صديق بطل حادث بئر العبد: كان مولود للميري.. وتمنى الشهادة
الشهيد الملازم عبد الحميد صبح الإمام
عبوة ناسفة، زرعتها عناصر الإرهاب الخسيس، في منطقة بئر العبد بشمال سيناء، لتستهدف أبطال الجيش الذين يسعون جاهدين لحماية وطنهم، تسببت في تدمير إحدى المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد ما أسفر عن استشهاد وإصابة ضابط وضابط صف و8 جنود.
الملازم عبد الحميد صبح الإمام، كان أحد شهداء تلك الواقعة، الذي سال دمه الطاهر على تراب سيناء الغالية، تاركًا خلفه أسرة تتألم لفراقه، وزملاء وأصدقاء صدمهم خبر استشهاده.
الشهادة تختار أصحابها، والضابط عبد الحميد كان أهلا لها، وفقًا لما قال إسلام سيد صديق الضابط عبد الحميد في الكتيبة، لافتًا إلى أن الجميع شهد له بالكفاءة وحسن الخلق والتفاني في العمل.
صدمة كبيرة أصابت "سيد" حينما علم بخبر استشهاد الضابط عبد الحميد، لتتملكه حالة من عدم التصديق، "قولت معقوله طب إمتى وإزاي، ده كان لسه من فترة قريبة معايا وبنتكلم عن ميعاد جوازه، ومبسوط إنه رايح سينا"، حسب حديث "سيد" لـ"الوطن".
يروي الملازم أول، كواليس الفترة التي قضاها مع الشهيد في الكتيبة التي جمعتهم، قبل أن يسافر لينال الشهادة، "كان منقول لكتيبتنا جديد، وقدر في فترة قصيرة يحبب كل العساكر فيه، وقولتله في مرة اهدى يا عم أنا كده هغير منك العساكر بقت تحبك أكتر مني يا عم".
لطالما تمنى "الإمام" الشهادة وقالها صدقا في حوار دار بينهما وطالما تحدثوا عنها سويًا، "لما عرف إنه قرار نقله لبئر العبد في سينا سألته انت مش خايف؟، قالي لما بفتكر الخير اللي ربنا شايلهولي لو استشهدت بحس إن نفسي أنولها".
على الرغم من أن الشهيد كان حديث التخرج إلا أنه تأقلم بشكل كبير مع الحياة العسكرية، وكأنه ولد لها، "ربنا يرحمه ويغفر له دي سنة الحياة"، وعن تفاصيل آخر لقاء بينهم قال: "آخر مرة شوفته وأنا بسلم عليه، قولتله خد بالك من نفسك، قاللي متقلقش انت عارفني هروح أعلم عليهم وارجع".