يقع وسط القلعة ومزج كل فنون العمارة..حكاية مسجد الناصر محمد بن قلاوون
استغرق بناءه 4 شهور و25 يومًا
مسجد الناصر محمد بن قلاوون
وسط القلعة يقع واحد من أجمل المساجد حول العالم، كونه تحفة معمارية، مزج القائمون على تصميم مسجد الناصر محمد بن قلاوون، بين كل الفنون المعمارية، ويقع المسجد كما يصفه المؤرخ "المقريزى" في كتابه، في منتصف القلعة، ويعود تاريخ إنشائه، إلى عام 718 هـجرية، إلى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذى استمرت فترة حكمه قرابة أربعة وأربعين عاما.
يعرف الجامع باسم الجامع "الناصري" أو جامع الخطبة بقلعة الجبل، الذى حل محل جامع قديم بالقلعة يرجع إلى عهد الملك الكامل، فقد كان يوجد بالقلعة على عهد الظاهر بيبرس جامع وهو الجامع الذى خطب فيه الخليفة العباسى الحاكم بأمر الله، ويرجع التحفة المعمارية للمسجد بما تحتويه من مداخل متعددة وصحن مكشوف وقبة خضراء فوق المحراب تشبه قبة المسجد النبوى، حسب كتاب تاريخ الأثار والعمارة الإسلامية.
ويقول "المقريزي" في كتابه "منتصف القلعة": "يتكون التخطيط المعمارى لجامع الناصر محمد بن قلاوون، الذي انتهت عمارته في 4 شهور و25 يومًا، من مساحة تخطيطها مربع الشكل تحتوى على أربعة إيوانات كل واحدة منها تشكل مذهبا من مذاهب الإسلام، كما أن للمسجد ثلاثة مداخل، الأول "الرئيسى" يقع فى الشمال الغربى وتوجد فوقه لوحة تأسيسية من الرخام باسم الناصر محمد بن قلاوون مؤرخة بتاريخ البناء الأول سنة 718 هـ، بينما الباب الثانى يقع فى الجانب الجنوبى الغربى، فى حين يحتل الباب الثالث شمال شرق المسجد، وعلى عكس المتوقع فى مثل هذه النوعية من المساجد، فإن واجهة المسجد تخلو من أى زخارف على غير عادة أهل هذا العصر، والذين كانوا يهتمون بالزخارف".
ومسجد الناصر بن قلاوون، هو أحد المبانى المعلقة، وقت بنائه حيث كان يوجد تحته طابق آخر، أما تخطيطه من الداخل فإنه صمم على غرار الجوامع الأولى المبكرة إذ يتوسطه صحن مكشوف به أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة الذى يقع أمام محرابه القبة الخضراء وهذه القبة محمولة على عشرة أعمدة من الجرانيت، ضمن 74 عمودا كل عمود يختلف عن الآخر فى الشكل والعصر الذى ينتمى إليه، حيث توجد أعمدة من العصور الفرعونية، البطلمية، والرومانية ومنها ما هو منقوش بزهرة من اللوتس الفرعونية أو رسومات تعبر عن العصور الأخرى.
وكغيره من الجوامع الأخرى، يلف جامع الناصر محمد بن قلاوون من أعلى فتحات نوافذ كانت قديما مغطاة بأحجبة جبسية رائعة الجمال، أما منبر الجامع فهو من الرخام الملون وكذلك الأرضية، وبالرواق الشرقى للمسجد يوجد كرسى للمصحف من خشب الورد وحليت جوانبه بالأطباق النجمية المطعمة بالصدف.