محراب علم القراءات.. الشيخ عبدالفتاح مدكور 88 عاما في رحاب القرآن
صورة أرشيفية
غيب الموت، الشيخ الجليل عبدالفتاح مدكور محمد بيومي، الذى رحل عن دنيانا اليوم، بعد رحلة عطاء ثرية، قضاها فى محراب علم القراءات، عن عمر يناهز 88 عاما.
ونعت مشيخة عموم المقارئ المصرية، برئاسة الشيخ محمد حشاد، ونقابة محفظى وقراء القرآن الكريم العامة بمصر، إلى العالم الإسلامى، رحيل أحد أبرز رجالات علم القراءات والأعلى سندا على مستوى العالم.
ويعد الفقيد الكبير، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم، وأستاذ علوم القراءات بمصر والعالم الإسلامي، وهو أعلى سند متصل على مستوى الدنيا قاطبة، لإجازة قراءة حفص عن عاصم.
وفي سطور، تستعرض "الوطن" تاريخ الفقيد بحسب تقرير لنقابة القرّاء:
-عبدالفتاح بن مدكور بن محمد بن بيومي من مواليد قرية أبو النمرس من قرى محافظة الجيزة، وذلك في (28/ 8/ 1932).
-كان أبوه رحمه الله من حفظه كتاب الله تعالى وكان من أعضاء الجمعية الشرعية، وكان ملازما للشيخ قطب سليمان وكيل الجمعية الشرعي.
-كان أبوه لا يولد له مولود إلا ومات صغيرا فدعا الله تعالى دعاء كثيرا، وطلب من الشيخ قطب سليمان أن يدعوا له بأن يرزقه الله الولد وأن يكتب له الحياة، فدعا له الشيخ قطب وأشار عليه بأن إذا رزقه الله بولد أن يهبه للقرآن ذكرا كان أم أنثى، وأوصاه الشيخ أن يؤذن في أذنه اليمنى وأن يقيم في الأذن اليسري، وأن يصنع له عقيقة، ولا يسميه حتى يأتي الشيخ قطب ويسميه هو وقد كان والحمد لله، وهو الذي سماه عبدالفتاح.
-ذهب به أبوه إلى مكتب تحفيظ القرآن الكريم الذي كان يحفظ فيه عمه الشيخ حسن بيومي وكان عمر الشيخ حفظه الله آنذاك أربع سنوات فأتم حفظ القرآن كاملا وعمره أحد عشر عاما.
-يعد أبرز شيوخه عمه الشيخ حسن بيومي أتم حفظ القرآن على يديه، والشيخ نور الدين علي بن محمد بن حسن المصري المعروف بـ (علي الضباع) – رحمه الله – التقى به الشيخ في الخمسينات، وقرأ عليه ختمة كاملة برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية كما تلقى منه متني التحفة والجزرية، وأثنى الشيخ عليه، وأوصاه أن يلتحق بمعهد القراءات.
-من مشايخ الراحل الشيخ العلامة عثمان بن سليمان مراد قرأ عليه رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، وتلقى عنه دقائق فن التجويد، ومتن السلسبيل الشافي ونظم قصر المنفصل لحفص من طريق الطيبة، وكذا متن الشاطبية وشرحها.
-قرأ الفقيد علي يد الشيخ عبد الحميد غالى قرأ عليه الشيخ رواية ورش عن نافع من طريق الشاطبية.
-اتصل بكبار العلماء والقراء منهم الشيخ عامر السيد عثمان والشيخ علي الضباع والشيخ إبراهيم السمنودى والشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ محمود أمين طنطاوى.
-كان علي تواصل مع الشيخ محمد متولي الشعراوي فهو الذي اختار شيخنا لينشئ معهدا للقرآن في بلدته دقادوس، وكان وراء سفر الشيخ إلى أمريكا لتعليم القرآن.
-ومن القراء المشاهير محمود خليل الحصرى – عبد الباسط عبد الصمد – محمود علي البنا – كامل يوسف البهتيمي – عبد الفتاح الشعشاعى).
-حصل شيخنا على شهادة التجويد في عام 1978 م، وشهادة العالية في عام 1981 م من معهد القراءات التابع لكلية اللغة العربية جامعة الأزهر.
-نظرا لجهود الشيخ في تدريب الأئمة بالأوقاف، وتعليمهم القراءة الصحيحة للقرآن وما كان لذلك من آثار طيبة فإنه تم تعيينه مستشارا لشئون القرآن بالجيزة، يشرف الشيخ على معهد معلمي القرآن الكريم بالعمرانية وبمدينته أبو النمرس وغيرها من فروع المعهد كما يشرف الشيخ على برنامج تعليم القرآن بمدرسة الحسينية بالعمرانية.
-عين الشيخ شيخا لمقرأة مسجد شريف بمنيل الروضة، وهو الآن شيخا لمقرأة مسجد عبد اللطيف بمدينة أبي النمرس، سافر الشيخ لتدريس القرآن واللغة العربية بولاية كاليفورنيا بأمريكا، وأسهم في نشر القرآن بها، وكان سببا في إخراج الكثير من حفاظ القرآن ومجوديه هناك، وفي إنشاء معاهد كثيرة بل وجامعة هناك.