أحمد الفولي.. قصة صاحب أقدم مسجد وأشهر ضريح بالمنيا
المحافظ في زيارة سابقة لمسجد الفولي
"منيا الفولي"، هكذا عُرفت محافظة المنيا، نسبة إلى مسجد الشيخ أحمد الفولي، والذي يقع ضريحه ومسجده، وسط المدينة بشارع كورنيش النيل.
مر على إنشاء هذا المسجد أكثر من 400 عامًا، ورغم ذلك ما زال الأهالي يتوافدون عليه من شتى بقاع الجمهورية، قاصدين التبرك والدعاء، حتى أن بعض المرضى وأصحاب الحاجة يزورون المقام لقراءة الفاتحة والتبرك بالمكان.
المسجد يبلغ ارتفاع جدرانه من الخارج 12 مترًا، ومنارته بالهلال ارتفاعها 38 مترًا، كما ترتفع أرضه عن الشوارع المحيطة به 1.50 مترًا، وحوائطه جميعها مبنية بالطوب الأحمر ومكسوة من الخارج بالحجر الصناعي، وأسقفه من الخرسانة المسلحة، وسلالم المدخل وأرضيته من الموزايكو، والقبلة والجزء الأسفل من الحوائط الداخلية بإرتفاع 1.20 متر مغطاة بالموزايكو المزخرف بحليات عربية، ونقشت الأسقف بزخارف عربية دقيقة بألوان متعددة.
ويحرص المئات من أهالي القرى والأحياء الشعبية في المنيا، على حضور الاحتفال السنوي الذي تقيمه الطرق الصوفية، بمولد العارف بالله سيدي أحمد الفولي، والذي يتزامن مع الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، يوم 27 رجب.
وقال الشيخ ربيع عبد العظيم نائب الطريقة الرفاعية لبندر المنيا، إن المحبين يتوافدون طوال العام بشكل يومي علي ضريح الفولي، من أجل زيارته والتبرك به، مشيرًا إلى أن الفولي هو علي بن محمد بن علي، ولد عام 990 هجرية، وجاء من اليمن إلى مصر، وتلقى العلوم بالأزهر وسار على المذهب الشافعي، وتزوج من أهل المنيا وعُرف بالمدينة "بأبي أحمد الفولي".
وبحسب نائب الطريقة الرفاعية، ذاع صيت "الفولي" لما عرف عنه من تصوف وصلاح وزهد واستقامة، وتبحر في علوم الشريعة اللغوية والصوفية، وكرس حياته في الإرشاد لأبناء المنيا والوافدين من أرجاء الصعيد، وله تفاسير لبعض آيات القرآن.
وروى، أنه عندما توفى عام 1076 هجريًا أي بعد عمر يناهز 85 عامًا، دُفن في ضريح خاص بزاوية أنشأها في حياته على شاطئ النيل الغربي، ثم أسس المسجد بعد استمرار توافد الزائرين.
وكان اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، قد تابع في شهر يناير الماضي أعمال التطوير والصيانة التي تجري بالمسجد، والذي يعد من المعالم الهامة بالمدينة وأحد أهم وأقدم المساجد بالمحافظة.
ووجه المحافظ بسرعة الانتهاء من الأعمال طبقًا للجدول الزمني المحدد، مع مراعاة المواصفات القياسية والفنية في التنفيذ وبدقة عالية، وزيادة المداخل للمسجد، مع توسعة وتهيئة مصلي للسيدات بشكل لائق.
وقال المهندس هشام توفيق مدير الوحدة الفنية الهندسية بالمحافظة، إن الأعمال الجاري تنفيذها تشمل صيانة دورات المياه ودهان الواجهات والحوائط الداخلية، وأعمال صيانة للكهرباء، وزيادة الإضاءة بالمنطقة المحيطة بالمسجد، وذلك بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا.