طارق فهمي: تركيا تريد تغيير المعادلة السياسية في ليبيا قبل التفاوض
أستاذ العلوم السياسية: تركيا تريد منح السراج القوة قبل المفاوضات
د.طارق فهمي
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، جامعة القاهرة، إن الجانب التركي في المرحلة الحالية، يريد أن يغير من المعادلة السياسية والاستراتيجية معا، فالقضية ليست سقوط قاعدة الوطنية العسكرية الهامة، كما يتصور البعض، وإنما هو محاولة لتغيير قواعد اللعبة بأكملها لصالح حكومة الوفاق الليبية التي يرأسها فايز السراج، وإعادة تدوير دورها الدولي باعتبارها الحكومة المعترف بها دوليا، لافتا إلى أن الحركة التركية مزعجة لأنها سريعة وتستهدف تغيير الواقع العسكري والاستراتيجي.
وقال "فهمي"، "نحن أمام وقائع جديدة، وهي محاولة تغيير الوضع الراهن، ما بين الشرق ومنطقة الغرب في ليبيا، ودعم حكومة الوفاق بصورة كبيرة، إضافة إلى أن الأطراف الإقليمية الأخرى، تعيد طرح ما قدمته، فمصر وفرنسا والجزائر وتونس، تعيد فكرة الخيار السياسي، وليس الحل العسكري، وهذا معناه، أن هناك رسالة لحفتر وفايز السراج، للعودة إلى ما أسماه الرئيسان المصري والفرنسي بـ (مسار برلين)"، مشيرا إلى أن الجانب التركي يريد قبل العودة إلى مسار برلين، تحقيق مكاسب سياسية وتفاوضية، بحيث تجلس حكومة الوفاق على أرضية قوية، تملك من خلالها أوراق ضغط في مواجهة الجميع، فتركيا تحجز لها مكانا في حسم الملف الليبي، وسيكون لها دور في إقليم شرق المتوسط عندما يجلس الجميع للتفاوض على الثروات بين كل الأطراف المختلفة، مؤكدا أن وجودها في ليبيا حاليا بقوة سيعطيها دورا محوريا في ملف شرق المتوسط، على اعتبارها طرفا وشريكا.
وأشار استاذ العلوم السياسية في حديثه، لـ"الوطن"، إلى أن الولايات المتحدة تنظر للملف الليبي على أنه يأتي في درجة لاحقة، ليس كالأمر بالنسبة لروسيا، وبالتالي يتعامل ترامب مع الملف الليبي من أعلى وبشكل بعيد نسبيا دون أن يتورط حاليا، وهناك خلافات أوربية في الاتحاد الأوربي منعكسة على الملف الليبي، بين الموقف الفرنسي الداعم للحركة المصرية والذي يتحدث عن الخيار السياسي ومنع التدخلات الأجنبية والعودة لمسار برلين، ودول أوربية أخرى منها الجانب الإيطالي الذي يدعو إلى ضرورة أن يكون هناك حل سياسي وعسكري، ويطالب دول حلف الناتو بالتدخل، وبالتالي لا يوجد موقف أوروبي واحد، وإنما مواقف أوروبية مختلفة ومتعددة، وهذا يشجع الجانب التركي للاستثمار في الخلافات الأوروبية، لافتا إلى أن حجم السلاح الكبير الذي دخل ليبيا، ونقل كل هذه العناصر، هدفه الرئيسي تغيير المعادلة العسكرية والسياسية، لأنه لا يمكن لتركيا إرسال كل هذه العناصر وهذا السلاح، دون استخدامها في أرض المعركة، فدخول تركيا بهذا الشكل الكبير والمعلن على مسرح العمليات والمعركة يعني أن الأمور ستتغير، بحسب "فهمي".