كلهم منسي: محمد الحسيني.. شهيد "حمرا دوم"
كتب على "فيس بوك" قبل استشهاده: "سلاما على من قاتلوا.. وبالأكفان عادوا
الشهيد محمد الحسيني
عقارب الساعة كانت تشير إلى الـ8 صباحاً، وعندها انتهى الملازم أول محمد الحسينى من صلاة الضحى ثم كتب على صفحته بالفيس بوك: «سلاماً على من قاتلوا بالليل وفى الصباح بالأكفان عادوا، سلاماً عليهم إلى يوم أن نلتقى جميعاً.. رحم الله شهداء الوطن».
لحظات صمت قضاها «الحسينى»، بعد كتابة هذا البوست، ثم أجرى اتصالاً هاتفياً ليطمئن على والديه وأشقائه، وبعد الاطمئنان على الجميع، اتجه مسرعاً مدفوعاً بالقوة والنشاط إلى محل عمله فى قوات الأمن المركزى بمديرية أمن قنا، وبمجرد الوصول تلقى أمراً يفيد بالخروج فى مأمورية عمل لمواجهة العصابات المسلحة والخارجين على القانون فى منطقة «حمرا دوم»، وهى منطقة ذائعة الصيت فى عالم الإجرام بمحافظة قنا.
وصل «الحسينى» ورفاقه إلى مكان المأمورية المكلفين بها، وعقب تبادل إطلاق النار مع الخارجين على القانون استشهد برصاص الغدر والخسة من بنادق مجرمين خارجين على القانون فى منطقة جبلية بقرية «حمرا دوم» التابعة لمركز نجع حمادى بمحافظة قنا.
تشييع الشهيد إلى مثواه الأخير تم فى جنازة مهيبة شارك فيها آلاف من المواطنين فى مسقط رأسه بمحافظة الشرقية، وقال صديق الشهيد، الذى طلب عدم ذكر اسمه، إن دماء الشهداء من أبناء الوطن غالية والدولة لن تنساهم، وستظل ذكراهم خالدة فى أذهان الجميع، تقديراً لما قدموه من تضحيات غالية ودماء زكية ارتوت بها أرض الوطن. وأكد زملاء الشهيد فى ذكرى استشهاده أن هذه الأعمال الإجرامية لن تنال من عزيمتهم وستزيدهم إصراراً وقوة على مواصلة الكفاح والقضاء على البؤر الإجرامية التى تحاول النيل من أمن وسلامة الوطن وأنهم سيقتصون لزملائهم.
يذكر أن الضابط الشهيد تخرج فى كلية الشرطة عام 2015، وكان والده يعمل محاسباً فى الإصلاح الزراعى، ووالدته تعمل بوظيفة معلم خبير، وله شقيق أكبر منه يعمل ضابطاً بالشرطة، وشقيقة حاصلة على ليسانس الآداب، وهو أصغر أخوته.