علماء بالأزهر عن فتح المساجد: رخصة الصلاة بالبيت قائمة
النجار: على المرضى وكبار السن التزام بيوتهم ولهم أجر الجماعة
الدكتور أشرف النجار
عدد من إجراءات "التعايش" مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بدأت الحكومة المصرية باتخاذها، على أن يتم تطبيقها في الأيام القادمة، ومن بين هذه الإجراءات ما يتم الاستعداد له منتصف يونيو، من فتح المساجد مرة أخرى أمام المصلين، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات حول رخص الصلاة في المنزل لفئات بعينها، بالإضافة إلى الرأي الشرعي في الطريقة التي سيتم الصلاة بها بالتباعد بين المصلين، فضلا عن حكم الالتزام بهذه الإجراءات الاحترازية.
في هذا الأمر، يقول الدكتور أشرف النجار، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن الخطوة التي اتخذتها الوزارة للحفاظ على أرواح المصلين بغلق المساجد، آتت أكلها وآتت ثمارها بالحفاظ على النفس، وبسببها لم تصل أعداد المصابين من هذا الوباء أو المتوفين إلى الآلاف مثل البلاد الأخرى، وكان الأمر تحت السيطرة، متابعًا: "لما رأت وزارة الأوقاف أن الأمر يتطلب الآن بداية فتح بيوت الله، بدأت ببث شعائر صلاة التراويح بحضور عدد معين من المصلين من مسجد عمرو بن العاص ومسجد الأزهر الشريف، ثم كانت خطبة عيد الفطر وخطبة الجمعة، ثم رأت الوزارة أن تتخذ الإجراءات الاحترازية للحفاظ على المصلين، وكانت هناك النشرة التي وُزعت بأن لكل مصلي سجادة صلاة وإغلاق دورات المياه وغيرها من الأمور التي تحافظ على الناس".
ويضيف "النجار"، "نقول لأصحاب الأعذار والمرضى وكبار السن، عليكم ببيوتكم، وكذلك من يجد في نفسه بوادر الإصابة بهذا الوباء أو أي دور من أدوار البرد أو غيره فليحافظ على الآخرين ولا يذهب إلى المسجد بل يصلي في بيته، فإن النبي، صلى الله عليه وسلم، طلب من أصحاب الروائح الكريهة الذين أكلوا ثومًا أو بصلًا أن يعتزلوا المساجد حتى لا يؤذوا المصلين، فما بالنا بمن يشعر أنه مريض أو مصاب بهذا الفيروس، فهذا عليه أن يصلي في بيته، وأن الله سبحانه وتعالى سيكافئه ويكتب له أجر الجماعة، لأن الله ينظر إلى النية، فهناك من الصحابة من لم يخرجوا للجهاد مع رسول الله، ومع ذلك أخبرنا الرسول أن الله كتب لهم الأجر كاملا لأن النية كانت منعقدة على ذلك".
وحول طريقة الصلاة بالتباعد بين المصلين، يقول "النجار": "الصلاة العادية التي يلتصق بها المصلون بعضهم ببعض تكون في الظروف الطبيعية، أما في غير ذلك فهو جائز أن تتغير الطريقة، فإن النبي، صلى الله عليه وسلم، رخص في الحرب الصلاة بطرق مختلفة على سبيل المثال، ووجدنا ذلك في كثير من الحالات على عهد الرسول الكريم، فهذا لا غبار عليه، المهم أن يكون هناك هذا التباعد، وفي نهاية الأمر نحن نخضع لوزارة الصحة، فهي التي تقرر لنا صحة المواطن، وإذا قالت أن التقارب ليس فيه مشكلة نتقارب ونساوي الصفوف ونتلاصق، ولكن إذا قالت إن الأمر ما زال يحتاج إلى التباعد فنتباعد حتى تصل إلينا الفتوى الشرعية من الصحة، لأن الله سبحانه وتعالى قال اسألوا أهل الذكر، وهم أهل الذكر في هذا المجال، ويجب على المصلين الالتزام بهذه الإجراءات حفاظًا على الأرواح".
وتقول الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، إن منابر المساجد في هذه الفترة، وخاصة بعد قرار فتح المساجد مرة أخرى، تعتبر أعظم مكان يمكن أن يتم فيه ومن خلاله إصلاح سلوك الناس، مشيرة إلى ضرورة أن يتحلى من يتولى إدارة المساجد والصعود على المنابر في الفترة القادمة بالحذر والوعي الشديدين، وأن يحملوا على عاتقهم نشر كل الضوابط الصحية والإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها من حيث التباعد ووضع الكمامة والكف عن السلام والأحضان.
وتضيف "آمنة": "فتح المساجد سيكون بشكل مقنن، وفق ضوابط ومحاذير لابد أن يتم توفيرها بقوة، ولابد للشعب المصري أن يعرف معنى كلمة مقنن، ويدرك أهمية الحفاظ على الصحة، فهي أصل من أصول الدين لابد أن ندرك أهميته ونتمسك به في المسجد والشارع والمواصلات وفي كل مكان، مشيرة إلى ضرورة استغلال منابر المساجد بشكل حازم وفيه قوة الدين قوة التفسير للناس مع بيان أهمية حماية النفس الإنسانية التي تعد من الضرورات في الشريعة الإسلام، مع ابتعاد الناس عن أي شكل من أشكال الفوضى".