بئر مياه صدقة جارية على روح "اللواح" من تلاميذه الأفارقة: تكفل بنا خلال دراستنا بمصر
الغوري: صداقتنا استمرت 16 عاما.. وكان يفعل الكثير من أعمال الخير
بئر المياه
اسم تردد على أسماعنا، لا نعرف عنه إلا أنه طبيب مات في ميدان الطب مواجها لكورونا، لكنه كان له وقع آخر على مسامع محبيه وتلاميذه. بلغ خبر وفاته إلى أصدقائه في مصر فقرروا إحياء اسمه بالصدقة الجارية وعندما وصل الخبر إلى أطباء تكفل بهم بسنوات دراستهم أعلنوها: "نحن معكم" ليظل اسم "اللواح" وتأثيره ممتدا كنهر يسقي ما يمر به.
بئر مياه صدقة جارية على روح شهيد الجيش الأبيض الدكتور أحمد اللواح أستاذ التحاليل الطبية بجامعة الأزهر.. تلك هي الفكرة التي نفذها أصدقاءه وتلامذته بهدف التعبير عن مدى حبهم وإخلاصهم له، وتوثيق ذكراه وعرفانا بجميله معهم، وذلك بعدما توفي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا في 28 مارس الماضي.
صداقة 16 عاما كانت دافعا للدكتور محمد الغوري للتفكير في إنشاء صدقة جارية على شهيد الجيش الأبيض الدكتور أحمد اللواح، والتي بدأت عندما التقي به في عام 2004، في صالون ثقافي أقامه المهندس عبدالمنعم الغروري، "ومنذ ذلك اللقاء ونحن اصدقاء على تواصل مستمر.
"وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، أعمال خيرية كثيرة دارت في رأسه تنوعت ما بين التبرع بالمستشفيات أو للمساجد، إلا أن تلك الآية من سورة المائدة ألهمته لإنشاء بئرا للمياه في دولة غانا، "الأبرز في الأمر أن البئر فكرته هي إغاثة المرضى، فالماء بالنسبة للمناطق الوبائية حياه".
فور أن علم عدد من الطلاب الأفارقة الذين تتلمذوا على يد الدكتور "اللواح"، طلبوا المساعدة في إنشاء البئر، فشاركوا بمتابعة عمال الحفر ومساعدتهم منذ الفكرة وحتى الانتهاء دون أي مقابل، "الدكتور أحمد ساعد الكثير من الطلاب الأفارقة، حينما نزل طلاب أيتام من غرب أفريقيا لدراسة الطب بمصر، تكفل بسكنهم والكتب والملازم خاصه بهم، وقال: كفالة اليتيم تجعلنا مع الرسول كهاتين السبابة والوسطي، فكيف باليتيم الطبيب الذي سيكون جندي يحارب المرض والوبائيات في مجتمع يعاني من الملاريا والتيفود، فهم أولادي وزملاء المستقبل".
يخدم البئر أكثر من 800 شخص، ويمتاز بوجود حوض متصل به لسقي الطيور والحيوانات من الماء المهدر خلال عملية التعبئة، "وبذلك نكون سقينا الإنسان والطيور والدواب (وفي كل كبد رطبة أجرا)".