جزيرة سنجار الطبيعية بكفر الشيخ
تحيطها المياه من كل الجوانب، ويتجلى وقت بزوغ الشمس فى كل جوانبها، فترسم منظرا جماليا للمكان، يُمكن استغلاله سياحيا، يعتقد البعض أن بعضها خارج مصر، لكن الحقيقة إنها أماكن طبيعية لازالت يد الإهمال تحيطها، إنها جزر بحيرة البرلس الطبيعية، الواقعة بمحافظة كفر الشيخ.
تتميز تلك الجزر بالهدوء والنقاء، ووجود الكثير من البيئات الطبيعية والنباتات، التى تشمل مياه البحر الشاطئية، مياه البحيرة، شواطئ رملية، السبخات الملحية، الكثبان الرملية الغنية بالنباتات، وتنتشر نحو 28 جزيرة داخل البحيرة، والمسطحات الطينية، مستنقعات المياه العذبة، والبيئات العشبية بطول حوال فدانا من أصل 105 فدانين.
وتنتظر جزر محمية البرلس الطبيعية، قيام المسؤولين بتطويرها، وإدراجها ضمن سياحة اليوم الواحد، فبعض الجزر يذهب اليها سائحين من مختلف دول العالم، كجزر "الداخلة، الدشيمى وسنجار، الكوم الأخضر والشخلوبة"، فهي جزر آثرية، تقع فى نطاق مركزي البرلس وسيدى سالم.
والشخلوبة حازت على النصيب الأكبر من الشهرة، خاصة فى الأشهر الماضية، حينما بدأ إعلان مستشفى 500500 لعلاج السرطان، بلقطات منها، أثناء جلوس الطفل محمد أحمد إمام، بطل الإعلان على حافة المياه بها.
"الوطن" تفتح ملف "الجزر الطبيعية ببحيرة البرلس"، التي تُعد كنوز كفر الشيخ السياحية "المدفونة"، بعد قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالاهتمام بالمحميات الطبيعية وتطويرها، وبدأ خطط تطوير البحيرة، التي تُعد ثانى أكبر البحيرات الشمالية، بعد بحيرة المنزلة، من حيث الحجم وإنتاجية الثروة السمكية، الذي تصل إلى حوالي 55 ألف طن سنويا.
"جزيرة سنجار"، هى واحدة من أهم الجزر الـ28 الآثرية التى تقع غرب بحيرة البرلس، ويرجع تاريخ إنشاؤها لعصر رمسيس الثاني، حيث تشير المراجع الأثرية العربية والأجنبية إلى أن اليونانيين والرومانيين كانوا موجودين على تلك الجزيرة، بالإضافة إلى أنها شهدت العديد من المعارك للحملات الصليبية.
فضلا عن أنها كانت موطنا للأقباط، عبارة عن مساحات شاسعة من الأرض، تُقدر بنحو 600 فدانا، تُحيط المياه جوانبها، والنباتات والخضروات داخلها، فبمجرد أن تطئ قدماك بحيرة البرلس، عليك ان تستقل "لانشا، أو مركبا"، تسير فى سراديب كثرة داخل المسطح المائى، وقبل الوصول الى الجزيرة بنحو 10أمتار، يُقابلك حجراً كبيراً، وتصعد اليها لتجد لتجدها منظراً طبيعياً خلاباً.
يقول عبدالراضي أحمد، صياد، أحيانا أصعد لجزيرة سنجار، أستريح عليها بعض الوقت، خلال رحلة الصيد، أقف متأملاً كنوز الله الطبيعية المُهملة، فقد حبا الله جزيرة سنجار بمنظر يسر الناظر إليه، ويريح الصدر، مليئة بالنباتات، وغير مُستغلة، ومن الممكن ان تكون مزارا سياحيا لطبيعتها الجميلة، وبالرغم من أنها آثرية الا انها أصبحت خالية من الآثار بفضل قيام البعض قديماً بالتنقيب عن الآثار داخلها، على الرغم من أنها لها تاريخ آثرى كبير.
على متن مركب صيد صغير يقف سالم على، صياد، بالقرب من السرب المؤدى لجزيرة سنجار، يطرح شباك الصيد بمياه البحيرة، مؤكدا أنه منذ الصغر، يتخذ من هذه المنطقة مكانا للصيد.
وقال سالم: "باجى كل يوم أصطاد بالقرب من الجزيرة، وسمعت زمان أن تاريخها يرجع إلى اليونانيين، وكانت مدينة عظيمة، وبها الحدائق والكنائس الكبرى، وبالرغم من أنها أصبحت الآن خالية من كل هذا، إلا أنها ما زالت تتمتع بالعديد من الموارد الطبيعية والأثرية النادرة، التي تجعلها مقصدا سياحيا، لكن يستغلها أصحاب المزارع الخاصة القريبة، كمرتع للمواشي الخاصة بهم، ونتمنى ان يتم استغلالها، في ظل اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمحميات الطبيعية والجزر النيلية، سينشط سياحة اليوم الواحد، عقب انتهاء الفيروس العالمي كورونا".
لبحيرة البرلس، أهمية كبيرة كونها محمية طبيعية، وكموقع فريد لتكاثر الطيور المائية، سواء محليا أو عالميا، كما إنها تمثل أحد المسالك الرئيسية لهجرة الطيور في العالم، خاصة من شرق أوربا وشمال غرب آسيا، إلى وسط وجنوب أفريقيا، لذلك انضمت المحمية إلى قائمة المحميات الطبيعية، التي ترصدها اتفاقية "رامسار" الخاصة بحماية الأراضي الرطبة، ذات الأهمية الدولية للطيور المائية، وأيضا أعلنت كمنطقة ذات أهمية عالمية، بالنسبة للطيور (IAB)، وذلك من المنظمة الدولية لحماية الطيور.
تعليقات الفيسبوك