف ووصف بالتفصيل ما حدث في سجن أبو غريب بالعراق، من انتهاكات بحق السجناء العراقيين، تحدث للتليفزيون الألماني، وقال إن ما حدث بسجن "أبو غريب" لم يكن مفاجأة بالنسبة له، مشيرا إلى أن منظمات دولية لحقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية، ومنظمة "هيومن رايتس ووتش"، أشارتا قبل ذلك بأشهر إلى الظروف الكارثية في السجون الموجودة بالعراق، وتم تجاهل تلك التقارير إلى حد كبير من قبل وسائل الإعلام، لأنها كانت تحتاج إلى أدلة إثبات، مثل صور ووثائق، وهذه لم تكن متوافرة.
وبسؤاله عن كيفية التوصل إلى الأدلة في فضيحة "أبو غريب"، قال: "تمكنت من الحصول على نسخة من تقرير تاغوبا، اللواء تاغوبا، رجل رائع وشريف، انتهت بعدها مسيرته المهنية، وقتها تمكن من كشف الحقيقة حول أبو غريب".
ووصف "هيرش" الحروب بأنها تشهد جرائم فظيعة، بقوله: "نحن جميعاً نعلم أن الحروب تشهد حدوث أشياء فظيعة، والحديث عن ذلك لا يغير من الواقع شيئاً، وراءنا آلاف من السنين المليئة بالحروب الوحشية، والسبيل الوحيد لوقف الانتهاكات وجرائم الحرب، هو أن تتوقف الحروب ذاتها، ولكن لا يبدو أن الأمور تسير بهذا الاتجاه".
وتوقع "هيرش" أن تتكر مأساة أبو غريب مرة أخرى، بقوله: "أحداث كالتي وقعت في أبو غريب يمكن أن تحدث في كل الحروب، ليس بالضرورة العري والإذلال الجنسي، فهي أمور تبدو غير عادية، ولكن التجاوزات تحدث في كل وقت، وهناك الكثير من جرائم الحرب، فالجنود يتدربون على ذلك في الحرب، ويتعلمون عدم النظر إلى الخصم على أنه إنسان".
وقال الصحفي الأمريكي: إن أوباما أكثر ذكاءً وأكثر اطلاعاً من الرئيس جورج بوش، لكن السياسة الخارجية هى نفسها، مشيرا إلى أن أمريكا كان يمكن أن تكون أفضل حالاً اليوم لو أنها تركت الروس يواصلون حربهم في أفغانستان قبل 30 عاماً، وحدث الخطأ في نهاية عهد كارتر، عندما أوقفت الولايات المتحدة تدخل الروس في أفغانستان، وأوباما الآن يواصل الحرب على الإرهاب، و"أنا لا أفهم لماذا لا تزال أمريكا تقتل الناس خفية بواسطة طائرات بدون طيار، خاصة إذا عرفنا أن الولايات المتحدة لم تجلب لنفسها بذلك إلا المزيد من الأعداء".
وبسؤاله: "هل ما زال الأمريكيون يهتمون اليوم بذلك الحدث الدرامي"، قال: "انتهى الأمر، خاصة بالنسبة للشباب، فهؤلاء لا يعرفون سوى القليل عن حرب العراق، رغم أنها لم تنته إلا قبل بضع سنوات، بالطبع سيكون هناك عدد من التقارير حول أبو غريب، ولكن، بشأن الدروس المستفادة من ذلك، يمكن القول إنها قليلة جداً".
وعن تقرير التعذيب، الذي أعدته وكالة الاستخبارات الأمريكية، والمكون من 6000 صفحة، والذي تحدث عن استخدام الجيش الأمريكي لطرق غير شرعية للاستجواب والتعذيب، قال: "أشك في ذلك كثيراً، التقرير مفيد بالتأكيد للفت انتباه الرأي العام، ولكنه لن يحمل الكثير من المعلومات الجديدة، بالإضافة إلى ذلك، فإن وكالة الاستخبارات كانت متصلة بأجهزة الكمبيوتر الخاصة بلجنة الكونجرس، التي أعدت التقرير، لست متفائلا جداً بأن هذه الأوراق سوف تغير فلسفة الحرب الأمريكية، المشكلة لا تكمن في الاستجوابات، وإنما المشكلة هى الحرب".
وِأشار سيمور هيرش إلى أنه ما زال هناك الكثير من الألغاز حول سجن أبو غريب، التي لم أتمكن من حلها تماماً، مثل "كم عدد المسؤولين في القيادة، الذين كانوا يعرفون عن التكتيكات المتبعة في سجن أبو غريب؛ هذا السؤال ما زلت لا أستطيع الإجابة عليه بدقة".