أهالي ترعة الزمر: الكوبري قتلنا واحنا مش مخالفين ومحدش راضي يسمعنا
سكان العمارات الملاصقة يقترحون تقليل عدد الحارات: ومسؤولون: ما ينفعش
أهالي ترعة الزمر
أمتار قليلة تفصل بين محطة مترو فيصل وكوبري ترعة الزمر، والذي انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب التقارب الشديد بين أجزاء من الكوبري وعقارات مجاورة له وسط استياء من أهالي المنطقة، والذين اعتبروا أن هذا الأجزاء حرمتهم من حقوقهم في التمتع بالنظر إلى الشارع دون كتل خرسانية تعيق الرؤية.
"الوطن" انتقلت الى منطقة ترعة الزمر للتأكد من الصور المنتشرة للكوبري، وتبين بالفعل ملاصقته لبعض العمارات، فلا يكاد لا يفصله عن عقار رقم 11 بالمنطقة سوى عدة سنتيمترات لا ترى بالعين المجردة.
الدخول إلى مكان الإنشاءات كان أمرًا غير يسير، بسبب معدات الحفر والأخشاب المنتشرة بجوار الكوبري، إلى جانب إعاقة الكوبري للمارة من الناحية اليمني واليسرى له، حتى أنه لا يمكن الوقوف لثلاثة أفراد جوار بعضهم البعض، بسبب الحوائط الحديدية التي تحيط بأسفل الكوبري.
تجولنا داخل الحارة اليمنى عند الدخول من إتجاه محطة مترو فيصل.. المحال جميعها مغلقة، ولا يوجد سوى سوبر ماركت وصيدلية تفتح أبوابها للجمهور.
وفي الطابق الرابع من العقار رقم 111، وتحديدًا داخل البلكونة الخاصة به، كانت الأخشاب والكتل الخرسانية ملاصقة للكوبري، وكان وضع الأسياخ الحديدية أمام البلكونات يوحي بأنه سيتم غلق البلكونات بالكتل الخرسانية والأسوار.
وبالقرب من الكوبري وقف محمد سرور، أحد سكان المنطقة، يعدد لنا المشكلات التي تسبب فيها توسعة حارات الكوبري بهذا الشكل، حيث يشير إلى أن العمارات في تلك المنطقة تمتلك رخصة بناء ووضعها القانوني صحيح: "العماير كلها مرخصة لأن ده شارع رئيسي، ومينفعش يتم البناء في الشوارع الرئيسية دون ترخيص"يمسك بطرف الحديث أحمد عبد النبي، صاحب مطعم بيتزا بالعمارة رقم 113، أحد العمارات الملاصقة للكوبري، ويقول إن هذا الوضع بدأ منذ عام مضى، ولم يتم حل تلك المشكلة حتى الآن: "ليه ما يقللوش عدد الحارات، يعني فيه 8 حارات، منها 4 رايح، و4 جاي، ليه ميبقوش 6بس".
ويتابع: "كان معايا 15عامل، دلوقتي بقينا 3 عمال بس، لأن من وقت ما اشتغلوا ومش عارفين نشتغل، ليه ما يكونش زي وضع الكوبري من ناحية مترو جامعة القاهرة، لأن عدد الحارات هتقل".
ويضيف: "فين الشمس اللي هنشوفها.. مش هنشوف غير مناظر عربيات وخبط ودوشة.. ده غير القلق من السرقة لأن الكوبري شابك في العماره وسهل أي حد يدخل لينا من البلكونات".
ويقول أسامة فايز، موظف وأحد سكان العقار 111، أنه منذ عده أشهر لاحظ قيام الشركة المنفذة بإجراء مجسات في الشارع، وحينها أكدوا لنا أن الكوبري سيكون بعيدًا عن العقارات بحوالي 4 أمتار: "عند بدء البناء الفعلي العامود فعلًا بعيد، لكن الكمر الطاير قفل العمارات، والبلكونات ملاصقة للعمارات 111 و112و109و113.
ويقترح "فايز" أن يتم عمل نفق أو التقليل من عدد الحارات: "الأرض مسجلة شهر عقاري، ولو مخالفة كانت فين الإجراءات في حالة ثبوت المخالفة، احنا اندفنا بالحيا ومحدش اتكلم معانا في حاجة، ونستغيث برئيس الجمهورية".
من جانبه، قال المهندس محمود منصور، مستشار رئيس جهاز تعمير القاهرة الكبرى والمشرف على مشروعات الطرق والكباري: "المشروع مقسم إلى 3 مراحل، الأولى من المنيل حتى صفط اللبن بطول 5 كيلو، والتانية 2 كيلو، والتالتة من محور جامعة الدول حتى الوراق حوالي 5 كيلو وبنجهز ليها الطرح حاليًا، والمشروع عبارة عن 4 حارات في كل إتجاه، بهدف القضاء على الازدحام والتكدس المروري في الجيزة".
ويشرح مستشار رئيس جهاز تعمير القاهرة الكبرى الأساليب التي يتم الاستناد عليها عند إنشاء كوبري في حيز عمراني: "قبل أي شغل في مشروع، بنعمل نزع ملكية للمنفعة العامة، المحور طوله 30 متر، والأربع عمارات دي خارجة عن خط تنظيم الشارع، وإحنا كوزارة، بنعوض المواطنين اللي شغالين برخص، كل عمارة داخلة في التنظيم معمول لها حصر مساحة ومن بكره لو الناس دي غير مخالفة هيتعوضوا".
ويتابع: "هندسيًا لا يمكن تقليل مساحة العرضية الكوبري، لأننا درسنا حجم الحركة المرورية على الكوبري حتى 2035، ولما درسنا المشروع وفقًا للحصر المروري علشان يغطي حجم الحركة لو عملت 3 حارات هنيجي بعد 15سنة هنلاقي فيه تكدس مروري، وهيتقال ليه من البداية متعملش من البداية".
وأشار "منصور" إلى أنه لا يمكن مد أنفاق في تلك المنطقة، وذلك بسبب المعلومات الواردة من شبكة المعلومات بمحافظة الجيزة: "قابلنا مواسير هنا معمولة من سنة 1940، لما باجي أدق الخازوق على بعد متر ونص منها بتتكسر، فقررنا نغير المرافق، في المنطقة، وهنحمي السكان من خلال وضع حوائط خرسانية لمنع السيارات من السقوط عند الاصطدام".
ويقول المهندس أحمد يوسف مدير عام المشروع، أن الكوبري له عرض معين، وعدد حارات محددة، ولا يمكن تقليل العرض، لأن ذلك لا يصح هندسيًا: "لا يمكن عمل تقليل عرضي في الكوبري".