ما بين مؤيد ومعارض.. تباين الآراء حول تأجيل امتحانات الثانوية العامة
احمد حسن
تباينت أراء عدد من الطلاب وأولياء الأمور حول قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن تأجيل امتحانات الصف الثالث الثانوي إلى 21 يونيو المقبل، مع إتاحة الفرصة للطلاب المصابين بفيروس "كورونا"، وغير الراغبين في أداء الامتحانات هذا العام، الالتحاق بامتحانات العام المقبل، واحتسابه دور أول لهم وليس دور ثاني.
وشدد على توفير كل الإجراءات الاحترازية من تعقيم وغيره، للحفاظ على صحة الطلاب، وعلى الرغم من ذلك هناك طلاب وأولياء أمور فضلوا أن تكون الامتحانات في موعدها أول يونيو، لأن الوضع يسوء يوما بعد يوم، مشيرين إلى وجود الفيروس إلى أجل غير مسمى، فيما رحب آخرين بالقرار لسببين: "أولهما إعطاء فرصة أكبر للطلاب لمراجعة المنهج مرة أخرى، والثاني هو تخفيف الضغط العصبي لديهم بسبب زيادة الإصابات حاليا".
الالتحاق بكلية الهندسة حلم ينتظره أحمد حسن، 18 عاما، طالب بالصف الثالث الثانوي العام، وأحد سكان منطقة فيصل، منذ نهاية المرحلة الإعدادية وحصوله على مجموع عالي مكنه من الالتحاق بالثانوية العامة، وبدأ الحلم يكبر معه وجعله يقرر أن يتخصص شعبة "علمي رياضة"، كي يكون قريب من تحقيق حلمه، ومنذ بداية هذا العام حرص "حسن" على المذاكرة بشكل جيد، مكنته من اجتياز امتحانات المدرسين بأعلى الدرجات، ولكن مع بداية الفصل الدراسي الثاني تبدل الوضع رأسا على عقب، ووجد نفسه مضطر أن يعتمد على حاله بشكل كلى فى المذاكرة، وذلك بعد إغلاق مراكز الدروس الخصوصية، وتعليق الدراسة داخل المدارس، فيقول: "السنة دي أغرب سنة شوفتها في حياتي، ومش عارف لسه مخبية لنا إيه تاني".
وأضاف أنه فرح بتأجيل الامتحانات، نظرا لزيادة أعداد الإصابة خلال هذه الفترة: "الدنيا كلها خايفة تنزل من البيت، وأهالينا كانوا مرعوبين من نزولنا"، وأنهى "حسن" حديثه، بقوله: "بتمنى بعد كل ده إني أجيب مجموع يدخلني الكلية اللي بحلم بيها، وده تحدي بالنسبة لي".
في حين رفضت ملك سعيد، 17 عاما، طالبة بالمرحلة الثانوية، شعبة "أدبي"، من سكان منطقة روض الفرج، تأجيل الامتحانات حتى نهاية يونيو، لكون الفيروس موجود دون الحديث عن نهايته قريبا، فتقول: "من وقت تعليق الدراسة وإحنا قاعدين على أعصابنا، وما حدش فينا فاهم إيه إللى بيحصل"، مضيفة أنها كانت تتمنى أن نظل الامتحانات في موعدها أول يونيو، كي يخف الضغط النفسي التي تمر به خلال هذه الفترة: "المشكلة إن السنة دي هي السنة الوحيدة اللي بيتحدد فيها مصيرنا، أي حاجة هتجيب هيضيع تعبنا طول السنين اللى فاتت".
وأوضح أنها تعتمد على نفسها في الذاكرة بشكل يومي كي تكون على أتم الاستعداد لأداء الامتحانات في أي وقت: "ما كنتش متوقعة إنها تتأجل تاني، لإن الوضع بيصعب كل يوم".
من جانبها سلوى محمد، 43 عاما، ربة منزل، تقطن بمنطقة الهرم، وولي أمر لطالب بالصف الثالث الثانوي، شعبة "علمي علوم"، تقول أنها مع تأجيل الامتحانات حتى نهاية يونيو، كي تكون هناك فرصة لمعرفة كيف سيكون الوضع مع بداية التعايش مع الفيروس، المعلن عنها منتصف يونيو المقبل: "التأجيل في مصلحة ولادنا مش ضده، لإنهم كده كده قاعدين في البيت، وهيخليهم يذاكروا مدة أطول"، مضيفة أنها ستجعل ابنها يدخل امتحانات هذا العام، كي لا يضيع سنه من عمره، في ظل التأكد من انتهاء الفيروس قبل بداية العام التالي: "السنة دي صعب تتعاش مرتين، إن شاء الله هيمتحن السنة دي ويدخل كلية الصيدلية اللي هو عاوزها".
اختلف الوضع كثيرا عند رشا أحمد، 35 عاما، من سكان المحلة، وولي أمر لطالب بالمرحلة الثانوية، شعبة "أدبي"، إذ ترى أن التأجيل منافي لصحة الطلاب ويجعلهم عرضة للاصابة بالفيروس، بسبب ارتفاع عدد الإصابات وعدم انخفاضه، فتقول: "الوضع مش بيتحسن بالعكس، عشان كده كان مفروض يمتحنوهم في أسرع وقت ممكن"، مضيفة أن الإجراءات الاحترازية المفترض اتباعها داخل اللجان كما هي، لم تختلف شيء في حين تأجيل الامتحانات: "المشكلة إن الفيروس شكله مطول معانا، ولو الوضع ساء أكتر من كده، أكيد هيأجلوا الامتحانات".
وأنهت "رشا" حديثها، بقولها: "ربنا يستر وتكون دي آخر مرة الامتحانات تتأجل، عشان ولادنا أعصابهم تعبت".