الورد والأغاني.. وسيلة "أحمد" مشرف العناية المركزة للاحتفال في العيد
"أحمد" ينوي تسهيل محادثة المرضى لأسرهم يوم العيد لتقريب المسافات
أحمد عبدالفتاح، مشرف التمريض بالعناية المركزة في مستشفى إسنا بالأقصر
بعد أن كان يحجز مكانه في الصفوف الأولى بأكبر مساجد الكرنك في الأقصر، حاملا معه الهدايا والألعاب لتوزيعها على أبناء أشقائه عقب تكبيرات وصلاة عيد الفطر المبارك، اختلف به الأمر للمرة الأولى بالنسبة له، فواجبه المهني حتم عليه هذه المرة قضائه داخل مستشفى إسنا للعزل بمحافظة الأقصر لمحاربة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" لرعاية المرضى بجانب الأطقم الطبية.
أحمد عبدالفتاح، مشرف التمريض بالعناية المركزة في مستشفى إسنا بالأقصر، التي لم يغادرها منذ 20 مارس الماضي، إلا لوفاة أحد أفراد أسرته، كلما انتهت فترته المكلف بها لمدة أسبوعين يتطوع من جديد للاستمرار في مكانه، لتتحول جدرانها إلى بيته الجديد والعاملين فيها هم عائلته، لذلك قرر الاحتفال معهم بعيد الفطر هذا العام بطريقة مختلفة لإدخال البهجة على الجميع وكسر حالة الخوف والقلق من كورونا.
كان لعيد الفطر مراسم خاصة بالنسبة لأحمد عبدالفتاح، حيث كان يطوف مع أبناء قريته بعد إفطار يوم الوقفة، لغناء أغاني العيد وإدخال البهجة على الجميع، ثم العودة للمنزل ومنها إلى المسجد لأداء الصلاة والتكبيرات، وعقب ذلك زيارة الأهالي للتهنئة، ومنها إلى المقابر لقراءة الفاتحة على موتاهم، وهو ما سيختلف هذا العام.
الورد البلدي والبلالين.. هم وسيلة ابن الأقصر البسيطة للاحتفال بالعيد في مستشفى العزل بسبب كورونا: "طلبت من ابن أختي يجيبلي ورد وييجي أول يوم العيد، وأنا طلبت 10 دست بلالين هعملهم بعد الفجر علشان بعد الصلاة أوزعهم على كل اللي في المستشفى"، وفقا لحديثه لـ"الوطن"، كونه يرى أن الفيروس المستجد لن يمنع على الإطلاق بهجة عيد الفطر.
كما قرر أيضا مع أصدقائه أداء صلاة العيد في المستشفى مع مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي، وإذاعة الصلاة التي سيبثها التلفزيون المصري عبر مكبرات الصوت، ثم أغاني العيد لكسر حالة الخوف والقلق بين المرضى، والتعب والإرهاق الذي تملك الأطقم الطبية والعاملين.
بينما تستعد أيضا مديرة التمريض لتحضير مفاجأة لهم، على حد قوله، كدعم معنوي مثلما اعتادت، ورغم صعوبة الموقف وترك "عبدالفتاح" لأسرته، إلا أنه حريص على محادثتهم عبر "فيديو كول" لتهنئتهم، قائلا: "مش زعلان، لأني هنا بأدي واجب أكبر وأهم، مقدرش أسيب الناس التعبانة دي، وإن شاء الله العيد الجاي يبقى الكل في بيته"، موجها رسالة لأسرته والشعب بالتهنئة بالعيد متمنيا رفع البلاء والمرض عن البلاد.
لم يقتصر الأمر على ذلك لدى مشرف تمريض العناية المركزة، حيث ينوي أيضا، تسهيل محادثة المرضى لأسرهم يوم العيد لتقريب المسافات وإسعادهم.
وأكد أن أزمة كورونا أتاحت الفرصة بالتعريف بدور الممرض والعديد من الجنود الخفيفة بالمستشفى، الذين يلعبون أدوارا مهمة بالعمل، مضيفا: "إحنا بنكمل بعض جوة المستشفى من قبل الوباء وبنراعي المريض وبعد الوباء كتير مننا بيتطوع عشان يفضل في مكانه يساعد الناس"، مبديا سعادته بتوجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي وأفراد الحكومة التحية والدعم لهم بأكثر من مناسبة وهو ما انعكس عليهم إيجابيا وربفع روحهم المعنوية.