عماد جاد: الأحداث الأخيرة بالولايات المتحدة الأمريكية استُغلت سياسيا
د.عماد جاد
قال الدكتور عماد جاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه لا شك في أن أمريكا هي القوة العظمى الأولى في العالم، وهي دولة مؤسسات ودولة ديمقراطية ودولة قانون، لكن في الفترات المختلفة من الممكن أن يحدث انتهاك للقانون، وتجاوز العدالة، فلم يكن هناك مبرر لقتل جورج فلويد، بخاصة بعد استسلامه، فهذا تجاوز صارخ من قبل الشرطة، لكن في نفس الوقت فإن رد الفعل جاء عنيفا للغاية، لم يتناسب مع طبيعة الولايات المتحدة، والتي تسمح بالاحتجاج السلمي، فما حدث من تكسير وحرق وسرقات، لم يكن متوقعا في أمريكا، فقد صدم البعض من ذلك، لكن في النهاية هؤلاء بشر، وعندما تكون هناك فرصة للخروج الجماعي عن القانون، نجد فوضويين ومعادين يخربون ويسرقون ويتجاوزون القانون.
وأضاف"جاد" لـ"الوطن"، أن الديمقراطيين استغلوا الأحداث ضد ترامب، خصوصا وأن هناك انتخابات رئاسية أمريكية نهاية العام الجاري، وذلك لصالح مرشحهم جون بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أيضا استثمر هذه الأحداث وشارك فيها جماعات أخرى منهم من الإخوان المسلمين، فهناك منهم من جند مسلمين أفارقة، أو من مصر أو من تونس، كونهم لا يريدون دونالد ترامب، الذي يعاديهم منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فهم يؤيدون مرشح الحزب الديمقراطي، جون بايدن.
وأشار جاد، إلى أن علم داعش رفعه بعض المشاركين في هذه المظاهرات، وهناك من ألقى بالعلم الأمريكي أرضا، لافتا إلى أن السلوك الجمعي لا يستطيع أحد التغلب عليه، فهناك مجموعة من العوامل التي تراكمت وأدت إلى تغيير الأوضاع إلى الدرجة التي جعلت ترامب يستعين بالجيش، وأنزله إلى العاصمة.
وأوضح جاد، أن ما حدث في المجتمع الأمريكي، من الصعب حدوثه بنفس الشكل في أوروبا، فهناك فرق بين كليهما، عندما ننظر إلى فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا، سنجد أن 94% من قاطنيها من سكان البلد الأصليين، لذلك يخافون على بلدانهم، أما أمريكا فهو مجتمع موزاييك، من فصائل وأصول مختلفة، فهناك من أصول أوربية وهم يمثلون 55- إلى 60%، وهناك لاتين، وهناك من هم من أصول أفارقة، وهناك عرب، وهناك مسلمون، من آسيا والهند وباكستان وماليزيا، وهناك يابانيون، المجتمع الأمريكي ليس لديه قضايا مشتركة، وإنما قضاياه متنوعة.