أنقرة تأمر بترحيل زوجة قس تركي إلى أمريكا.. والأخير: اضطهاد للبروتستانت
أردوغان
أصدرت إدارة الهجرة بوزارة الداخلية في تركيا قرارًا مفاجئًا بترحيل مهاجرة أمريكية متزوجة من قس تركي دون ذكر أسباب، فيما اعتبره الأخير اضطهادًا من السلطات لبعض الطوائف الدينية مثل الطائفة البروتستانتية التي ينتمي لها.
وقال القس التركي، صوباشي جولار، إن هذا القرار تسبب في آلام لا يمكن وصفها، وأضاف «إذا ارتكبنا جرمًا حاكمونا» وفقا لما نشره موقع "تركيا الآن".
وتحمل زوجة القس التركي، جوي آنا كرو، الجنسية الأمريكية وتعيش في تركيا منذ 10 سنوات مع زوجها وأولادها، ولكنها فوجئت بالسلطات التركية تخطرها بضرورة مغادرة البلاد خلال 10 أيام دون سابق إنذار.
وطلبت جوي من السلطات التركية تمديد تصريح الإقامة العائلية برفقة زوجها تركي الجنسية، إلا أن السلطات رفضت الطلب، وأفادت الزوجة أن القرار ورد فيه عبارة وحيدة «تم رفض طلب تمديد الإقامة لأسباب أخرى»، دون الإفصاح عن تلك الأسباب.
وعلق الزوجة الأمريكية على القرار قائلة «أنا الآن حزينة للغاية. أنا أحب تركيا والأتراك كثيرًا. أعيش في هذا البلد منذ 10 سنوات، وكانت هذه أفضل فترات حياتي. لذلك أنا ممتنة لهم. أبنائي هنا، وعائلتنا هنا. أنا حزينة. أنا لست شخصًا خطرًا. لا أقوم بشيء سوى رعاية الأطفال في المنزل».
ومن جانبه تقدَّم القس صوباشي جولار بطلب إلى المحكمة المختصة للاعتراض على قرار وزارة الداخلية، موضحًا أن أبنائهم الثلاثة أعمارهم تتراوح بين 4 أشهر و4 سنوات، مطالبا بإلغاء قرار الرفض لأنه قد يؤدي إلى تدمير أسرته.
وأوضح القس التركي أن ما يتعرضون له يحزنهم، قائلًا «يبدو أنهم يريدون ترحيل العاملين من الطائفة البروتستانتية من حملة الجنسيات الأجنبية وكذلك أزواجهم، بحجة أنهم يمثلون تهديدًا على الأمن القومي وسلامة المجتمع. وهذا يحزننا للغاية».
وأكد صوباشي جولار أن زوجته لا ترغب في مغادرة تركيا، وأن قرار رفض تمديد إقامتها تسبب في آلام لا يمكن وصفها. وأضاف «نحن أناس ندعو من أجل بلدنا، ونحمي مصالح دولتنا. ولم نكن في يوم من الأيام أناسا نهدد الأمن القومي أو سلامة المجتمع».
القضية تعيد أزمة الراهب الأمريكي إلى الواجهة
يذكر أنه في عام 2018 وقعت أزمة بين تركيا والولايات المتحدة بسبب اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون لمدة عامين، بتهمة التورط في علاقات مع منظمات إرهابية. وألقي القبض على القس الأمريكي في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة، وتم إيداعه بالسجن يوم 9 ديسمبر 2016.
وكانت جهة الادعاء قد طالبت بسجن برونسون 15 عامًا بتهمة ارتكاب جريمة باسم حزب العمال الكردستاني وحركة الخدمة من دون الانتماء إليهما، و20 عاما بتهمة التجسس، وقبل أن يكمل عامين في السجن تم نقله يوم 25 يوليو إلى منزله للإقامة الجبرية فيه بسبب تدهور أوضاعه الصحية. ومنتصف سبتمبر 2018، طويت صفحة القس الأمريكي في تركيا بعد صدور قرار إفراج بحقه، واستقبله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مكتبه بالبيت الأبيض، بعد أن مارس ضغوطا كبيرة على أردوغان، الذي استجاب بعد أن تأثر الاقتصاد والعملة.
وكان الإفراج عنه باتفاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن يفرج أردوغان، الذي طالما ما تحدث عن استقلال القضاء التركي، عن القس برونسون مقابل إفراج الولايات المتحدة الأمريكية في يوليو من 2019 عن نائب مدير بنك خلق السابق، هاكان أتيلا. وهذا ما حدث بالفعل وذهب وزير المالية، بيرات البيرق، لاستقباله بالمطار.