5 سنوات على تدشين مرصد الأزهر: الفكر يواجه التطرف
صورة أرشيفية
تحتفل مشيخة الأزهر، خلال شهر يونيو الجاري، بمرور خمس أعوام على افتتاح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لمرصد الأزهر، حيث كان افتتاحه فى عام 2015، بهدف مكافحة الفكر المتطرف والتنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية مثل "داعش" وأخواتها وعدم وصولها إلى عقول الشباب.
ونشرت "صوت الأزهر"، الصادرة عن مشيخة اﻻزهر، تقريرا وعن جهود مرصد الأزهر خلال الأعوام الخمسة الماضية، وذلك عبر بوابة الأزهر الشريف.
وعرض الدكتور طارق شعبان، مدير المرصد، جهود المرصد، مؤكدا أنه يعد أحد أذرع الأزهر المستحدثة ليواكب التطورات الهائلة التي يشهدها العالم على جميع الأصعدة والمستويات، وليكون ترجمة عملية لخطوات التجديد التي أرساها الإمام الأكبر، وأنه عاماً بعد عام يثبت المرصد أنه - كما وصفه الإمام الأكبر- عين الأزهر الناظرة على العالم.
وأشار إلى أن المرصد بدأ خلال خطواته الأولى بتتبع الحركات الإرهابية ونشاطها عبر الشبكة العنكبوتية، وكيفية استغلالها للفضاء الإلكتروني، لنشر أفكارها المسمومة في عقول الشباب على وجه الخصوص، ووجود مرصد الأزهر تحديداً أسهم في تحجيم وتقليل انتشار الأفكار المتطرفة التي تُنشر عبر ذلك الفضاء بشكل كبير، ويرجع ذلك إلى أن مرصد الأزهر عاماً بعد عام يضيف إلى لغاته لغة جديدة حتى أصبح يعمل اليوم باثنتي عشرة لغة، ما يمثل تشويشاً على الجماعات المتطرفة.
واكد أن مرصد الأزهر لم يكتف بأن يكون ملف الجماعات الإرهابية هو الملف الوحيد الذي يعمل عليه، بل اهتم بملف قضية اللاجئين، وملف الإسلاموفوبيا وأحوال المسلمين حول العالم، إلى جانب قضية العرب والمسلمين الأولى وهي قضية القدس الشريف، كما أن الأنشطة التي لا يزال يقوم بها مرصد الأزهر والإصدارات التي أصدرها سواء باللغة العربية أم باللغات الأجنبية جعلت العديد من رؤساء دول العالم ووزرائه وسفراء الدول الأجنبية لدى مصر، والكثيرين من المتخصصين في مجال مكافحة التطرف على مستوى العالم يطلبون زيارة هذا الصرح الكبير للتعرف على هذه التجربة التي يتميز بها الأزهر الشريف، وقد سجل مرصد الأزهر أكثر من 200 زيارة رسمية على مدار تلك السنوات الخمس.
من جانبه، يقول الدكتور حمادة شعبان، مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر، إن وحدات المرصد ترصد جميع أعمال العنف التي تُمارَس ضد المسلمين، واستهداف المراكز والجمعيات الإسلامية، والتعدي باللفظ والفعل على المحجبات، والتصريحات السلبية لبعض الصحفيين والسياسيين في شتى بقاع الأرض، كما يقوم المرصد بدراسة الظاهرة وتحديد أسبابها الحقيقية وصياغة توصيات لحلها، كذلك متابعة كل ما يُنشر عن الإسلام والمسلمين على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي ومراكز الدراسات والأبحاث والقنوات التليفزيونية وإصدارات الصحف والمجلات، من أجل تصحيح الصورة التي تبدو أحياناً مغلوطة عن الإسلام.
وأضاف: "تم وضع خطة استراتيجية قائمة على مجموعة من الأسس من أهمها الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب، وتعريفهم القيم الدينية والأخلاقية التي تدعو إلى حب الوطن، وقبول الاختلاف في إطار من التسامح، وترسيخ قيم المواطنة، والتنوع والاختلاف باعتبارها سنة من سنن الحياة وقانوناً من قوانين الوجود، ساعياً من وراء ذلك إلى تعزيز قيمة الأخوَّة الإنسانية، واحترام إنسانية الإنسان باعتباره أفضل مخلوقات الله دون النظر إلى لونه أو عرقه أو دينه.
وأكد الدكتور إيهاب شوقي، مشرف وحدة رصد اللغات الأفريقية بمرصد الأزهر، أن المرصد اهتم كذلك في مقالاته وتقاريره بنظرة التنظيمات المتطرفة إلى المرأة، وطرقهم في استقطابها، وشهادات العائدين والعائدات من هذه التنظيمات، بعد أن اكتشفوا فساد منهجها القائم على العنف والإرهاب والتكفير.