ممرضة بعزل بلطيم: طلبت التطوع لخدمة مرضى كورونا واحتسبت عملي لله
عتاب منصور، ممرضة وبطلة فى الجيش الأبيض بمستشفى عزل بلطيم
حبها للمساعدة منذ صغرها، ووصايا والدها بالمرضى خيراً، دفعاها لطلب الانضمام للأطقم الطبية بمستشفى العزل ببلطيم، عقب تخصيصه من وزارة الصحة لعزل الحالات المُصابة بفيروس كورونا المستجد.
ورغم صغر سن الممرضة عتاب بهنس وحداثة تخرجها من معهد التمريض بمستشفى العبور، إلا أنها لم تردد لحظة فى عرض انضمامها على الدكتور محمد كمال بسام، مدير مستشفى العبور للتأمين الصحي بالمحافظة، الذى دعم قراراها وشجعها.
تقول "عتاب" البالغة من العمر 22 سنة، "مكنش ينفع تجيلى فرصة أساعد مريض وأتاخر، أبويا دايماً يوصينى بالمرضى خيراً، وربناي على تقديم المساعدة لأي حد وفي أي وقت، ولما جت فرصة أقدر أخدم بلدي وأساعد المرضى الأكثر احتياحًا لينا فى المرحلة دى، متأخرتش".
والدي دعمنى ووالدتي بكت وقالتلي أنا مستخسراكي في الموت
شعور بالرهبة تبعه خوف كبير لدى دخول الممرضة الشابة إلى مستشفى العزل ببلطيم لأول مرة، فمنذ تخرجها وهي تعمل ممرضة بقسم الباطنة بمستشفى العبور للتأمين الصحى، لكنها سرعان ما تغلبت عليه برفقة زميلاتها، وبتشجيع من الأطباء الذين كان فى نفس الفوج معها، حسبما تروي.
وتابعت، أن ضربات قلبها كثيرًا ما ارتفعت خاصة عند التعامل مع الحالات الأشد خطورة، لكن إيمانها بأنها تقوم بعمل بطولي مع زملائها، وتسلحها بدعوات والدتها جعلتها تتغلب الخوف، "كنت عارفة إنى ممكن مرجعش سليمة، أو مرجعش خالص، لكن احتسبت إن ده جهاد عند ربنا، ودا كان بيصبرني".
التجربة أكسبتني الثقة وأضافت لحياتي.. وسأكررها
قبل سفرها كانت الفتاة فى حيرة من أمرها، كيف ستخبر والدتها التى لم تستطع الابتعاد عنها كل هذه المدة، لكن إيمانها بعملها كان دافعًا لإخبار والدتها رغم صعوبة الموقف: "كنت واثقة من دعم والدي، لأنه ربانى على حب الخير، لكن فراق والدتي كل هذه المدة كان صعب، قعدت مع نفسي كتير أفكر ازاي أعرض عليهم، لحد ما قررت أقولهم إني اختارت أروح علشان دى مسئولية، والدى رحب ووالدتي، عيطت وقالتلي أنا معنديش مانع بس أنا يابنتي مستخسراكي فى الموت".
مواقف كثيرة صعبة مرت بها الممرضة الشابة داخل جدران مستشفى العزل ببلطيم، لكن بشكل عام كانت التجربة مختلفة، حيث أضافت لحياتها الشخصية والعملية، وأكسبتها ثقة كبيرة فى نفسها، "مريت بمواقف صعبة، أقساها حينما استقبلت طفلين شقيقين 4 عمرهما 4 أعوام وعامين، ووقتها انهارت وبكيت، وكذلك حينما استقبلنا زملاء لنا مصابين بالفيروس".
ورغم ذلك تقول الممرضة الشابة، "هاكرر التجربة مرة تانية، حسستنا بقيمتنا، وأهمية دورنا، ويكفينى شرف إني نلت لقب بطلة فى الجيش الأبيض".